كشفت مصادر مقربة من المجلس الأعلى للقاء المشترك عن اتفاق غير معلن بين قيادات المشترك على عدم تسيير مسيرات جديدة في العاصمة صنعاء.. وأرجعت المصادر أسباب هذا الاتفاق إلى محاولة لملمة الموقف داخل المشترك الذي يتذمر أطرافه مما يسمونه انفراد حزب الإصلاح بقرارات تسيير مسيرات يرون بأنها غير ذي جدوى ولا مبرر لها، فضلاً عن التحذيرات التي وجهها مبعوث الأممالمتحدة جمال بن عمر للأطراف السياسية بعدم التصعيد. وأشارت المصادر إلى سبب آخر لهذا التوجه يتمثل في الرسالة القوية التي وجهها المؤتمريون وأنصار المؤتمر الشعبي العام عشية الثلاثاء المنصرم حينما احتشد عشرات الآلاف إلى ميدان السبعين في غضون دقائق قليلة من الدعوة التي وجهتها قيادة المؤتمر وأحزاب التحالف إثر تهديدات وشعارات ودعوات أطلقها المشاركون في مسيرة المشترك، تدعو لإسقاط الحصانة والانقلاب على المبادرة الخليجية والتسوية السياسية، الأمر الذي اعتبره مراقبون واحداً من أهم العوامل التي استفزت المؤتمريين وحلفاءهم لحشد عشرات الآلاف إلى ميدان السبعين والذين أكدوا أنهم سيملأون العاصمة خياماً لردع مسيرات التصعيد. وأعلن المؤتمريون عزمهم على إعادة المخيمات وإعادة تنظيم مسيرات الجمعة وغيرها من الإجراءات حتى يتم رفع خيام المعتصمين في جامعة صنعاء، لكن الزعيم علي عبد الله صالح تدخل لإيقاف هذا الإجراء، ما اعتبره متابعون بادرة اضافية قدمها الزعيم للطرف الآخر وموقفاً سياسياً جديداً يحسب في رصيده. وكان ميدان السبعين قد شهد على مدار ساعات عصر وليل الثلاثاء المنصرم حشودا كبيرة توافدت على الميدان من أمانة العاصمة وضواحيها ابتداءً، وسرعان ما لحقتها محافظات صنعاء وذمار وإب وتعز والبيضاء ومأرب وعمران وغيرها من المحافظات التي توافد منها المؤتمريون على مدار ليلة الثلاثاء، عاقدين العزم على التصدي لتصعيد المشترك وحماية التسوية السياسية من انتهاكات بعض الأطراف.