قال المحامي والناشط الحقوقي خالد الآنسي إنً «ما تقوم به السلطات السعودية ضد المغتربين اليمنيين لا يتفق مع قواعد الجوار ولا مع ما أعلنته السعودية من تعهدات بالوقوف مع اليمن ومساعدة اليمن اقتصاديا في تجاوز المحنة التي يمر بها». وأكد الآنسي في حديث خاص مع «الخبر» أنَّ الأفضل من المساعدات المالية التي تأتي من السعودية هو إتاحة فرص عمل لليمنيين ، مشيراً إلى أنَّ اليمنيين الان يتعرضوا للمضايقات وللتعسف وللعنف الغير مبرر. وأوضح أنَّ المغتربين اليمنيين يتعرضون للإبتزاز حيث تباع لهم الفيز ويتضح فيما بعد بأن من أعطوهم الفيزا لا يوجد لديهم أنشطة. وقال إنَّ «اليمني بدل ما يستفيد من السعودية أصبحت السعودية هي من تستفيد من اليمني المغترب على أراضيها من خلال بيع فيز من قبل شركات لها ، وكذا من قبل أشخاص لا أعمال لديهم وبعدها يترك اليمني عرضة لابتزاز كفلا آخرين وعرضت لابتزاز القائمين على تطبيق القانون». وحول ماحدث في سجن الشميسي بجده أكد أنه يقتضي موقف إنساني وتحرك حكومي. وأضاف إنَّ «الحكومة اليمنية ينبغي أن تتحرك وتطالب بالتحقيق في هذه الأحداث ، حيث هناك أخبار لم نتأكد من صحتها من عدمه بان اليمنيين تعرضوا للاعتداء ولإطلاق الرصاص». وأشار إلى أنَّ ما يتعرض له المغترب اليمني في السعودية هو نوع من أنواع الرق ؛ استرقاق الناس بسبب طلبهم للرزق الحلال وللعيش الكريم وهذا يستدعي حراك إنساني. وتابع الآنسي في حديثه ل «الخبر» : «يجب ان تعلم الجارة السعودية بان ما تقوم به مسالة مرفوضة وعلى أن تدرك أنها لا تتصدق على اليمنيين وإنما تقوم بدورها كدولة مجاورة تربطها أواصر الدين والأرض يهمها امن واستقرار اليمن». ولفت إلى أنَّ ما نراه اليوم يعطي رسالة مفادها بأن السعودية لايهمها ولا تبحث عن استقرار وأمن اليمن، بل يكشف بأنها تعاقب اليمنيين بسبب التغيير الذي قاموا به في ثورتهم ، مؤكداً أنها تمارس على أرض الواقع سلوك مناقض لما تقوله في وسائل الإعلام. وقال إن «ما تقوم به المملكة من مضايقة للعامل اليمني وملاحقته في وقت تقوم بإنفاق الأموال على قوى وعلى حركات وعلى شخصيات لتقويض اليمن ومنع نهضتها وبناء دولة مدنية تحقق العيش الكريم لأبنائها أمر في غاية الغرابة في حين تطلق على نفسها راعية الإسلام وارض الحرمين». ونوه بأنَّ ما تقوم به السعودية تجاه المغتربين اليمنيين أمر مؤسف في الوقت الذي تنفق الأموال الطائلة في معظم بقاع الأرض بغرض دعوة الناس للإسلام ، لافتاً إلى أنَّ كل هذا لا يتفق لا مع الإسلام ولا مع ما تقوم به من تقديم نفسها بأنها راعية للإسلام والمسلمين. وأضاف : «السعودية الان تقدم نموذج سيء في وقت نحن لدينا في اليمن تحرك لاستقطابات وكسب ولاءات لإيران مؤكدا بان هذه السياسة التي تقوم بها السعودية سياسة غبية تعبر عن عدم وجود رؤية واستراتيجية». وأردف : «على السعودية أن تعلم بأن دفعها باليمن إلى الفوضى فلن تكون اليمن هي الوحيد الخاسر بل ان النيران التي يراد بها إحراق اليمن لن تقف عند حدود اليمن وستمتد إلى دول الجوار وستحترق بها أيضا» ، منوهاً بأنَّ ما قامت به المملكة في هذا التوقيت وبعد صدور قرار مجلس الأمن يعبر بأنه نوع من الانتقام وبأنها غير راضية عما يحدث في اليمن وبعد أن وجد المجتمع الدولي بان المملكة تتعامل بشكل عبثي في اليمن بالإضافة إلى دعمها للثورة المضادة ، وأن الكل يعلم بان ما قامت به هو ردة فعل». وحول الصمت الرسمي اليمني قال الآنسي : «نحن في اليمن لا يوجد لدينا دولة كي تتحدث ويكون لحديثها اثر لكن يفترض منها أن تقوم بالحد الأدنى» ، مشيراً إلى أنَّ الدولة اليمنية الان لم تستطع أن تضبط الحوثي فاعتقد أنها اعجز عن أن تقوم بالدفاع عن رعاياها. ولفت إلى أنَّ ما تقوم به وما تمارسه السعودية يؤكد حاجة اليمنيين أن يتحدوا من أجل خلق دولة ؛ دولة تحمي مصالحهم ، دولة توجد لهم فرص عمل في بلدهم ، دولة تحميهم كمواطنين على أرضها او مقيمين في الخارج. واستطرد: «في الحقيقة ان مواجهتنا ليس مع السعودية وإنما مع القوى التي تمنع خلق دولة وكذلك خصومتنا مع السعودية ينبغي ان يكون فقط مقابل وقوفها عائق امام خلق دولة يمنية» ، مضيفا : «لكن قبل ايجاد دولة تقول لكل هذا قف عند حدك لا معنى للحديث». ووجه الانسي رسالة إلى الشعب اليمني قائلا : «فخير للشعب اليمني من أن يضل يتسول كما يقال ويستجدى للحصول على فرصة عمل فخيرا له أن يبني دولة تعطيه هذه الفرص في بلده وتكفل له إذا خرج من بلده أن يعامل معاملة كريمة». واختتم الآنسي حديثه ل «الخبر» بالقول : «أمر أخر هو على الإخوة في السعودية أن يدركوا بان الحياة سنن وان دوام الحال من المحال وان يتذكروا ماكانوا فيه وما قد ربما يصيروا إليه وعليهم ألا ينموا بذور الكراهية بذور الحقد بسبب التعسف والقمع الذي يلاقيه المغترب اليمني في السعودية ليس بسبب سوى انه يبحث عن لقمة عيش كريم» ، داعيا إياهم إلى ممارسة القيم التي يتحدثوا عنها ويمارسوا الإسلام سلوك على أرض الواقع في معاملة المسلمين.