ها هو مؤتمر الحوار الوطني قد تم تدشينه صباح يوم 18 مارس بحضور رسمي وعربي ودولي تمنت كل الأطراف الراعية له أن يفضي إلى بناء يمن جديد آمن ومزدهر، ومع ذلك فقد خرج البعض بانطباعات تفاوتت ما بين متفائل بنجاح المؤتمر ومتشائم من احتمالات تعرضه للفشل. ولعل الملفت غياب دولة رئيس مجلس الوزراء الأخ محمد سالم باسندوه عن حفل افتتاح المؤتمر الذي حضره الأخ عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية وكل من أمين عام مجلس التعاون الخليجي والمبعوث الأممي جمال بن عمر وسفراء الدول الراعية للمبادرة الخليجية.. وهذا الغياب ليس له أي تفسير سوى ارتهان الرجل لولي نعمته الشيخ حميد الأحمر الذي كان له الفضل في انتشاله من عزلته والدفع به نحو المقعد الأول للحكومة والذي غاب هو الآخر عن حضور الافتتاح، أما الأعذار الواهية التي أبداها باسندوه كمبرر لقراره الأرعن بعدم المشاركة رغم وظيفته كرئيس لحكومة الوفاق الوطني فلن تنطلي على أحد، فإذا كان ممثلو شباب الساحات قد حضروا افتتاح المؤتمر فهل سيزايد حتى على الأموات من شهداء جمعة الكرامة؟!.. حقا لقد صدق من قال: إذا لم تستح فاصنع ما شئت!. أيضاً بعد أن دشن مؤتمر الحوار الوطني أول جلساته ثاني يوم الافتتاح بفندق موفنبيك، وبعد أن شاهد المواطن عبر الشاشات الكثير من أعضائه غير المعروفين سياسياً واجتماعياً، يتساءل البعض عن المعايير التي اعتمدت للترشح لعضوية المؤتمر، إذ كان المفترض نشر السيرة الذاتية لكل عضو يعول عليه إنقاذ شعب من مصيره المجهول كي يوثق بشخصيته لما يمتلك من مؤهلات وخبرات وقدرة على فن التحاور والإقناع للخروج بالبلد من عنق الزجاجة. فعلى سبيل المثال هل يعقل أن نقارن بين الأخت امة العليم السوسوة أو الأخت رمزية الإرياني من حيث الكفاءة وبين الأخت (و.م) التي لا همّ لها يوميا سوى تأمين قيمة العلاقية القات والباكيت السجارة، وها هي قد ضمنت حق الولعة لعشر سنوات قادمة بدخولها مؤتمر الحوار الذي سيدر عليها دخلاً يومياً لم تكن تحلم به واللهم لا حسد، فمثل هذه الشخصية الخاوية الفكر ومن على شاكلتها ما الذي ستعطيه لمؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي يعتبر الحل الوحيد والفرصة الأخيرة التي لا بديل عنها، سوى الحرب الأهلية وتشظي الوطن وشتات شعب بأكمله لا قدر الله، كون الحرب لو اندلعت فلن تنطفئ إلا بعد سنوات وبعد أن تكون قد التهمت الأخضر واليابس، وأزهقت أرواح عشرات الآلاف من أبناء هذا الشعب المكافح على أقل تقدير؟!!. ولنا فيما يحدث في سوريا من قتل ودمار وتشريد نتيجة الحرب الأهلية التي مر على اندلاعها قرابة عامين خير مثال.