بلغ السيل الزبا ولم نر حتى اللحظة بوادر أو مؤشرات حل دولي وإقليمي للصراع الجنوبي- اليمني تلوح بشائره في الأفق.. رتابة جعلت من إقامة فعاليات مليونية سلمية لساعات محدودة أو لأيام قلائل ثم العودة انتظاراً لفعاليات أخرى، تكراراً مملاً في الممارسة تحول إلى حالة استرخاء مريحة للاحتلال.. الإصرار على اعتماد ذات النمطية التقليدية عبثية مدمرة تقود في مرحلة ما إلى الوهن والإحباط.. سلوك ربما غير مقصود لكنه يحقق ضمنا أهداف الاحتلال وحلفائه الإقليميين والدوليين بعد عجزهم عن احتواء زخم (الحراك) واستنفاذ قدرات اندفاعه بقوة القمع والمال وقرارات مجلس الأمن.. خطورة الأمر وآثاره السلبية المدمرة تفرض على قوى الثورة السلمية الجنوبية التحررية إعادة النظر في أساليبها مع إبداع طرائق ثورية تتوج زخم المليونيات لتحقيق النصر. أسابيع قليله تفصلنا عن 21 فبراير يوم الاستفتاء على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة عبر فهلوة انتخابات رئاسية مبكرة بمرشح دون منافس.. المشاركة الواسعة (شمالاً) مثلت استفتاءً شعبياً عبر عن موافقتهم على المبادرة الخليجية، والعكس من ذلك في (الجنوب) حيث تمت مقاطعتها مما مثل استفتاءً شعبياً رافضاً للمبادرة وخيار (اليمننة)، لذلك الاحتفاء بالذكرى السنوية الأولى للاستفتاء يجب ألاَّ يكون تقليدياً ويحدونا الأمل في تحوله إلى (يوم الزحف الكبير) للعاصمة عدن، زحفاً ليس لصنع ملحمة مليونية أخرى بل لإبداع خيارات جديدة تتوج النضالات السابقة وبما يحقق الأهداف. حتما نرفض تحول الفعالية إلى بهرجة احتفالية، فالحاجة الملحة راهناً هي إلى فعل عملي يمكن الحشد المليوني من إسقاط وتأمين مطار عدن الدولي وصولاً إلى القصر الرئاسي المدور بالتواهي.. فعل ثوري يسد الذرائع عن المرجفين ويسهل عودة النوارس الجنوبية المبعدة قسرياً ويحقق توحد جهد طرفي معادلة الثورة الجنوبية التحررية في الداخل والخارج.. خيار ثوري يلزم قيادة الجنوب المهاجرة بالعودة لأخذ زمام المبادرة وممارسة واجبها الأخلاقي والقانوني بإعلان استعادة الدولة من داخل القصر المدور وليس من فنادق الخمسة نجوم، وتنتهي مهمتها بانتخاب مجلس شعب أعلى مناط به صياغة مشروع دستور للدولة الجديدة.. طرح هذه الفكرة للنقاش اعتراف بأنها غير مكتملة بل بحاجة لمن يثريها بالملاحظات ويحقق لها أسباب النجاح من المعنيين بها، وهم هنا كل الشعب الجنوبي. إن الحراك التحرري الجنوبي اليوم في أعلى حالات توهجه وألقه وعلى الجميع الارتفاع إلى مستوى الحدث والتقاط الفرصة التاريخية.. من يخذل الجماهير في هذه اللحظات الثورية المفصلية لن يرحمه التاريخ خاصة بعد أن أدت المليونيات دورها في تهيئة الوضع الثوري اللازم للانتصار.. كل عوامل إنجاح الثورة التحررية أنضجت وتحتاج راهناً لطليعة تتقدم الصفوف مبدعة روح المبادرة وتحمل المسؤولية. مجرد رأي: التصالح والتسامح بابه مفتوح للجميع إلى ما بعد التحرير.. حتى لأبنائه الضالين حاليا كاللواء ناصر منصور الفضلي وواعد باذيب وبن دغر.. بعد الاعتذار للجنوب يشملهم التصالح والتسامح ومن قرح يقرح. * منسق ملتقى أبين للتصالح والتسامح والتضامن