♦قال الأمين العام للمجلس المحلي لمحافظة عمران الشيخ صالح المخلوس إن الأوضاع في عمران ما تزال متوترة، محذرًا طرفي النزاع في عمران من تفجير الوضع في المحافظة مرة أخرى. وأشار نائب المحافظ في تصريح نشرته صحيفة «المدينة» السعودية إلى أن طرفي النزاع في المحافظة قاما بإعادة التمترس في مداخل المدينة من جديد بحضور أعضاء اللجنة المشرفة على تنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرم بإشراف وزارة الدفاع اليمنية ومبعوث الامين العام للأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر، الأربعاء الماضي. وأبدى تفائله بأن اللجنة المشرفة على تنفيذ اتفاق وقف النار قادرة على إنهاء التوترات وإخضاع الطرفين للالتزام ببنود اتفاق وقف إطلاق النار. يأتي ذلك في الوقت الذي أكدت فيه مصادر محلية في المحافظة أن الوضع مرشح للانفجار في أي لحظة. وعصر أمس وصلت 44 سيارة محملة بالمسلحين الحوثيين والذخائر الى مديرية عيال سريح قادمة من محافظة صعدة في خطوة اعتبرها اعلاميون تعبيرا عن موقف الحوثيين تجاه قرار رئيس الجمهورية بتعيين محافظا جديدا لمحافظة عمران وهو الامر الذي يعتبره مراقبون إسقاطا للذريعة التي تتذرع بها المليشيا المسلحة في حربها على محافظة عمران. كما تحدثت مصادر حوثية أنه في حال استجاب الرئيس لكل مطالبهم في عمران فإنهم سيحتفظون بسيطرتهم على المحافظة عسكريا لتأمين طريقهم الى صنعاء لإسقاط معسكر الفرقة وعلي محسن ،حسب زعمهم، وهو ما اعتبره مراقبون بأنه تدشين مبكر لذريعة غزو العاصمة من قبل المليشيا المسلحة. وعلى الصعيد الميداني لاتزال مليشيا الحوثي المسلحة تفرض حصارا تاما على مدينة عمران من منافذها الاربعة ورفضت تنفيذ البند الثاني من بنود وقف إطلاق النار المتمثل بفتح طريق عمرانصنعاء حيث لازالت نقاط المليشيا متوزعه على الطريق الرئيسي في بيت عامر وسحب وبني ميمون ، اضافة الى النقاط في المداخل الاخرى واستمرار تواجدهم بنقطة بيت بادي التي سيطروا عليها وقتلوا عددا من افراد النقطة التابعين لقوات الامن الخاصة. وتقف لجنة تنفيذ وقف اطلاق النار عاجزة أمام الحصار التام على المدينة وتكتفي بتسجيل بعض الخروقات التي من ضمنها إطلاق نار من قبل المليشيا على عدد من مواقع الجيش في جبل المحشاش والجميمة والورك إضافة الى حفر الخنادق المستمر من قبل المليشيا المسلحة في بيت عامر وشبيل والمحشاش. واكتفى أحد اعضاء اللجنة بالتعليق عل نقاط المليشيا الحوثي بالقول: «اين الاطراف الاخرى ما يعملوا نقاط مثلهم» ، رغم ان مهمة لجنة هي رفع هذه النقاط. وبحسب موقع «عمران نت» فإن مصادر محلية أكدت مشاهدة ستة أفراد صوماليين فوق طقم حوثي بمديرية ريدة اتجه بهم الى احد المواقع التابعة للمليشيا في المنطقة . وقال الموقع إن مجموعات من الحراك المسلح وصلت يوم أمس إلى إحدى معسكرات الحشد التابعة للحوثيين بمديرية ريدة للالتحاق بها في الحرب ضد القوات المسلحة وقوات الامن في عمران ، مشيرا إلى أن هذه المجموعات تم إرسالها من معسكر المليشيا في ريدة الى محافظة صعدة لتلقي دورة توجيهية قبل إرسالهم إلى عمران. وعلى الصعيد الانساني يتزايد القلق لدى أبناء المحافظة من الحصار والتعزيزات المستمرة للمليشيا في محيط مدينة عمران ، في الوقت الذي تزايد فيه أعداد النازحين من أبناء المحافظة جراء المواجهات. وقال وكيل محافظة عمران أحمد البكري ،الأحد، إن أعداد النازحين من المناطق التي دارت فيها المواجهات بين الجيش ومسلحي الحوثي بالمحافظة، بلغ 20 ألف شخص، مشيرا إلى أن هؤلاء بحاجة لمساعدات عاجلة. وأوضح البكري، أن الوضع الإنساني صعب للغاية في ظل عدم وجود أي دعم من أي جهة حكومية أو غير حكومية للنازحين المتوزعين في أماكن مختلفة (لم يحددها)عند أقاربهم. وعبر عدد من الاهالي عن قلقهم البالغ من الحالة النفسية لأبنائهم الطلاب الذين يتقدمون لامتحانات الشهادة العامة في ظل حصار وحشود واجواء حرب تفرضها المليشيا على سكان المدينة. من جهته، أعرب مكتب الأممالمتحدة للعمليات الإنسانية عن قلقه إزاء موجة جديدة من النزوح، ضمت 20 ألف شخص فروا شمال محافظة عمران في اليمن. وقال المتحدث باسم المكتب، يانس ليرك، إنه "على الرغم من بدء وقف إطلاق النار في عمران، فإن إغلاق الطريق الرئيس المؤدي من صنعاء إلى عمران يحول دون وصول المساعدات الإنسانية إلى النازحين". وأوضح أن بعض منظمات الإغاثة الإنسانية، تواصل عملها داخل مدينة عمران، لكن جميع العمليات خارج المدينة توقفت، ويبقي السكان في حاجة ملحة إلى الغذاء والماء والرعاية الصحية.