"الجزيرة" و"سهيل" قناتان فضائيتان لا يمكن المقارنة بينهما لا من حيث الشكل أو الجوهر ولا من حيث الكم أو الكيف، باستثناء أن شيئاً واحداً بات يجمعهما وهو السعي لتدمير اليمن . "الجزيرة" قناة إخبارية متميزة في الأداء ومنتشرة في التواجد وذات حضور عالمي لا ينكره إلا مكابر.. أما "سهيل" فهي قناة لا يمكن مقارنتها ب"الجزيرة" أو بأية قناة إخبارية عربية أخرى، لكن ما جمع الثريا بالثرى هو الحقد على اليمن. والذي يجعل المشاهد أو المتابع لا يجد غضاضة في أن يقارن "الجزيرة" ب"سهيل"- والأولى ذات مكانة دولية والثانية ذات حضور مشيخي قبلي لا يتعدى منزل أولاد الشيخ المرحوم عبدالله بن حسين الأحمر- لا شك أنه سياسة العداء الواضح تجاه اليمن وشعبه ونظامه السياسي الديمقراطي والشرعية الدستورية. موقف "الجزيرة" من اليمن بات عدائياً فجاً ويفتقر لأبسط أخلاقيات المهنة.. هي تجاهد لإسقاط النظام في اليمن، وتشن حملات ممنهجة ضد الرئيس صالح ونظامه، وتحاول أن تساند المعارضة وشباب الثورة، لكنها لا ترى في الجميع سوى شعب يمني متخلف. النظام لديها فاسد يجب إسقاطه ومحاكمة رموزه فرداً فرداً.. أنصاره وإن كانوا بالملايين ليسوا سوى مجموعة بلاطجة، أما المعارضة لديها فليست سوى أحزاب فاشلة عاجزة عن إسقاط صالح والشباب مجرد وقود لثورة عجزت حتى الآن عن إسقاط نظامه.. سؤال يوجهه أحد مذيعي "الجزيرة" إلى أحد الشباب في ساحة التغيير بقوله: "راهنتم على الشارع وفشلتم.. راهنتم على انشقاق الجيش وفشلتم.. راهنتم على العصيان المدني ولم يفلح في إسقاط النظام، وصالح يزداد ثباتاً وقوة.. ما هي خطواتكم التصعيدية ضد نظام صالح؟!!" وكأن المذيع يريد أن يقول للشباب لم يعد أمامكم سوى اللجوء إلى السلاح لإسقاط النظام، وبهذا السؤال أظهرت "الجزيرة" المعارضة والشباب مجموعة فاشلين. هكذا يفهم أي يمني ما تريد "الجزيرة".. هي تريد أن تحول اليمن إلى ليبيا أخرى أو صومال جديد، وحينها سيبتسم مذيعو "الجزيرة" والقائمون عليها، ويشعرون بنشوة النصر في كونهم نجحوا في إسقاط اليمن إلى مستنقع الفتنة والحرب الداخلية. أما "سهيل" القناة القبلية الأحمرية فلا عمل لها سوى تمجيد أسرة عبد الله الأحمر، وبث الأكاذيب اليومية عن أحداث اليمن .. أكاذيب عن عدد القتلى والجرحى.. أكاذيب عن الاستقالات.. أكاذيب عن مسيرات المشترك، لكن أغرب أكاذيبها تلك المتعلقة بأموال الخزينة العامة. "سهيل" تنكر شعبية الرئيس أو وجود ملايين يؤيدونه.. لكنها تعترف بأنهم – أي الملايين- يستلمون أموالاً لحضور مهرجانات التأييد للرئيس والشرعية. البنك المركزي هو الشغل الشاغل ل"سهيل" ومذيعيها وبرامجها.. هي تبكي ليل نهار على البنك المركزي، وكيف سيصبح فارغاً حين يسقط نظام صالح، وكيف سيكون مستحيلاً على المعارضة أن تملأ خزائنه التي أفرغها صالح والمؤتمر!!!. هذه هي "سهيل" الفتنة.. "سهيل" المكر والخداع.. هي أقل مهنية من "الجزيرة" لكنها أكثر كذباً وعداء لليمن.. ولكن عزاء الجميع أنهم يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.