الانتصارات التنموية والنجاحات السياسية التي حققتها الفعاليات الأقليمية على الساحة الوطنية ولدت الكثير من المعنويات والصفاء الذهني والحس الوطني المسؤول، والمتجسد في الأسلوب الخطابي المتطور للأخ الرئيس وتعاطيه مع القضايا الوطنية التي تتطلبها المرحلة المقبلة، ليكون أكثر قرباً من هموم الوطن والمواطن بعيداً عن الخطاب المتشنج، وهو ما استودعه الله فيه من حكمة وفصل الخطاب فالله تعالى يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن، كون السلطان ظل الله في الأرض، استودع الله فيه علما وفقها في الخطاب لأنه الوسيلة الإعلامية الفعالة في بناء الوطن.. والمرحلة القادمة تحتاج إلى الكثير من فقه الخطاب المطور الذي يناسبها، والذي يلامس هموم الوطن والمواطن وما يحاك عليه من مؤامرات. وحقيقة إن خطاب الأخ الرئيس شامل كامل يحمل في مضمونه الكثير مما يلامس الهموم على الساحة الوطنية، فقد دعا الشركاء من أحزاب المعارضة السياسية إلى نبذ التطرف السياسي كون الوطن بأمس الحاجة إلى اصطفاف وطني خلال المرحلة القادمة، كما دعاهم إلى الدخول في حوار هادئ ومسؤول للوصول إلى صيغة توافقية، تمكن الجميع في السلطة المعارضة من إجراء الانتخابات كاستحقاق ديمقراطي، يمنح الجميع حق المشاركة في السلطة لتكوين حكومة وطنية. وحقيقة إن هذا الخطاب الداعي إلى كلمة سواء خطاب نابع من روح المسؤولية، وصادر عن حس وطني وذهنية متقدة وصفاء روحي وضمير حي لا يضمر حقدا ولا كراهية لأحد من خصومه السياسيين، لأن الحقد لا يوجد في مفردات قاموسه. وله خلال مسيرة حكمه الكثير من المنجزات الديمقراطية والتي أكسبته الكثير من الحب والاحترام في أوساط شعبه.. ومن تابع مضمون خطابه في أوساط جماهير لحج وأبناء جامعة عدن، سيجد ما يدل على نبل وسجايا أخلاقه. حيث كان يخاطبهم بروح رياضية ونفس مطمئنة وشعور كامل بالرضى عن الآخرين فقلبه معهم وقلوبهم معه كإحساس داخلي ترجمه لسانه عندما قال: "قلبي هو قلبكم وقلبكم هو قلبي"، وهذا شعور ينبئ عن حبه لجماهير شعبه وليس بغريب عنه ذلك فما عهدنا عنه إلا كل الحب والتسامح، فذلك هو منهجه وثقافته منذ توليه زمام الأمر في البلاد، فالحقد والكراهية ليس لهما طريق إلى قلبه حتى مع خصومه. فالرئيس منذ عرفناه يتمتع بشرف الخصومة مع الآخر سواء كان في مواجهة حربية أو سياسية معه، وهذه الميزة أكسبته الكثير من النجاحات في المحافل الدولية والأقليمية والمحلية ليكون رجل المرحلة، ويكفيه فخراً ما حققه لليمن من مكاسب نوعية في المجال السياسي والاقتصادي والشبابي في دورة كأس الخليج لكرة القدم، إذ بهذه الدورة زادت عرى الأخوة بين أبناء اليمن وأبناء الخليج، فكانت كرة القدم سفير النوايا الحسنة ورسول الحب والسلام بين شركاء الفعالية، ولقد كان هذا النجاح بمثابة فاتحة خير لتحصد اليمن الكثير من النجومية بواسطة ابداعات أبنائها ومواهبهم في كافة المجالات والمسابقات الشعرية والغنائية، وكان "فؤاد" اليمن آخر من نزع النجومية ليتوج ب "نجم الخليج" فيضيف إلى اليمن نجماً مضيئاً في سماء الأغنية اليمنية، وقد سبقه نجوم آخرون في مجال حفظ القرآن الكريم والشعر، وكنا نتمنى أن يحظوا بما حظي به فؤاد من الاهتمام وتسليط الأضواء، ولكنه يستحق ذلك لأن نجاحه جاء في زمن الهزائم والانكسارات التي مني بها منتخبنا الوطني لكرة القدم بانتهاء فعالية خليجي 20. وقد كان للأخ الرئيس حضور في دعم هذه المواهب.. و"فؤاد" اليمن هو جزء من ثقافة تعز تلك المحافظة التي تعد إحدى محطات الانطلاق والنجومية سواء إلى سدة الحكم كما هو حال الأخ الرئيس وغيره من نجوم السياسة، أو إلى مجال الشعر والأغنية كأيوب والفضول وغيرهما من نجوم الثقافة، وكان آخرهم فؤاد عبدالواحد الذي تربع على عرش قلوب أبناء اليمن والخليج، وهكذا هي اليمن ولادة بالكثير من المواهب والنوابغ طالما وهي تحظى بزعيم وجه كل طاقاته من أجل اليمن.. والأمل معقود بالشركاء السياسيين في أحزاب اللقاء المشترك أن يضعوا أيديهم بيد الرئيس لأن الجميع في ركب واحد، ولا يوجد عاصم من الغرق إذا زاد الموج واضطرب بسبب زيادة رياح السياسة وعواصف الخلاف بين الشركاء السياسيين، ومن يخرب الطريق ويزرعها شوكا يصعب عليه الوصول إلى السلطة لأن من زرع شوكا لا يمكن أن يحصد عنبا.. فهل نسعى "سلطة ومعارضة" لتغليب مصلحة الوطن والحفاظ على وحدته ومكتسباته، فعقد الوطن إذا انفرط فمن الصعب لملمته ولن ينفع الندم؟!! ولا يزال هناك متسع من الوقت لحلحلة مشاكلنا والاصطفاف تحت مظلة الوطن. فعلى الجميع أن يجعلوا من الخطاب العقلاني للأخ الرئيس عنواناً لمشروع وطني ينهض بهذا الوطن وشعبه، بعيداً عن التلويح باللجوء إلى الشارع لأن الشارع ليس سلاحا لأحد بل هو مع الوطن ووحدته وليس مع التمزق والأهواء والمكاسب السياسية، ويكفي ما حل بالوطن والذي لا يخدم إلا الأعداء المتربصين به.