تخيلوا لو أن علي عبد الله صالح - الرئيس السابق- كان من ذات النفسية التي عليها أشخاص مثل علي محسن الأحمر، وحميد الأحمر، وصادق الأحمر، وحتى الزنداني، وقادة المشترك وكثير من الذين تساقطوا كأوراق الخريف.. لو كانت نفسية وعقلية وتكوين علي عبد الله صالح مثل هؤلاء كيف ستكون اليمن؟!!.. وماذا سيحل بها؟!.. ما من شك أن الرئيس علي عبدالله صالح من طينة تختلف تماماً عن الطينة التي جاء منها أولئك.. انه نوع من القادة الذين سيخلدهم التاريخ، لأنهم تحدوا أنفسهم اولاً، واثبتوا أنهم فوق ردات الفعل، وخوض الصغائر، ولذلك في الوقت الذي كان الناس يسيئون إليهم، فإن هؤلاء القادة العظماء يتناسون الإساءة، ويردون عليها بالحسنة، والصفح والغفران.. لقد أمعن خصوم الرئيس علي عبد الله صالح في اظهار العداء له، بل وأقدموا على اغتياله في تلك المحاولة الفاشلة التي أرادت الإجهاز على الدولة ومن ورائه الإجهاز على اليمن، ومع ذلك فان علي عبد الله صالح تحدى كل شيء، وامتص الألم وأبى أن يعامل المجرمين بالمثل، مع انه في وضع يستطيع معه ان يأخذ القصاص من كل الذين نفذوا وخططوا لتلك الجريمة الغادرة إلا انه اختار ان يترك الانتصار لنفسه، من اجل الانتصار لليمن وتجنيب الوطن الحرب الأهلية، غير أن خصومه من آل الأحمر وقادة الإصلاح والمتحالفين معهم استمروا في مخاصمة الرئيس صالح الى حد الفجور في المخاصمة، ومع ذلك فقد تجاهلهم ولم يلتفت إليهم، ومضى في تسليم السلطة طواعية، ليكون بذلك واحداً من النماذج الفريدة في التبادل السلمي للسلطة في البلاد العربية كافة. نعم فقد كانت ولا زالت كل المواقف العظيمة التي سار عليها الرئيس علي عبد الله صالح تواجه من قبل خصومه بردات فعل تؤكد انهم صغار وسيظلون صغارا، فبينما دخل الرئيس صالح التاريخ بتلك الخاتمة النموذج الذي ارسى التبادل السلمي للسلطة مضيفاًً الى رصيده واحداً من أعظم الانجازات، فإن خصومه قد باءوا بالذل، ولم يعرفهم المجتمع إلا بكونهم رموز الفتنة والتمرد والانقلاب والتخريب. إن هذا هو ما يغضبهم ويستفزهم.. لطالما شتموا الرئيس صالح وأمعنوا في فجورهم وتطاولوا عليه ومع ذلك فلم يلتفت إليهم، وإنما تجاهلهم كأنه يقول لهم: النجوم لا تنظر إلى القيعان التي يتكدس فيها الوحل.. وبالفعل فان الوحل الذي يرتع فيه هؤلاء ينعكس من خلال أقوالهم السوقية وأفعالهم الطائشة الإجرامية، فكيف يمكن لزعيم بحجم الرئيس علي عبدالله صالح ان يستمع حتى لما يقوله هؤلاء من الفجور بحقه، فما باله أن يرد عليهم؟!!.. سيقولون الكثير من السوء بحق الرئيس صالح، ولكنهم بذلك لا يضرونه في شيء، فالشعب اليمني والعالم القريب والبعيد يعرفون حق المعرفة من هو علي عبدالله صالح.. وكما ان المدح في حق هذا الرجل العظيم والزعيم التاريخي الشامخ لن يزيده شيئاً، فإن الذم بحقه من قبل الأقزام والمتطاولين والسفهاء لن ينقص منه شيئاً.. فعلي عبدالله صالح سيظل كما عرفه اليمن علماً شامخاً ورمزاً وطنياً خالداً.. فتحية له على مقربة الذكرى الثلاثين على تأسيسه حزب المؤتمر الشعبي العام، والذي جاء ولم يزل كما هو زعيمه ومؤسس حزب الشعب، وصمام أمان الديمقراطية والتعددية السياسية في اليمن.