يعلق كثير من اليمنيين الذين لا يدركون الاعيب السياسة والتفافات عشاق الكراسي في بلد انهكته الحرب والصراعات والتدخلات، آمالا كبيرة على حشد حزب المؤتمر الشعبي العام الموالي للرئيس اليمني السابق علي صالح ، الذي يُحيي الذكرى الخامسة والثلاثون لتأسيسه ، اليوم بميدان السبعين بصنعاء ، ان يخرجهم من وضعهم المأساوي ، وحالة السخط العارمة التي انتجتها ميليشيات الحوثي والظلم والاستبداد والجوع والفقر والحرب والدمار الذي يواجهونه منذ ثلاث سنوات ، بل ان كثير من اليمنيين افرط في التفاؤل ورأى في "حشد السبعين" بادرة خير ومشروع خلاص ، بالمقابل من ذلك يخشى كثيرون ممن يعلقون امالا عريضة على فعالية حزب صالح ، خيبة الأمل في أن تنفض الحشود السلمية وتعود عناكب الإمامة الى تسلطها وظلمها وجبروتها بمشاركة من رأوا فيه منقذا ومخلصا، وأن تبدد طموحاتهم بالانفراجة صبيحة الخامس والعشرين من اغسطس الجاري، ليستمر الظلم والظلام ، ويسدل الليل ستاره الحالك السواد على حياة اليمنيين، دون إنْجَلاء. وقد رصد «الخبر» جانبا من تلك التطلعات والطموحات التي يأمل ويتمنى اليمنيون ان يتبناها حشد السبعين ، وتتويجها بايقاف الحرب وإنقاذ اليمن وتحقيق سلام يعم كل ربوع البلاد. يقول الكاتب والصحفي المخضرم احمد الشرعبي : "أحلم بيمن جمهوري جديد وأخاف خيبة الأمل، أخاف أن تنفض الحشود السلمية وتعود عناكب الإمامة فتنفرد بصنعاء وتصب جام حقدها الدفين انتقاما من الشعب والثورة وزغاريد السبعين.. ويضيف : "الله ما اشق الاحلام في ظل عناكب الظلام واستبداد الطغاة وتوعك الصبح من جلاوزة الإمامة وقبح الحكام". ماذا لو ؟ وخاطب وزير الثقافة الاسبق خالد الرويشان المتوجهين الى ميدان السبعين بالقول: "سيصفق لكم العالم لو قررتم، أن تعتصموا حتى زوال الانقلاب وتنفيذ قرار مجلس الأمن والجامعة العربية" وأضاف في منشور له على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" : "لو فعلوا ذلك لكان لهذا الاحتشاد نتيجة ستحدد مستقبل اليمن ولأنقذوا اليمن وشعب اليمن، الهدف الكبير يريد رجالا كبارا فهلا صعدتم لهدفٍ كبير أيها النازلون!" واردف : "هذا أوان الصعود ياقوم..تعبْنا نزولاً، وشبعنا خطابات وزعامات ، اصعدوا باليمن ولليمن لا للأشخاص والاحزاب ، ستجدون لحياتكم معنى ولجهودكم قيمة ، اعتصموا حيث أنتم ، حتى يتم تنفيذ مطالبكم!" خيانة وضعف أما الكاتب غائب حواس فبعث برسالة الى الرئيس السابق ، بعنوان : "إلى علي عبدالله صالح .. أمّا بعد :" خذها نصيحةَ صادقة ، لا حبّاً فيك والله وإنما بُغضاً في سُلالة العنصريّة والكهنوت . وقال حواس : "إعلم يا عليّ أنّ كثيراً من اليمانيين وأنا منهم يرونك خنت الجمهورية بتواطؤك مع من كنت تنعتهم من قبلُ بمخلفات الإمامة وإنهم لكذلك ". وأضاف : "ونصيحتي يا عليّ أنك إن كنت اليوم داخلاً معهم في صراعٍ وهو حتميٌّ اليوم أو غداً لا محالة فلا تُرِهم منك ضعفاً أبدا ، فإنك إن أريتهم منك ضعفاً لن يرحموك، فحاذر أن تجمع على نفسك بين الخيانة والضعف ، فتكون ضعيفاً في نظر أوباش الإمامة وخائناً في نظر عشاق الجمهورية ". وخاطب "جواس" من وصفهم بشرفاء المؤتمر قائلا: "القوّةَ القوّةَ يا شرفاء المؤتمر، واعلموا أنّ الناس إن لمسوا منكم إلصدق ضدّ هذا الكيان العنصري البغيض فلن تكونوا وحدكم فقد بدا للشعب وجهُهم السُّلاليُّ والضَلاليُّ والظلاميُّ القبيح والكريه ، وملّ الناس حياتَهم تحت وطأة الهون الذي لا تطيب معه حياة" . دمَ أيلول وقطران الإمامة وأردف غائب حواس : "واعلموا وأنتم تعلمون أن الحوثيين نَجَسٌ وأنّ كهنوتهم رِجس ، ولقد لامسكم وخامركم من ذلك ما يُوجِبُ الطهارة ، فتطهروا من نَجَسِهم ، وانفضوا ثيابكم من أرجاسهم". واختتم نصيحته بالقول : "أخرجوهم من حياتكم ، من وعيكم .. من حاضركم ومن مستقبل أبنائكم ، واخرُجوا أنتم من جلدهم الذي مزقتم لأجله جلدكم ، ألفظوهم خارج جسدكم وعودوا إلى جسد الجمهورية وعِرقها الطاهر ودمها الحُرّ الطهور سبتمبر المجد والكرامة والشموخ الذي جاء أصلاً ضدّهم ولا يمكن إلا أن يكون ضدهم ، أخرجوهم من عروقكم ليعود وينبض فيها دمُ أيلول النابض ببغض الإمامة ومخلفاتها من جديد ، أخرجوهم من شرايينكم فإنّ دمَ أيلول وقطران الإمامة لا يجتمعان في وريدٍ واحد". وعن حشد السبعين ايضا يتساءل الكاتب ورئيس تحرير الراي برس ،الزميل منيف الهلالي قائلا: "هل بإمكان "صالح" إستغلال هذا الحشد التأريخي بانتصار – وإن جزئي – يعيد لأنصاره كرامتهم المهرقة على قارعة الطرقات، كإعلان الإنسحاب من حكومة صنعاء مالم تلغى اللجنة الثورية وتسلم الرواتب، أو البقاء في السبعين إلى أن يتم تحقيق حتى جزء يسير من الأهداف التي جاء من أجلها غالبية المحتشدين..؟! تساؤل "الهلالي"، هو ما يطرحه كل اليمنيين ، ولكن ، قد تأتي الرياح المؤتمرية بما لا يشتهي كل هؤلاء الطامحون والمؤملون خيرا في حشدٍ اعد له اكثر من ثلاثة اشهر متوالية. مخرجات السبعين اما الناشط "وسيم الإبي" فيقترح ان يكون هناك اعتصام في ميدان السبعين حتى يتم اسقاط حكومة الانقاذ التي وصفها ب حكومة "الانقاض الفاشلة "وصرف رواتب الموظفين والغاء اللجنة البقرية العليا وقراراتها الكارثية مثل تعويم النفط، ومن ثم السعي الجاد لوقف الحرب مع التحالف على قاعدة لا ضرر ولاضرار. ويرى الكاتب عبده عماد انه إذا تعالج مخرجات حشد ميدان السبعين للمؤتمر الشعبي العام "جناح صالح" ، آثار الإنقلاب التي أنتجها التحالف المؤتمري الحوثي، والمتمثلة في ؛ سحب أعضاء المؤتمر من الجبهات في كافة الاراضي اليمنية ، وإعلان عودة المؤتمر كحزب سياسي الى العمل السياسي والاجتماعي، والتبرؤ التام من الانقلاب وآثاره المدمرة على الحياة اليمنية ، وما لم يعلن المؤتمريون فك إرتباطهم بالميليشيات الحوثية واسيادها في ايران، ومالم يتم العمل الجاد من خلال حشد السبعين لإعادة مؤسسات الدولة الى ماقبل الانقلاب المليشاوي، ومالم يمد المؤتمريون ايديهم الى كافة القوى الوطنية السياسية، الإعتذار العملي لكافة ابناء الشعب اليمني شهداء وجرحى ونازحين وكل من طاولته اثار الانقلاب الدموي. وبحسب عماد فإنه ومالم يحدث كل ماسبق في حفل المؤتمر اليوم بالسبعين ، فإن هذه التظاهرة لن تكون الا مرحلة جديدة من الاصرار على الماضي بشخوصه واحداثه وهو ما ستنجم عنه اثار كارثية اكبر مما حصلت ستجعلنا نندم لتأييدنا هذا الحفل باعتباره (توبة) نصوح". مخيمات الحوثي وحشد السبعين ورغم ان العاصمة صنعاء عاشت خلال الساعات الماضية حالة ترقب وقلق كبيرين ، جراء التصعيد المتبادل بين حليفي الحرب والانقلاب "صالح والحوثيين" على خلفية فعالية ، اليوم ، ودعوة رئيس ما سميى باللجنة الثورية العليا ، محمد علي الحوثي الى مواجهة التصعيد بالتصعيد ، وحشد انصاره في مخيمات على تخوم ومداخل صنعاء ، ثم التهدئة المفاجئة التي نزعت ذلك الفتيل ، والتي ارجعتها مصادر الى تدخل الامين العام لحزب الله اللبناني ، حسن نصر الله ، الذي اوقف التصعيد الحوثي ضد المؤتمر، الا ان الضابط في الجيش اليمني والناشط المجتمعي ، جلال الصياد، يحذر من انفضاض حشد السبعين ومغادرته مكان الاحتفال ، في حين يبقى الحوثيون في مخيماتهم وعدم مغادرتها الا وقد تحققت مطالبهم ، يقول "الصياد": "حشود السبعين ستنفض بانتهاء خطاب عفاش كما تعودنا عليهم دائما لكن خيام الحوثة في مداخل صنعاء وحشودهم لن تنفض الا بعد ان تقوم بالمهمة التي احتشدت من اجلها كما تعودنا منهم دائما" . ويتفق معه "أبو تولين النجيب" بأن مخيمات الحوثيين ستكون لحصار صنعاء وعفاش خصوصا.. ووسيلة ضغط عليه، لقبوله بتسويات ادارية مثل تفعيل القضاء والموافقة على اللجان الرقابيه وحسابات اخرى لدى الحوثيين" بحسب "تولين". مشروع خلاص بدوره يوضح الناشط "هزاع الخباني" أن عموم الشعب اليمني تتابع باهتمام بالغ حشد ميدان السبعين بل ويعلق عليه آمالا كبيرة" ويسرد "الخباني " دلالات يحملها حشد السبعين من بينها؛ ان الشعب يبحث عن مخلص من الحاله التي وصل اليها حتى لو كان هذا المخلص الشيطان الرجيم ، ناهيك من ان يكون صالح الشريك الاساسي في كل ماحدث". الدلالة الاخرى : فشل الشرعية ومعها تحالفها في إحراز اي بادرة امل خاصة لمن يقعون تحت سيطرة الميليشيات وحتى بعض المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية ، وهو الامر الذي فاقم معاناة اليمنيين، وضاعف احباطهم". ويشير "الخباني " إلى أن حالة السخط العارمة التي انتجتها ميليشيات الحوثي والظلم والاستبداد والعنجهية المفرطة والسجون وكل الكوارث والموبقات في ابشع صورها ، وما وصل اليه وضع الناس المعيشي، مقارنة بالجماعة السلالية التي استأثرت بكل شيء ، وتعيش في بحبوحة من العيش الرغيد على حساب ملايين اليمنيين ، جعل الشعب ينظر لما يجري في ميدان السبعين بصنعاء بمثابة بادرة خلاص يأمل ان لا تتبدد صبيحة الخامس والعشرين من هذا الشهر". حسب "الخباني". وكان "صالح" وجه امس الاربعاء دعوة لجماعة الحوثي للتهدئة، مجددا التأكيد أن مهرجان المؤتمر في ميدان السبعين ظاهرة سياسية للجميع، وليس موجّه ضد أي مكوّن سياسي على الإطلاق، هذه تكهّنات وأصحاب الفيسبوك، كلام غير صحيح، ليس موجّه ضد أحد". │المصدر - الخبر