(رغم الصدمات السياسية التي واجهها طوال الأعوام السابقة في العمل السياسي فإن هذه الصدمات التي علمته الحذر والتأني لم تغير فيه صفاته الحميدة الجميلة كالتسامح والشهامة والمروءة والنبل والوفاء والتواضع والترفع عن الجراح الشخصية ومقابلة الإساءة بالإحسان... ولذلك لا يساورني أدنى شك أن هذه الصفات الإنسانية النادرة هي التي دفعت عنه الكثير من المخاطر ودرأت عنه الكثير من المكائد وصرفت عنه الكثير من المؤامرات لأنه لم يحمل حقدا على أحد وكرس نفسه ووقته ليكون ويظل قائدا كبيرا لوطن كبير). من مقال للكاتب نصر طه مصطفى عنوانه (تأملات في تجربة إنسانية وسياسية نادرة) نُشر في يوليو2008م بمناسبة مرور 30 عاما على انتخاب علي عبدالله صالح رئيسا للجمهورية اليمنية.. تذكرت هذه الفقرة خلال جلسة مقيل الجمعة قبل الماضية في منزل الزعيم صالح، حيث التقى الزعيم بعدد من الأدباء والكتاب والمثقفين والصحافيين .. تحدث صالح مع الحاضرين بكل صراحة وبساطة وتواضع ووطنية وترفع عن الصغائر .. واستمع للحاضرين - شكاويهم وهمومهم وانتقاداتهم للمؤتمر الشعبي العام وحتى علي عبدالله صالح نفسه.. لم يقاطع احد او يتأفف او يضجر ويضيق صدره .. وانما تقبل تلك الانتقادات برحابة صدر وناقشها بكل شفافية.. بالتأكيد لا يحتاج الزعيم الصالح الى شخص مثل عادل بشر للدفاع عنه امام الحملة المسعورة التي يشنها ضده اعلام الاخوان المسلمين وغلمانهم من كتاب وصحفيين وخطباء وسياسيين بغرض تشويه صورته بطريقة كاذبة ومثيرة للتقزز..ولكنها كلمة حق اقولها بحق هذا الرجل الذي أجلس لاول مره بالقرب منه في مقيل يخلو من الرسميات.. كان أهم شيء شدد عليه وكرره أكثر من مره وأوصانا به هو (الوطن والمواطن اولا وأخيرا)..فرغم أن معظم الحاضرين هم من الكوادر التي تعرضت للاقصاء من وظائفها ومناصبها من قبل حكومة الوفاق وبدون وجه حق.. إلا أن الزعيم أكد أن هذه الاقصاءات لم تزد المؤتمر إلا ثباتا وصمودا .. مشددا على ضرورة وقوف المؤتمر الشعبي العام وحلفائه وكافة وسائل إعلامه من أجل إنجاح عملية التسوية السياسية وتنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها المزمنة ودعم الشرعية الدستورية ممثلة برئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي من أجل إخراج اليمن من أزمته والوصول به إلى بر الأمان . كما شدد على أهمية أن يقف الإعلاميون والصحافيون في المؤتمر وحلفائه إلى جانب المواطن وتبني مشاكله وقضاياه وان يقوم الاعلاميون بمسؤوليتهم الوطنية في ترسيخ وحدة الصف ونبذ العنف والتطرف والتعصب واعمال الارهاب والتخريب .. هذا هو الزعيم الصالح وهذه اخلاقة وصفاته الانسانية والوطنية التي (دفعت عنه الكثير من المخاطر ودرأت عنه الكثير من المكائد وصرفت عنه الكثير من المؤامرات لأنه لم يحمل حقدا على أحد وكرس نفسه ووقته ليكون قائدا كبيرا لوطن كبير).. سيدي الزعيم .. مهما تحدثنا ومهما كتبنا ومهما خطبنا فلن نفي بحقك .. فستظل أنت الرمز وستظل أنت الحكيم والقائد والمعلم الذي علمنا قيم الحرية والديمقراطية والشهامة والمروءة والنبل والوفاء والتواضع والترفع عن الجراح الشخصية ومقابلة الإساءة بالإحسان.. سلام عليك..