بعض المثقفين والمثقفات يشتغلون على المصالحة الوطنية وجبر الضرر، وأنها الحل الوحيد لإنقاذ ما بقي في اليمن، أسوة بنجاحها في بعض الدول. ولا يعلمون أنها قد تمت المصالحة الوطنية في 2012م حيث كانت شرطاً لدخول مؤتمر الحوار وإعادة عشرات الآلاف من العسكريين إلى وظائفهم وتسوية مرتباتهم. حتى المفصولين من الحزب قبل الوحدة والمفصولين بجرائم جسيمة، وعسكرة جديدة وفق النسبة المطلوبة، وإلغاء تقاعد المدنيين وإعادتهم إلى مؤسساتهم وتوظيف جدد، وصرف تعويضات أراضي ومنازل بالمليارات، وتعيين وزراء ومحافظين منهم هاني بن بريك وعيدروس الزبيدي، وهما يقودان التمرد الآن يطالبان بالانفصال. أي مصالحة وطنية جديدة وجبر الضرر ؟؟؟؟ وقد أضروا بمؤسسات الدولة المدنية والعسكرية!! هل منحهم الاستقلال بإقليم عدن؟! وهل يقبلون؟ تمت المصالحة مع صعدة واستيعاب رموز الحوثية في الدولة وصرف تعويضات واعتذارات عن الستة الحروب وإجابة طلباتها في تصفية الفرقة وعزل علي محسن الأحمر وتحويله مستشاراً. واستولت الحوثية علي السلطة وهربت الشرعية إلى الرياض!! فأي مصالحة وطنية معها وقد صادرت الدولة كلها بكل مؤسساتها وإمكانياتها؟؟!! هل ستقبل بإقليم آزال وتترك الدولة؟ حتى لو أعلنت الحكومة الشرعية ولاءها للحوثية لن تقبلها. بل ستحيلها إلى المحاكم. لقد تمت المصالحة مع أُسر الضحايا براتب جندي باسم الشهيد وتعويض نقدي للأسرة، والتصالح مع الموظفين والعسكريين بتسليم فارق العلاوات والترقيات المجمدة من عشر سنوات فأكثر. كل ذلك تحملته حكومة باسندوة. بل وتوظيف ستين ألفاً من الشباب. كل ذلك لم يخلق مصالحة وطنية وكلهم بلا مرتبات . المصالحة الوطنية بين من ومن؟ شعارات لا يدركون معناها، سوى أنها نجحت في دول أخرى. لو سألوني ما هو الحل؟ أقول يرحل الجميع .. لكن من يرحلهم ؟ الله وحده.