رغم كثرة الأخبار التي نسمعها أو نقرأها بشكل شبه يومي حول شحنات الأسلحة المهربة والتي يتم ضبطها في المنافذ والموانئ- وما خفي كان أعظم- إلا أن بعض تجار الحروب ومهربي السلاح- على ما يبدو- قد تأثروا جداً بحكاية "التغيير" التي شهدتها بعض الدول العربية- وإن كان هذا التغيير إلى الأسوأ- فأرادوا اتباع موضة "التغيير" وتجريبها على طرق وأساليب تهريب الأسلحة.. فبدلاً من تهريب قطع الأسلحة داخل أكياس الدقيق والحبوب و"قصع" العسل، لجأوا- من باب التغيير- إلى اتباع أسلوب آخر ويتمثل في تهريب الأسلحة داخل الحفاظات وكراتين البسكويت، حيث ضبط جمرك ميناء الحديدة السبت الماضي أسلحة قادمة من الصين في حاوية خاصة بشحنة حفاظات أطفال بحسب تصريح مدير جمرك الحديدة.. فيما تناقلت وسائل إعلام بأن الحاوية كانت تحمل حفاظات نسائية "الويز" محشوة بمناظير قناصات بينها مناظير ليزر وأخرى ليلية. وياتي ضبط هذه الشحنة في وقت لا تزال أخبار شحنة المسدسات التركية كاتمة الصوت طافية على سطح المشهد الأمني. وتواصلاً لمسلسل "التغيير" فإننا نقترح على الأصدقاء في الصين وتركيا وغيرهم تغيير تسميات قطع الأسلحة لتتناسب مع "الربيع العربي" وما حواه من ألقاب لا حصر لها من أمثال "الثائر، الناشط، الحر، الشهيد، أم الشهيد، بنت عم المناضل، أصغر شهيد، و.. و.. الخ"، فتصبح مثلا "قناصات بامبرز، بنادق الويز، مسدسات أبو جناحين، قذائف ضد (التسرب) وكاتمة ل(.........)، مسدسات بك بوم".. وغيرها مما يشبه هذه التسميات.. أقل شيء سننشغل نحن المواطنين البسطاء بهذه "الأسماء" ونترك للحكومة فرصة في إغلاق ملفات شحنات الأسلحة المضبوطة بطريقتها الخاصة. وعلى فكرة بعد بضعة أيام من فضيحة المسدسات التركية التي ضبطت في ميناء عدن التقى المتمرد علي محسن الأحمر بالسفير التركي في صنعاء، وكذلك التقى بالسفير الصيني بعد ضبط شحنة الأسلحة الصينية بثلاثة أيام.. ومن شان لا يروح عقلكم إلى بعيد فقد خصصت تلك الاجتماعات لمناقشة وضع الحفاظات والشيوكلاته والاطمئنان على صحتها، لأن الجنرال يتمتع بخبرة كبيرة في هذا المجال.