نحن العرب لا نترك الشعر حتى تترك النوق الحنين .. نحب الفصحى وشعرها ونحب العامية وشعرها ولنا في كل واد قصة مع الشعر ولنا من البيان سحرا يفوق سحر بابل ومن الشعر حكمة تفوق حكمة اليونان ..أو كما قال الحبيب المصطفى .. صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم .. وهو يستمع إلى قول أحدهم وحيِّ جميع الناس تسبي عقولهم ** تحيتك الأدنى فقد ترفع النغل فإن أظهروا بشرا فأظهر جزاءه ** وإن ستروا عنك القبيح فلا تسل فكل الذي يؤذيك منه سماعه ** وكل الذي قد قيل خلفك لم يقل فقال وقد أطربه ما ضمنه الشاعر في هذه الأبيات من حسن بيان ومن حكمة رائعة . " إن من البيان لسحرا وإن من الشعر لحكمة " *** من أبرز من عاصرنا من شعراء العرب المرحوم نزار قباني هذا الذي سخط وأسخط وأضحك وأبكى وغنى لفتنة الصبا والجمال ولعيون لوليتا .. مثلما غنى لأطفال غزة وثورة الحجارة .. لكن النفط قد استأثر بالكثير من وقفاته الشعرية ذلك أنه مامن فتنة أدركت العرب والمسلمين في الحاضر مثل فتنة النفط .وهل فقدنا فلسطين والأقصى إلا في عصره وهل ذهب العراق إلا من أجله . النفط جعل الكثير من أبناء جلدتنا يتطاول على بني جنسه ودينه ويشمخ بأنفه ليريهم من نفسه عزة .. ومن أنفسهم قلة وذلة وهوانا فقط لمجرد ان مافي يديه من ذهب النفط كثير..هذا النفط الذي في عصره كماقال نزار.. في عصر نفط الكاز يطلب شاعر ** ثوبا وترفل في الحرير قحاب وحين نرى الحال ونكتوي بنار هذه العزة الآثمة نصرخ مع نزار في قصيدته " الحب والبترول" بشموخ التحدي .. في وجه هذا الغول النفطي.. متى يا أيها المتخم ؟" متى تفهم ؟ بأني لست من تهتم بنارك أو بجناتك وأن كرامتي أكرم من الذهب المكدس بين راحاتك وان مناخ أفكاري ، غريب عن مناخاتك أيا من فرخ الإقطاع في ذرات ذراتك ويا من تخجل الصحراء حتى من مناداتك متى تفهم ؟؟" *** ومعه نقول لهذا النفط: كأن حراب إسرائيل لم تجهض شقيقاتك" ولم تهدم منازلنا ولم تحرق مصاحفنا ولا راياتها ارتفعت على اشلاء راياتك كأن جميع من صلبوا على الأشجار في يافا وفي حيفا وبئر السبع .. ليسوا من سلالاتك تغوص القدس في دمها وأنت صريع شهواتك تنام كأنما المأساة ليست بعض مأساتك متى تفهم ؟ متى يستيقظ الانسان في ذاتك؟؟" *** وحين يقهرنا الحبيب ويتنكر لنا القريب .. ويتعالى علينا سلطان المال نسأل "نزار" أين يمضي العربي فيجيبنا شعره .. أينَ يمضي؟ كلُّ الخرائطِ ضاعت أين يأوي؟ لا سقفَ يأوي إليهِ ليسَ في الحيِّ كلِّهِ قُرشيٌّ غسلَ الله من قريشٍ يديهِ هجمَ النفطُ مثل ذئبٍ علينا فارتمينا قتلى على نعليهِ وقطعنا صلاتنا.. واقتنعنا أنَّ مجدَ الغنيِّ في خصيتيهِ عبد الجبار سعد