ها هي الفترة الانتقالية التي حددتها المبادرة الخليجية قد شارفت على النهاية، في حين أن الحسنة الوحيدة التي تحسب للرئيس هادي هي نجاحه في نزع فتيل تفجير الأوضاع مؤقتا أما غير ذلك فالفشل ظل يرافقه طوال الفترة القصيرة لحكمه نتيجة تدخل النافذين العسكريين والقبليين للإخوان المسلمين في قراراته التي خرجت عرجاء بعكازين لما تخللها من ابتزازات ومساومات صبت معظمها في صالح حزب الإصلاح الذي حقق من ورائها جملة من المكاسب أخطرها أخونة الدولة وبسط نفوذه وتمكين أنصاره من جل مفاصل الدولة وتفكيك الجيش خصوصا الحرس الجمهوري بتلك الطريقة الفجة وتجنيد عشرات الآلاف من المليشيات القبلية والتابعة لحزب الإصلاح التي قاومت الدولة واختلقت الفوضى والتقطعات واحتلت المرافق العامة وتعمدت تخريب أنابيب النفط وأبراج الكهرباء طوال العام 2011م ليصبحوا بعد ذلك بين يوما وليلة رفقاء السلاح لمن واجهوا الفوضى التي عمت الساحات والطرقات في العاصمة والعديد من المحافظات وسقط منهم المئات وجرح الآلاف على يد تلك المليشيات المسلحة التي حركتها قوى الشر والظلام بالريموت كنترول طوال تلك الفترة، فكوفئت في النهاية بضمها للمؤسسة العسكرية التي باتت مخترقة ومصابة بالضعف والوهن الذي لا يخفى على أحد. ومؤتمر الحوار الوطني الذي أوشكت فعالياته على الانتهاء لم يخرج بأي معالجات حتى الآن في القضايا المصيرية كالقضية الجنوبية وقضية صعدة وشكل الدولة القادمة وغيرها من القضايا التي لا زالت في مهب الريح مما يعني أن الفترة الانتقالية قد رافقتها جملة من الإخفاقات المتلاحقة التي قد تعيد الوطن إلى المربع الأول المهدد بالاقتتال والتناحر والانفصال. ولولا الضغوطات التي يمارسها المبعوث الأممي جمال بن عمر والقوى الإقليمية على اللجان التي تشكل مكونات الحوار لكان الجميع قد انفض عن هذا الحوار المسير وفق إرادة الغير منذ وقت مبكر. لكن يبدو أنه مكتوب على مؤتمر الحوار أن ينهي فترة عمله كما هو مخطط له من قبل الدول الخليجية والأمم المتحدة والمانحين رغم أنف الإرادة الوطنية في محاولة لإسدال الستار على الأحداث التي تزامنت مع ما يسمى الربيع العربي لتبدأ مرحلة أخرى من الإملاءات بحق هذا الوطن، أهمها التمديد لهادي وهنا أقترح على المؤتمر الشعبي وحلفائه إن أرادوا لهذا الوطن الخير أن يدعموا مرشح لرئاسة الجمهورية من المهمشين فهم أحق بهذا المنصب وعلى سبيل المثال فإن مناطق عديدة مثل تهامة الخير والعطاء تستحق أن يأتي الرئيس القادم لفترة انتقالية ثانية من أبنائها.. هذا إذا أردنا أن نؤسس لدولة مدنية حديثة خصوصا أننا بذلك سننهي هيمنة وسيطرة الإخوان على منبع القرار وقبل هذا وذاك سندحض تبجح من يقول أن قبيلة أو منطقة بعينها هي وحدها القادرة من تحتكر صناعة الرؤساء في اليمن.