كشفت قناة "الجزيرة" القطرية عن انحياز واضح وافتقاد للحيادية وتعرض مهنيتها الاعلامية لانتكاسة حقيقية وذلك اثناء تغطيتها للمظاهرات والمسيرات الجماهيرية الحاشدة التي شهدتها يوم السابع من يوليو معظم محافظات الجمهورية احتفاءً بهذا اليوم، الذي ترسخ في الذاكرة الوطنية باعتباره يوم انتصار الشعب اليمني لوحدته وترسيخ دعائمها والوفاء لتضحيات شهدائه الابرار، الذين سقطوا على درب الدفاع عن الوحدة وإسقاط المشروع الانفصالي والتآمري في صيف عام 1994م. حيث ظلت "الجزيرة" في تقاريرها المتكررة عن احداث هذا اليوم تحاول وبشتى السبل إبراز أنشطة وفعاليات لا وجود لها للعناصر التخريبية الانفصالية الخارجة على الدستور، ولم نسمع بها سوى عبر شاشة "الجزيرة" وتقارير مراسليها في اليمن وبعض محرريها في الدوحة، بل وصل الأمر إلى ان "الجزيرة" كانت تتحدث في تقاريرها عن مسيرات ومظاهرات لتلك العناصر الانفصالية في وقت ان الصور المصاحبة لتلك التقارير هي من تلك المسيرات والمظاهرات والمهرجانات التي نظمتها القوى والفعاليات السياسية والاجتماعية الوحدوية في أبين والحديدة وصنعاء وشبوة وغيرها من المحافظات، وكانت اعلام الجمهورية اليمنية وصور رئيس الجمهورية والمؤتمر الشعبي العام واضحة في تلك الحشود التي شارك فيها عشرات الآلاف من ابناء شعبنا اليمني من أقصى الوطن إلى اقصاه، ولكن "الجزيرة" أرادت ان تغطي سوءة العناصر الانفصالية وخبثهم وفشلهم.. وكما فعلت في مظاهرة الجماهير الوحدوية من أبناء محافظة الضالع في جعل مثل هذا اليوم مناسبة لإظهار حجم كبير للانفصاليين الذين زعموا في دعاواهم بأنه سيكون يوم (التحرير) و(الاستقلال) وخيب الله والجماهير اليمنية ظنهم..فاذا بهم يظهرون بهزالتهم وعزلتهم ونفور الناس منهم.. وقدم أبناء شعبنا اليمني المتمسك بوحدته والمدافع عنها درساً جديداً لهؤلاء ورسالة قوية ذات دلالالة بالغة مفادها بان الوحدة هي قدر ومصير الشعب اليمني كله من اقصى اليمن إلى اقصاه، وهو الذي سيحافظ عليها وينتصر لها دوماً كما انتصر لها في صيف عام 1994م وانه يندد ويرفض كل مشاريع التمزق والتآمر للنيل من وحدته الوطنية وأمنه واستقراره، بل ان "الجزيرة" قامت باجراء الحوارات واللقاءات مع عناصر انفصالية مطلوبة للعدالة نتيجة ما اقترفته من جرائم بحق الوطن ووحدته، ولم تراع "الجزيرة" للاسف شروط المهنية والحياد الذي كنا نتمنى ان تلتزم به.. وحيث ان الاستمرار في مثل هذه الحالة واياً كانت المبررات او الضغوطات التي تتعرض لها (الجزيرة) كوسيلة اعلامية فانها سوف تفقدها المصداقية وتكسبها عداء ابناء الشعب اليمني الذين ظلوا يحملون لهذا المنبر الاعلامي المتميز كل الاحترام والتقدير والثقة التي نأمل ان تحافظ عليه ما استطاعت إلى ذلك سبيلا.