فاز فيها الأهلي3/ صفر, وعقب المباراة توجهنا إلي طاولة الديسك المركزي بصالة التحرير لإجراء ما أمكن من تغييرات مستجدة لبعض صفحاتنا وتضمينها في الطبعة الثانية, والتففنا حول رئيس التحرير المسئول عن تلك الليلة, وكان هو كاتبنا الكبير الأستاذ رجب البنا, الذي أخذ يشحذ قراءنا حول عنوان خبر فوز الأهلي بالمباراة, مصوبا عينه وعقله نحو قرائنا, وكأنه يعرف مسبقا ماذا نحن قائلون, لأنه يري حماسنا, وسعادتنا بالفوز مرسومة علي وجوهنا.. فنحن إذن نشجع الفريق الفائز.. فقال أحدنا: العنوان هو: الأهلي يسحق الزمالك3/ صفر وقال آخر: الأهلي يذبح الزمالك.. وقال ثالث ما يزيد العنوان سخونة نتيجة سعادة متطرفة, وكأنه هو الذي فاز شخصيا علي غريم له.. وبعد لحظة صمت وتأمل, قال أستاذنا مبتسما وهو يعطينا درسا عمليا في التوازن والموضوعية لو خرج عدد الأهرام علي قارئه بأحد عناوينكم سيقبل عليه فرحا المشجع الأهلاوي وسيعرض عنه المشجع الزملكاوي, والأيام دول, فالأهلي فاز اليوم.. وغدا سيفوز الزمالك, ونكتب عنه مثلما كتبنا عن الأهلي, ويحدث العكس فيقبل علي الأهرام مشجع الزمالك ويعرض مشجع الأهلي ولكن أسلوب الأهرام يتسم بالتوازن والحياد, والحكمة, وهو ما يجعل الجميع يقبل عليه, لأنه لا يميل لطرف علي حساب آخر, وصدره يسع الجميع, ولا يضيق ذرعا برأي يطرحه صاحبه علي صفحاته, بحكمة واتزان, ووضوح لا يحتمل اللبس, ولا يضع الأهرام الصرح الشامخ عبر تاريخنا الطويل في حرج مع قارئه. ثم أمسك أستاذنا بقلمه.. وكتب ونحن ننظر إليه عنوانا يعطي الفريقين المتنافسين قدرهما الخاسر قبل الفائز: الأهلي يفوز علي الزمالك منافسه التقليدي3/ صفر ويقول لنا باختصار أنزلوا الناس منازلهم.