معارضتنا على الجرعة السعرية برفع قيمة المشتقات النفطية ، معارضة مسببة وليست معارضة مزاج ، هناك مبررات منطقية من قبل الرئاسة والحكومة بأن الاقتصاد سينهار ولكن هذا الانهيار ليس سببه عدم فرض الجرعة وعدم تحرير المشتقات النفطية فقط ، ولكن نتيجة للعبث الحاصل في البلاد بمليارات الدولارات متمثلا بالضرب المستمر على ابراج الكهرباء وأنابيب النفط وعدم التحصيل السليم للضرائب والزكاة ، والتهريب المستمر للمشتقات وهم يعرفون المهربين تماماً ، ومنح كميات كبيرة من المشتقات النفطية لنافذين بالسعر المدعوم ، وهم يبيعونه بالسعر العالمي ، اضافة للعبث في الإنفاق ، ونظرا لهذه الاختلالات التي كل نقطة فيها تكفي لهز وزعزعة الاقتصاد الوطني فإن تحرير المشتقات النفطية لن يكون هو الحل الأمثل ، ولن يخرجنا من دوامة المعاناة التي تمر بها الدولة والمواطن اليمني ، ولكنها عقاب إضافي ومضاعفة لمعاناة المواطن البسيط ، على قاعدة " المطيع حمار المفسد " مع استمرار العبث بمقدرات الوطن من قبل المجرمين ، والدولة والحكومة لا تحرك ساكنا. فعلى الحكومة ان توقف النزيف أولا وذلك بوضع حد صارم للتخريب الدائم لا براج الكهرباء وأنابيب النفط وبسط الامن لتنشيط السياحة والاستثمار وإصلاح الوعاء والآلية في تحصيل الضرائب والواجبات الزكوية ، وإزالة الاسماء الوهمية في المؤسستين العسكرية والأمنية وفي القطاع المدني التي تلتهم مائات المليارات والكل معترف بذلك ، واتباع سياسة تقشفية صادقة ، ومحاربة الفساد الذي أصاب كل المرافق وخاصة المشاريع الاستثمارية المركزية ومشاريع السلطات المحلية ، كون المشروع الواحد ينفذ بأضعاف تكلفته الحقيقية دون حسيب او رقيب ، وبعد ان يتم إصلاح هذه الاختلالات العميقة اذا لم يفي ذلك بمتطلبات الدولة فبالإمكان بعد ذلك ان تفكر الحكومة بتحرير أسعار المشتقات النفطية. ان رفع أسعار المشتقات النفطية في الوقت الراهن سيخلط كل الاوراق وستدخل في الوسط أصوات معارضة ليس حبا في الشعب ولكن استغلالا للموقف واصطيادا في المياه العكرة وستجد افواجا بل ملايين المواطنين يتجاوبون معها ولا احد يستطيع التنبؤ بما ستؤول اليه الامور جراء ذلك وستكون حكومة الوفاق اول من يدفع الثمن . لكل ما تقدم ذكره من اسباب فإني بإسمي وبإسم زملائي اعضاء كتلة الاحرار بمجلس النواب نعلن موقفنا الواضح الرافض لأي اجراء لرفع أسعار المشتقات النفطية ، ونطالب الحكومة بسرعة إصلاح الاختلالات الحاصلة حفاظا على المال العام المهدور . مع تمنياتنا للجميع بالتوفيق والسداد.