كان على الإصلاح ألاَّ يكتفي بتوجيه مناشدة للسلطات السعودية إزاء ما يتعرض له المغترب اليمني من إجراءات تعسفية وقاهرة، وأن يطالب حكومة الوفاق بعقد جلسة استثنائية للوقوف أمام هذه القضية والتعامل معها بأعلى درجات المسؤولية الوطنية والمطالبة بإرسال وفد حكومي الى الرياض للتباحث ازاء ذلك بما يحقق المصلحة المرجوة للمغترب اليمني. لكننا وجدنا الإصلاح يكتفي بالمناشدة في الوقت الذي يدرك ان مناشدته هذه لن تقدم أو تأخر في الأمر شيئاً سوى ان الرأي العام سينظر لها كواحدة من محاولات الاستقطاب للمغتربين وليس موقفاً جاداً ومسؤولاً لمعالجة القضية بعيداً عن الدعاية والاعلام التي سرعان ما تتبخر بمجرد إعلانها. وإذا كانت الحكومة اليمنية بعيدة عن التفاعل الايجابي مع هذه القضية فقد كان يفترض توبيخها ووضعها في سلسلة من الإجراءات الدستورية كالاستدعاء للبرلمان لمعرفة أسباب عدم تعاطيها مع قضية جوهرية تمس المغترب اليمني.. أيضاً البرلمان الذي كنا نأمل ان يقوم بدور ضليع واساسي في متابعة هذه القضية نجده للأسف الشديد يشاطر الحكومة حالة التطنيش "والدعممة" وكأن الأمر لا يعنيهما من قريب أو بعيد. كما أن غياب المواقف لم يقتصر على هاتين الهيئتين الدستوريتين بل نجد هذا الغياب يسود العديد من الاطارات المدنية ومنها الأحزاب في حالة تعكس الارتباك الجماعي وعدم القدرة على فهم واستيعاب كل ما يعتمل تجاه اليمن على الصعيدين الداخلي والخارجي، وهو واقع يقدم مؤشرات واضحة وجلية على ان هذا الفشل الجماعي لكل المكونات اليمنية الرسمية والشعبية والابداعية وغيرها سيشجع على الصعيد الخارجي أطرافاً اقليمية على الاستغلال السيئ للوضع اليمني الهش بالمزيد من الممارسات الغير مسؤولة والتي تمس مصالح اليمن ومنها على سبيل المثال ما تقوم به ارتيريا من ممارسات ضد الصيادين اليمنيين الى درجة أضرت تماماً بمصالح هذه الشريحة المنتجة، علاوة على ما يترتب على ذلك من خسائر تضر بالاقتصاد اليمني. وخلاصة نقول أن موقف الاصلاح غير كافٍ وعليه ان يخرج من الشعارية السياسية الى الفعل المدني والدبلوماسي .. كما انني كعضو بحزب لمؤتمر الشعبي العام لست راضياً عن حالة الغياب المزرية للمؤتمر حول هذه القضية لكني مازلت اتطلع منه بأن يقوم وعبر كتلته في الحكومة والبرلمان بدور فاعل يتشكل منه موقف رسمي يمني واضح يتمكن من خدمة مغتربينا ويخفف من معاناتهم التي اهملتها الحكومة اليمنية الضائعة في نفق التوافق السياسي الغائب أصلاً.