بين فندق قصر الإمارات وأبراج الاتحاد، استقبلت العاصمة الإماراتيةأبوظبي العام الجديد 2013 بألعاب نارية اشرأبت لها الأعناق من كل الاتجاهات. وقد اختار سكان أبوظبي من مواطنين ومقيمين وسياح في وقت مبكر من مساء أمس الأول ملء كل ما شغر من كراسي مقاهي الكورنيش ومطاعمها والمسطحات الخضراء لحدائقها ومتنزهاتها ومرافق فنادقها ورمال شواطئها، وحتى شوارعها. تجمهرت حشود كبيرة حول جهات الكورنيش كافة، منهم الصغير والكبير، الجالس والواقف، المتفاعل والمتأمل، لاستقبال العام الجديد على وقع فرقعات الألعاب النارية في كبد سماء أبوظبي. خيمت لحظات هدوء وصمت في اللحظات التي سبقت دق عقارب الساعة أول ثوانيها في العام الجديد 2013. أشهر كثيرون أجهزتهم الذكية وآخرون كاميراتهم المحترفة لتسجيل بزوغ أول يوم من العام الجديد، وبحثوا عن خيوطه الأولى في كبد سماء أبوظبي. دام العرض أكثر من ثماني دقائق، وشمل ألعاباً نارية مختلفة الألوان والأشكال. منها الصامت والصائت. رسمت المفرقعات أشكالاً متعددة في السماء كالأشجار والنخيل. كانت الشعلات تتحرك نحو الأعلى وكأنها تنساب من نافورة نارية ملونة فتطلق شلالات مضيئة راسية ومائلة قبل أن تنكسر في اتجاهات شتى وتتفرقع إيذاناً ببدء عام جديد، وأملاً في أن يكون مضيئاً أكثر. اقتناص اللحظة مع اقتراب منتصف الليل، توجهت أنظار كثير من الناس على امتداد جوانب الكورنيش جميعها إلى السماء التي تعلو مياه الشاطئ في الجهة المقابلة للعلم المحاذي لنادي تراث الإمارات، لكنهم فوجئوا بأن الألعاب النارية تنطلق في سماء فندق قصر الإمارات، وبذلك أصبح الناس الموجودون في مكان قريب من المنطقة التي تتوسط فندق قصر الإمارات وأبراج الاتحاد هم أكثر الناس حظاً؛ وذلك لأن مشهد الألعاب النارية من هناك كان الأكثر بانورامية وسحراً وجمالاً. توجه هؤلاء بأبصارهم إلى حيث الفندق، وحاول بعضهم الهرولة للاقتراب أكثر، أو أخذ زاوية رؤية أفضل واقتناص مشاهد أحسن بكاميرات هواتفهم الذكية أو كاميراتهم الخاصة، لكن الوقت لعب لغير مصلحتهم، فقد يكون ذلك ممكناً لو أن من عادة عروض الألعاب النارية أن تدوم مدداً أطول سابحة في السماء، ولكن الدقائق الثماني التي قضتها الألعاب النارية فوق سماء الفندق لم تسعفهم لتحقيق ذلك. ودأبت أبوظبي على تدليل جمهورها بعروضها المذهلة عالية التنافسية، يقول أحمد مصطفى من لبنان بعد انتهاء عرض الألعاب النارية "جئت أنا وأفراد أسرتي لنستمتع بالعرض جميل للألعاب النارية". وتقول كاثرين جيت، وهي أسترالية مقيمة في أبوظبي: "استمتعت باللوحات الرائعة التي رسمتها الألعاب النارية فوق فندق قصر الإمارات". غير أن ماجد الشامسي، وهو شاب كان يشاهد الألعاب النارية برفقة أصدقائه من الشباب واليافعين، له رأي مختلف، إذ يقول "عرض اليوم جيد وهو مشابه لعرض رأس السنة الماضية. وأنا أرى أنه لا يمكن مقارنة عرض حلول السنة الجديدة التي هي مناسبة عالمية يحتفل بها العالم أجمع، مع عرض مناسبة وطنية يحتفل بها شعب الإمارات ويعتبرها أعز على قلبه من أي مناسبة أخرى. فمن الطبيعي إذن أن تكون عروض الألعاب النارية لليوم الوطني أكثر إذهالاً وإبهاراً وروعة من عروض الألعاب النارية للمناسبات الأخرى". المرة الأولى ... المزيد