الإعلام السعودي الخليجي إعلام دعائي يرتكز على المعلومات الكاذبة، وتزييف وعي العامة من الناس والحشود، وهو إعلام مسنود بقوى سياسية اصولية تنطلق في طرح معلوماتها من منطلق الخصم القذر الذي لا يفرق بين حق وباطل، ويخلط بين طرح المعلومة المجردة وبين تحليل الحدث وطرح أبعاده ومخاطره وآثاره على كافة المستويات.. والسبب اعتقد يكمن في عدم استيعاب أهمية الإعلام وخطورة رسالته من قبل المعنيين بقيادة المواجهة مع العدوان السعودي والتحالف المساند له، والذي يحاول تبرير ضرب التجمعات السكانية وتدمير البنية الاجتماعية وهدم مرافق الخدمات من مدارس وأندية ومستشفيات وموانئ برية وبحرية وجوية وضرب وسائط النقل بمختلف تشكيلاتها مثل قاطرات الغاز والبترول وقاطرات المواد الغذائية إلى جانب ضرب معامل الانتاج مثل المصانع بمختلف أشكالها وأنواعها. هذا القصور في الوعي السياسي لدور الإعلام جعل إعلام الخليج يركز على عناصر محددة مواقفها من قوى سياسية معينة، إما من صالح والمؤتمر الشعبي العام أو من عناصر أنصار الله المعروفون بالحوثيين، والخلط المتعمد بين قوى الجيش وقوى الأمن الخاص ومليشيا الحوثيين إلى درجة يحاول مذيعو الربط في العربية والحدث التابعة لها، وشبكة قنوات الجزيرة وبقية قنوات الخليج اقناعك بأن كلما يعمد طيران السعودية إلى ضربه محصور على مليشيات الحوثي ويصور للمشاهد والمراقب العربي أو غيره بأن من يستهدفهم عناصر حوثية مارقة بقصد تجنيب الناس جرائمهم، أي ان من يجري ضربهم هم من مليشيا الحوثي. وهنا تكمن الكارثة وأخطر من كلما يطرح ان المحللين الذين يجري استضافتهم من لندن أو من القاهرة يحللون باتجاه ضرورة قطع كافة الامدادات وفرض طوق الحصار المطلق على البلاد، سعياً لانتصار محتمل في المحصلة النهائية وكأن شعبهم عدو تاريخي يستحق حرب ابادة، بينما نجد قنوات تتسم بقدر من المهنية والحيدة في لبنان وقنوات غربية مثل ال"بي.بي.سي" تستضيف توجهات مختلفة من منطلق مهني، تركز هذه القنوات على طرح الرأي والرأي الآخر ومن خلال الطرح يتمكن المتابع والمراقب في آن معاً، من تكوين تصور ورؤيا شاملة للموضوع ويحكم من خلال ما يطرح، على الطرف المخطئ وعلى من هو الطرف المصيب، ويكون رأي متوازن من خلال ما يطرح، وفي نظري ان ثمة اشكال خطير يكمن في تغطية العدوان من قبل العنصر المحايد وتفتقد لوجود مراسلين دوليين وخاصة لشبكات التلفزة ووكالات الانباء العالمية التي تركز على الصور الإنسانية لجريمة العدوان وعلى طبيعة الضحايا واعدادهم وطبيعة الضرب العشوائي بالقصف الجوي وما ينتج عنه من صور مرعبة في ابادة كاملة لجميع أفراد العديد من الاسر أو لغالبية افرادها من اطفال ونساء وشيوخ، في العديد من الأحياء والقرى وما يلحق الناس من أذى ومعاناة جراء الحصار، وما يترتب عليه من معاناة أسر بكاملها مثل التضور جوعاً لأفراد الأسر بكامل قوامهم لأن بيوتهم مثلاً دمرت بكامل محتوياتها، وهم في مكان آخر، واذا بهم ملقيون في الشارع دونما شيء يقتاتونه أو غطاء يفترشونه أو يقون أجساد أولادهم. فمثلاً تعرضت امرأة لحالة رعب أصابها جراء الضربة لفج عطان ظهر الأحد اسكتتها عن النطق زارتها النسوة إلى منزلها وأكدن انها توقفت عن الكلام من فرط الرعب، ربما لم يسعفها جيرانها بماء أثناء نوبة الخوف فتوقفت عن الكلام. ثمة أخبار لا أعلم صحتها تقول بحسب مصادر عديدة ان اغلب سكان شارع خولان الواقعين قرب جبل نقم تركوا منازلهم جماعياً على اثر ضرب معسكر الحفاء بنقم وتدمير مخازن اسلحته التي بقت تتفجر على مدى يومين. هذه الاخبار تقول ان العشرات قضوا نحبهم بفعل الشظايا والرصاص المنبعث من بركان نيران المخازن المشتعلة وعلى اثر نار القصف والنيران التي اشتعلت فر السكان ولكن الأخطر من ذلك ان العديد من البيوت انبعثت منها رائحة عفنة إلى درجة تخنق من يقترب من هذه البيوت وهي مغلقة بحسب الكلام المتداول ويتوقع الكثير من الناس ان في بعض هذه البيوت جثث متعفنة والتأكد من ذلك يحتاج حضور جهات معنية وجهود إما متطوعين أو منظمات إنسانية مثل الهلال الأحمر أو جهات قضائية مثل النيابة وعقال حارات معنيين ومطلعين أو يعرفون اصحاب هذه المنازل واسمائهم إلى آخره. ⋎ العودة إلى الأعلى ⋎