في بلادنا تتصارع النخب السياسية التي باتت تشبه الضباع على فريسة غير موجودة أساساً!.. ونستغرب من تسابق جحافل الشر والظلام للوصول إلى السلطة في بلد منهار سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وربما عسكرياً، فاقت نسبة الفقر فيه 54% حسب تقارير محلية ودولية، فمنذ قرابة العامين والوطن تعبث به الأقدار وشطارة التجار. وها هو المندوب السامي جمال بن عمر قد وصل بلادنا، مما يعني صدور جملة من القرارات التي تجعل الحر يحتار من قرارات لا تصدر إلا بإذن "شهبندر التجار"، وكأن لسان حاله يقول: لا غرابة ولا عزاء للسيادة في وطن يستبيحه أنفار اعتادوا الفيد ونهب كل ما في الدار. ومع ذلك ليت القرارات المتوقع صدورها تستهدف الإطاحة بحكومة باسندوه الفاشلة، أو حتى تحدث تعديلاً موسع يستبعد وزراء الفساد والفشل الذي لا يطاق، عسى الشعب أن يخرج من حالة الإحباط ويحصل على جرعة أمل تنعشه وتعينه على التنفس حتى نهاية المرحلة الانتقالية، أو ما سيسفر عنه مؤتمر الحوار الوطني (الذي لا زال مجهول المكان والزمان) من نتائج على هذا الوطن الذي بات مستقبله على كف عفريت، خصوصا حين نرى ونسمع من التلفاز تشاؤم بعض أعضاء مجلس النواب والشورى- وهم خبراء في مجال الاقتصاد- عشية إقرار البرلمان للموازنة العامة للدولة لعام 2013م، والمقدرة بقرابة (تريليونين وثمانمائة مليار ريال) والتي ستنعكس سلبا على المواطن وتؤدي إلى مزيد من الغلاء في السلع الأساسية والخدمات وبنسبة مقدرة تفوق ال25% على الأقل خلال العام حسب تحليلهم، مما قد ينبئ باختمار ثورة الجياع، خصوصا في ظل البطالة التي يعاني منها الشباب والمقدرة ب36% حسب تقرير حكومي، والتي ستزداد بسبب قرار حكومة الوفاق وقف التوظيف لأربع سنوات قادمة مما قد يسد الطريق ويعجل بتفجر الأوضاع. في الوقت الذي يحتفل فيه العالمان العربي والإسلامي بذكرى مولد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، لا تزال قناة (الحياة تي. في) تسيء لخاتم الأنبياء وسيد المرسلين دون أن يلتفت أحد لإسكاتها بقوة القانون، كونها تزدري الأديان وتستهدف الإساءة لأعلام إسلامية يحترمها أكثر من مليار ونصف مليار مسلم.