القاهرة (إفي) - بعد غياب مرة، والخروج من الدور الأول مرتين متتاليتين، ضمنت نسخة 2012 من بطولة كأس الأمم الأفريقية بغينيا الاستوائية والجابون، لمنتخب مالي العودة إلى الدور قبل النهائي للمونديال الأفريقي، بل والصعود إلى منصة التتويج باحتلال الفريق المركز الثالث. ومع قرب انطلاق نسخة 2013 على أرض جنوب أفريقيا، يحلم نسور مالي بالتقدم خطوة أخرى على المنصة ببلوغ المباراة النهائية ومحاولة الفوز باللقب للمرة الأولى في التاريخ. فأعظم إنجازات منتخب البلد، الذي يعاني من مشكلات سياسية منذ أكثر من عام تهدد بتدخل أجنبي في شماله، كان احتلال المركز الثاني في نسخة 1972 رغم أنها كانت مشاركته الأولى. والآن يستعد الفريق للظهور الثامن له قاريا، بعد أن شهد العقد الأخير أفضل سنواته على الساحة الإفريقية بداية من احتلال المركز الرابع في نسختي 2002 و2004 وغاب عن البطولة في 2006 قبل أن يودع الدور الأول عامي 2008 و2010، ثم حقق أفضل الإنجازات منذ ظهوره الأول بإحراز المركز الثالث في النسخة الماضية. وأسند الاتحاد المالي مهمة تدريب الفريق للمدرب الفرنسي الشاب باتريس كارتيرون (42 عاما)، الذي يملك تجربتين فقط في عالم التدريب مع ناديي كان وديجون. وليس من المنتظر أن يختلف المنتخب المالي كثيرا مع كارتيرون، الذي يعتمد على حارس ستاد مالي سوماليا دياكيتي (28 عاما)، أمامه ثنائي الخبرة الدفاعي الذي يلعب في فرنسا، أداما كوليبالي (32 عاما) لاعب أوكسير وفوسيني دياوارا (32 عاما) لاعب أجاكسيو، والثنائي الصاعد مامادو ندياي (22 عاما) لاعب فيتوريا جويماريش البرتغالي وإدريسا كوليبالي (25 عاما) لاعب لخويا القطري. ورغم غياب مامادو ديارا لاعب ريال مدريد السابق للإصابة، يعد خط الوسط أقوى خطوط الفريق، حيث يضم قائد الفريق ونجمه سيدو كيتا (33 عاما) نجم برشلونة السابق ولاعب داليان إيربين الصيني الحالي، ومحمد سيسوكو (27 عاما) لاعب باريس سان جيرمان وعبده تراوري (25 عاما) لاعب بوردو، وماهمان تراوري (24 عاما) لاعب ميتز. وتبدو تلك الخبرة مفقودة بعض الشيء في خط الهجوم، وأبرز عناصره موديبو مايجا (25 عاما) لاعب وست هام الإنجليزي، وشيخ دياباتي (24 عاما) مهاجم بوردو. وكان طريق الفريق في التصفيات سهلا، حيث لم يخض سوى مواجهة الدور الأخير أمام منتخب بوتسوانا وفاز عليه بثلاثية نظيفة ذهابا، مؤكدا انتصاره إيابا خارج أرضه برباعية لواحد. وأوقعت قرعة النهائيات "النسور" في المجموعة الثانية، حيث تبدو الصدارة شبه محسومة لمنتخب غانا بطل القارة أربع مرات، ليدخل منتخب مالي صراعا ثلاثيا مبكرا على البطاقة الثانية مع كل من النيجر والكونجو الديمقراطية. وربما كان للقاء الافتتاحي للفريق في المجموعة أمام النيجر دور كبير في تحديد مسارها، علما بأنه لن يغادر مدينة بورت إليزابيث، حيث يلتقي فيها أيضا نظيره الغاني في الجولة الثانية في أهم لقاءاته، قبل أن يسافر إلى دربن لخوض مباراة الجولة الأخيرة أمام الكونغو الديمقراطية.