توعدت الولاياتالمتحدةالأمريكية، ب"تدمير" نظام كوريا الشمالية حال نشوب حرب معها، داعية كل الدول إلى قطع العلاقات مع بيونغ يانغ، فيما هدد الرئيس دونالد ترامب بفرض مزيد من "العقوبات الكبرى" ضد ذلك البلد الآسيوي. جاء ذلك على لسان سفيرة أمريكا لدى الأممالمتحدة نيكي هايلي، خلال جلسة طائرة لمجلس الأمن، فجر الخميس، لبحث أحدث عملية إطلاق صاروخية لكوريا الشمالية. وقالت هيلي: "إذا نشبت الحرب سيكون ذلك بسبب الأعمال العدائية لكوريا الشمالية، لكن عليهم ألا يسيئوا التقدير وقت وقوع الحرب. سنبيد أركان النظام هناك". وأضافت: "أوضحنا سابقًا أن مستقبل كوريا الشمالية بيد قادته.. فإذا ما اختاروا التحدي، سنرد عليهم بما يناسب ذلك". وتابعت: "ندعو جميع دول العالم إلى عزل كوريا الشمالية، وأحثهم على قطع كافة العلاقات معها بما فيها الدبلوماسية والتجارية، ووقف عمليات الاستيراد والتصدير لهذا البلد"، معتبرة أن "سلوك كوريا الشمالية بات لا يُطاق بنحو متزايد". وأشارت إلى أن بلادها طلبت من الصين قطع إمدادات النفط عن كوريا الشمالية. وأضافت: "لم نسع أبدًا لحرب مع كوريا الشمالية، وما زلنا إلى اليوم لا نسعى لذلك. فإن أتت الحرب فسيكون ذلك بسبب استمرار الأعمال العدائية كتلك التي شهدناها الثلاثاء". أما السفير الروسي في الأممالمتحدة فاسيلي نبنزيا فقد أقر بأن هناك "استفزازا" جراء إطلاق الصاروخ غير أنه شدد على أن "لا حل عسكريا" للأزمة مع كوريا الشمالية. وقال "روسيا لا يمكنها القبول بالوضع النووي لكوريا الشمالية". والأربعاء اختبرت كوريا الشمالية نوعا جديدا من الصواريخ يستطيع استهداف القارة الأمريكية برمتها، وأعلنت أنها باتت دولة نووية بالكامل. وهذه التجربة، الأولى التي تقوم بها بيونغ يانغ منذ 15 أيلول/سبتمبر، تشكل ضربة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي كان أكد أن تطوير هذه القدرات "لن يحدث". وبعيد إطلاق الصاروخ الكوري الشمالي العابر للقارات والذي بلغ ارتفاعا غير مسبوق، أعلنت واشنطن أنها تريد عقوبات دولية جديدة بينها "الحق في حظر الملاحة البحرية التي تقل سلعا من كوريا الشمالية وإليها". وفرض مجلس الأمن ثماني رزم من العقوبات على كوريا الشمالية لإجبارها على تعليق برنامجيها البالستي والنووي. وأقر الرزمتين الأخيرتين بعد إطلاق صواريخ عابرة للقارات وإجراء تجربة نووية سادسة. الأولى في الخامس من آب/أغسطس لحظر استيراد الفحم والحديد ومنع الصيد البحري والثانية في 11 أيلول/سبتمبر لحظر استيراد المنسوجات والحد من تزويد بيونغ يانغ بالنفط. وفي الخامس من تشرين الأول/أكتوبر، واستنادا إلى قرار الخامس من آب/أغسطس، منعت الأممالمتحدة أربع سفن من الرسو في موانئ عالمية بعد الاشتباه بأنها خرقت هذا الحظر، في سابقة بتاريخ المنظمة الدولية. وقال الرئيس الدوري لمجلس السفير الإيطالي سيباستيانو كاردي "لا يزال ثمة هامش لعقوبات جديدة"، على أن يقدم إلى زملائه تقريرا فصليا عن تطبيق العقوبات على بيونغ يانغ. وأضاف "الأمر ليس مثاليا لكنه يسير في شكل جيد"، علما أن موقف الصين، أول شريك اقتصادي لكوريا الشمالية، أساسي في هذا المعنى. ومن أبيدجان، ندد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "بشدة" بإطلاق الصاروخ وقال "علينا الآن أن نشدد العقوبات". وأضاف في مقابلة مع فرانس24 وإذاعة فرنسا الدولية "أعول بشكل كبير على الصينوروسيا لفرض عقوبات تكون الأكثر فاعلية بحق كوريا". عقوبات أحادية جديدة وعدت واشنطن الأربعاء بعقوبات أحادية جديدة، خصوصا أن ضمان صدور قرار أممي ينص على فرض عقوبات يتطلب مزيدا من الوقت. وتطلب صدور قرار الخامس من آب/أغسطس مفاوضات مع روسياوالصين استمرت شهرا كاملا، لكن أسبوعا واحدا كان كافيا لواشنطن لضمان صدور قرار 11 أيلول/سبتمبر. وأطلت ري تشون-هي مقدمة البرامج المفضلة لدى النظام الكوري الشمالي عبر شاشة التلفزيون الرسمي لإعلان خبر إطلاق الصاروخ الجديد. وقالت "لقد أعلن كيم جونغ أون بفخر أننا حققنا في نهاية المطاف هدفنا التاريخي الكبير وهو استكمال القوة النووية للدولة". وتابعت إن "النجاح الكبير لتجربة الصاروخ ‘هواسونغ-15' هو نصر لا يقدر حققه الشعب الكبير البطل". وأشارت الصحف الرسمية إلى أن الصاروخ هو السلاح الأكثر تطورا حتى الآن. وأوردت وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية أن صاروخ "هواسونغ -15 البالستي العابر للقارات مزود برأس حربي كبير جدا قادر على ضرب القارة الأميركية برمتها". وقالت بيونغ يانغ أن الصاروخ حلق حتى علو 4,475 كلم قبل أن يتحطم على بعد 950 كلم من مكان الإطلاق. وقال خبير غربي أن مسار الصاروخ العمودي يحمل على الاعتقاد بأن مداه 13 ألف كلم أي الأبعد لصاروخ تختبره كوريا الشمالية وبالتالي فهو قادر على بلوغ كبرى المدن الأمريكية. وعمت أجواء الفرح بيونغ يانغ حيث نزل السكان إلى الشوارع وتسمروا أمام شاشة عملاقة لمتابعة الأخبار. ولا يزال يتعين على بيونغ يانغ إثبات أنها تملك تكنولوجيا عودة الصواريخ إلى الغلاف الجوي من الفضاء لكن الخبراء يعتقدون أنها باتت على وشك تطوير قوة ضاربة عملانية عبر القارات. وتؤكد كوريا الشمالية أن برامجها للتسلح التقليدي والنووي تهدف إلى ردع أي هجوم عليها. وكان دونالد ترامب قد توعد في أيلول/سبتمبر ب"تدمير" هذا البلد إذا تعرضت الولاياتالمتحدة لهجوم. وبين الحلول الممكنة اقترحت بكين وموسكو تعليق المناورات العسكرية المشتركة بين واشنطن وسول مقابل تجميد البرامج العسكرية لكوريا الشمالية. لكن الولاياتالمتحدة وحلفاءها الغربيين رفضوا هذا الاقتراح. من جانبه، أكد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، جيفري فيلتمان، عدم وجود أي حل آخر للتوتر في شبه الجزيرة الكورية سوى الحل السياسي. وقال في إفادته خلال الجلسة ذاتها: "علينا بالحل السياسي فقط، ولقد التقيت صباح الأربعاء مندوب كوريا الشمالية لدي الأممالمتحدة وأبلغته بأنه لا يوجد شيء أشد خطرًا للسلم والأمن في شبه الجزيرة الكورية مما يحدث حاليًا". وأعرب المسؤول الأممي عن "القلق إزاء الاحتياجات الغذائية والإنسانية لنحو 70% من سكان كوريا الشمالية". وأردف قائلا: "الأمين العام أنطونيو غوتيريش أكد مرارًا عدم وجود سوى الحل السياسي للأزمة فمخاطر العمل العسكري هائلة". ترامب يتعهد بعقوبات كبرى من جانبه، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن الولاياتالمتحدة تعد مزيدًا من الإجراءات لمعاقبةكوريا الشمالية على إطلاق صاروخ باليستي جديد طويل المدى. وكتب ترامب على "تويتر" بعد اتصال هاتفي مع الرئيس الصينى شي جين بينغ: "ستُفرض عقوبات كبيرة إضافية على كوريا الشمالية اليوم". وأفادت وزارة الدفاع الأمريكية بأن الصاروخ الباليستي الذي سقط في بحر اليابان أطلق الساعة 18:17 بتوقيت غرينتش، الثلاثاء، من "سين ني" غرب كوريا الشمالية، وحلق لارتفاع أعلى من أي صاروخ سابق أطلقته بيونغ يانغ. وقال ترامب إنه تحدث مع شي حول "الأعمال الاستفزازية" التي تقوم بها كوريا الشمالية. وقال البيت الأبيض إن ترامب "أكد خلال الاتصال الهاتفي تصميم الولاياتالمتحدة على الدفاع عن نفسها وحلفائها من التهديد المتزايد الذي يشكله النظام الكوري الشمالي". وفي وقت سابق من أمس الأربعاء قال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية إن بكين "قلقة بشدة، وتعارض بشدة" الاختبار الصاروخي الأخير لكوريا الشمالية، بينما تقول بيونغ يانغ إن البر الرئيسي للولايات المتحدة بأكمله بات في مدى الصواريخ. من جانبه، قال زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ اون في تقرير نشرته وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية، إن "الصاروخ الباليستي الجديد العابر للقارات هواسونج -15 قادر على حمل رأس حربي نووي ويعني أن بيونغ يانغ أدركت أخيرًا دافعها التاريخي الكبير لاستكمال القوة النووية للدولة". وقالت كوريا الشمالية إن الصاروخ حلق لمسافة 950 كيلومترًا على ارتفاع عال، مضيفة أنه "لا يشكل أي تهديد لأي بلد أو منطقة طالما لم يتم التعدي على مصالح كوريا الشمالية".