كثرت في الآونة الأخيرة البرامج الصحية، وحاولت هذه البرامج أن تقدم المعلومة الطبية بطريقة جديدة ومختلفة، منها ما نجح ومنها ما فشل في تحقيق جماهيرية، إذ جاء نسخة مكررة عن برامج سبقته، إلا أن برنامج "في بيتنا طبيب" والذي تقدمه الدكتورة سعاد لطفي على شاشة تلفزيون "أبوظبي" حقق نجاحاً من خلال فكرته الجديدة وطريقة تقديمه المبتكرة . هو برنامج طبي صحي تثقيفي أسبوعي، يلقي الضوء على أبرز المشكلات الصحية التي تهم الناس وذلك في قالب ديناميكي، أما مقدمة البرنامج فهي شخصية طبية معروفة تستضيف مجموعة من أصدقائها الأطباء في منزلها . يدور الحوار حول مواضيع طبية متنوعة تهم شريحة واسعة من الناس، إلى جانب استضافة اختصاصية تغذية وتحضير أطباق صحية، ويتخلل البرنامج تقارير منوعة . "الخليج" زارت استوديو تصوير البرنامج في هذه الجولة . بداية التقينا فرح العلمي مديرة الإعلام والتسويق في الشرقية المتحدة للخدمات الطبية، والتي تظهر في البرنامج من خلال فقرة في شرطة الصحة وعن هذه الفقرة تقول العلمي: "أقوم بدور "شرطية الصحة" والتي تنزل إلى الأسواق وتدخل بيوت الناس لتبحث عن السلوكيات غير الصحية التي يقومون بها، وذلك بحسب موضوع الحلقة، فلو كان الموضوع يخص الجهاز العظمي والعامود الفقري، أبحث في المراكز التجارية مثلاً عن مرتدي الكعب العالي، وفي البيوت أفحص أسرة النوم وجودتها، ولو كان الموضوع عن السكري وزيادة الوزن أدخل المطاعم وأحاور الموجودين عن الأطعمة التي يتناولونها ومدى السعرات الحرارية الموجودة فيها وغير ذلك من التصرفات اليومية السلبية التي نقوم بها دون أن ننتبه لخطورتها، وفي كثير من الأحيان ألقى تعاوناً من قبل الناس فهم صريحون في الحديث عن تصرفاتهم اليومية ويسعون إلى معرفة الأفضل لهم ولأسرهم"، وتشير العلمي إلى أنها خلال الفقرة تقوم بتقديم النصائح للناس، كما أن الأطباء في الاستوديو يقومون بمناقشة الفقرة التي تبلغ مدتها من 4 إلى 5 دقائق، وتضيف قائلة: "عملي في الشرقية المتحدة للخدمات الطبية أكسبني المعرفة في المجال الطبي وجعلني أكثر قدرة على المشاركة في هذا البرنامج، فالبرامج الطبية بحاجة إلى دراية كافية في هذا المجال وهي تختلف عن بقية البرامج، لأن ايصال المعلومة يجب أن يكون بشكل دقيق وسليم وإلا فالنتائج قد تكون كارثية" . أما الدكتورة سعاد لطفي وهي المقدمة الرئيسة للبرنامج فتقول عن مشاركتها في هذا البرنامج: "عشقت الإعلام منذ الصغر، وجاءت دراستي للطب مكملة لهذا العشق، فعندما اجتمع الاثنان لدي وجدت في نفسي قدرة أكثر على الوقوف أمام الكاميرا وتقديم برامج طبية، وعملي في الإعلام بدأ منذ 11 عاماً تقريباً . شاركت فيها في عدد من البرامج كان أشهرها حكمة نساء، وها أنا اليوم أقدم برنامج "في بيتنا طبيب" . وعن طبيعة البرنامج تقول د . سعاد: "أنا سعيدة جداً بالعمل في هذا البرنامج إذ إنه يملك إمكانات كبيرة، حيث يمكننا إحضار أطباء على مستوى عال من الكفاءة، الأمر الذي أعطانا مرونة ممتازة وقدرة كبيرة على مناقشة كافة القضايا بشكل أدق، وهو الفرق ما بين هذا البرنامج وبرنامج "حكمة نساء"، فبدل أن يكون الأطباء ثابتين أصبحوا متغيرين من حلقة إلى أخرى بحسب القضايا التي من المقرر طرحها في كل حلقة، وهذه الطريقة أفضل إذ إن كل طبيب يتحدث عن قضية من اختصاصه ويتمكن من ايصال المعلومة بشكل أفضل وأصح إلى المشاهد" . عن الاختلاف ما بين هذا البرنامج وغيره من البرامج الطبية تقول الدكتورة لطفي: "لقد زادت في الآونة الأخيرة البرامج الطبية، لكن الجميل في هذا البرنامج أننا لم نقلد أحداً فالفكرة مختلفة، ونحن نناقش فيه قضايا تهم المجتمعات العربية لا الغربية، فأمراضنا تختلف عن أمراضهم، وأسلوب حياتنا مختلف عن أسلوب حياتهم، حتى طرق التجميل لدينا مختلفة عن طرق التجميل لديهم، وأهم ما في البرنامج أنه يحاول ايصال فكرة أن الوقاية خير من العلاج، هذا إضافة إلى أنه يهتم كثيراً بالصحة النفسية لما لها من دور كبير في الصحة بشكل عام، كما يتطرق في بعض الأحيان إلى العلاقات الاجتماعية وتأثيرها في الصحة" . يرى مخرج البرنامج آلان غفري أن إخراج هذا البرنامج أصعب من غيره من البرامج الطبية ويقول: "البرامج الأخرى جامدة، يقوم الطبيب فيها بالحديث واعطاء النصائح والمعلومات، أما في برنامج "في بيتنا طبيب" فيحاول أن يكسر هذا الجمود ويعطي الحركة للبرنامج، فنحن نقوم بتحريك مقدمة البرنامج والضيوف في أرجاء الاستوديو، وذلك بفضل تسخير الديكور وتقسيمه إلى مناطق عدة يتجول فيها المتحاورون بحسب القضية التي يتناقشونها، وهذا التنقل تصوره سبع كاميرات موزعة في الاستوديو ومن زوايا مختلفة، وهو ما يكسر الجمود والملل الذي قد يصيب عين المشاهد" . يشير غفري إلى أن تصوير الحلقة الواحدة يستغرق ما بين ساعتين إلى ثلاث ساعات وهو وقت جيد بالنسبة لهذه النوعية من الإخراج ويضيف قائلاً: "بعد المونتاج تصبح مدة الحلقة 50 دقيقة، وهذا البرنامج لا يتم تصويره بطريقة التوك شو بل يتم إخراجه وإنتاجه كبرنامج طبي بصبغة ترفيهية ممتعة" . كالين ناصيف المنتجة المنفذة للبرنامج حدثتنا بالتفصيل عنه حيث تقول وناصيف: "في بيتنا طبيب" برنامج طبي منوع فيه الشيف عبدالمجيد حمودة واختصاصية التعذية سارة إسماعيل يحضرون أطباقاً خلال الحلقة يقوم ضيوف البرنامج بتناولها في نهاية الحلقة، وفي كل حلقة تستضيف الدكتورة سعاد 3 أطباء كل منهم يتحدث عن موضوع مختلف، وهناك 3 تقارير تعرض خلال كل حلقة، التقرير الأول بعنوان شرطة الصحة وتقدمه فرح العلمي التي تذهب إلى الأسواق والبيوت وتراقب تصرفات الناس وترشدهم إلى الأساليب الحياتية الصحية الفقرة الثانية هي بعنوان "ماذا لو"، نقوم بطرح سؤال على الناس مفاده كيف تتصرف لو حدث معك موقف ما، التقرير الثالث هو بعنوان خبير وطبيب وفي هذه الفقرة نستضيف أحد المصابين بمرض ما ليحدثنا عن تجربته، ويتحاور مع طبيب مختص في المرض نفسه، ليخرج المريض بأفضل النصائح الطبية التي تساعده على عملية الشفاء" . تشير ناصيف إلى أن الجديد في هذا البرنامج هو محاولة ايصال المعلومة المفيدة بشكل سلسل للمشاهدين وبوقت قصير، من خلال دعم جميع الفقرات بالتقارير والصور والمجسمات التي تسهل وصول الفكرة إلى المشاهد . وعن الفكرة الأساسية للبرنامج تقول ناصيف: "لقد كان تلفزيون "أبوظبي" بحاجة إلى برنامج طبي بديل عن برنامج "حكمة نساء"، فقمنا في شركة "هاي واي" بتقديم فكرة برنامج طبي وتمت الموافقة عليه من بين عدد من الأفكار المطروحة، المميز بالفكرة أن البرنامج يجمع ما بين الصحة والرشاقة والمواضيع الجديدة والسرعة في التقديم . ناصيف تؤكد أن البرنامج في حالة تجدد مستمر من خلال إدخال تعديلات إضافية تحسن من البرنامج سواء، أكان هذا التعديل على طريقة التقديم أو التصوير أو الإضاءة أو المواضيع المطروحة وكيفية مناقشتها . للحديث بشكل مفصل عن المواضيع المطروحة في برنامج "في بيتنا طبيب" التقينا المنتجة المعدة للبرنامج سناء القزي التي تقول: "نعمل كفريق عمل كبير مؤلف من عدد من المعدين والأطباء والاختصاصيين لنختار المواضيع التي تهم المشاهدين والتي لم يتم التطرق إليها بشكل كاف، ففي كل موسم لدينا نقوم بدراسة ما يقارب من 100 موضوع لنختار منها في النهاية 50 موضوعاً تقريباً، وهذا الاختيار يتم وفق قواعد وأسس معينة، فنحن نبحث عن التنوع في المواضيع، كما نحرص في إعداد البرامج أن نكون واضحين وصريحين في طرح المعلومة الطبية لكن بطريقة لاتخدش حياء المجتمعات العربية، فنحن قد نتطرق إلى موضوع العقم مثلاً لكننا نناقش الموضوع بشكل عملي وبلغة لا تزعج المشاهد، وبطريقة تسمح للعائلة كاملة مشاهدة البرنامج دون أي إحراج" . عن اختيار الدكتورة سعاد لطفي لتكون مقدمة البرنامج تقول القزي: "الدكتورة سعاد تعد من النخبة في مجال تقديم البرامج الطبية، وهي وجه إعلامي إماراتي معروف ومحبوب بين الناس، هذا إضافة إلى أنها شخصية رائعة ومن الجميل التعامل معها" . تشير القزي إلى أن فكرة البرنامج فكرة جديدة وغير مستوردة وتجري مناقشات مع شركة إنجليزية لإنتاج نسخة عن البرنامج لعرضها في قنوات أجنبية . مئة طبيب بالنسبة لاختيار الأطباء للظهور في البرنامج تقول المعدة سناء القزي: "التقنيا بعدد كبير من الأطباء واخترنا مجموعة من كل الاختصاصات، وقد تم الاختيار وفق شروط معينة، فقد راعينا الدرجة العلمية التي يحملها الطبيب والجامعة التي تخرج فيها وسنوات الخبرة التي يملكها إضافة إلى قدرته على الوقوف أمام الكاميرا، فقد قابلنا ما يزيد على مئة طبيب واخترنا منهم ،35 كما لدينا علاقات واسعة مع المشافي والمراكز الطبية في الدولة لانتقاء أفضل الأطباء ولمعرفة كل جديد في عالم الطب" .
