أثرت الإصلاحات السعرية الأخيرة والإنفلات الأمني في مختلف محافظات الجمهورية على حياة المواطنين وقوتهم اليومي. ويؤكد مواطنون في محافظة تعز أن الأزمة الأمنية أثرت سلبا على حياتهم واحتياجاتهم اليومية، من خلال ارتفاع أسعار المواد الغذائية والخضراوات، واستغلال الشح في اسطوانات الغاز، واصفين استغلال قوت المواطن ب «الوجه الثاني للإرهاب». مسئول محلي اعتبر ما يحدث نتيجة حتمية للظروف التي تمر بها البلاد، مؤكداً استنفار جهود الجهات المعنية للعمل على توفير احتياجات المواطن. ويقول المواطن قايد المخلافي، يسكن في منطقة عصيفرة، إن الإرهابي يحتل مدناً، وإن التاجر يحتل جيوب الناس، معتبراً استغلال التجار لهذه الأزمة مساندة للعمليات الإرهابية، كون هذا السلوك يؤثر على الوضع المعيشي والنفسي لدى المواطن. وأوضح المخلافي ل «الخبر» أن بائع المواد الغذائية أخبره بأن جميع المواد الغذائية ارتفعت أسعارها الى ما يقارب الضعف، متسائلا باندهاش: «ما الذي يحدث؟، فبعضهم لديه خزين من المواد». وتابع: «إن أسعار الخضار لم تسلم من جشع التجار إذ أن كيلو البطاطا ب300 ريال والطماطم ب 450 ريال»، داعياً الحكومة متمثلة بوزارتي التجارة والزراعة، والمرجعيات الدينية إلى منع التجار من تلاعبهم بقوت المواطن. وطالب وزارة الداخلية باعتقال كل من يتلاعب بأسعار المواد الغذائية والخضراوات. محمد الريمي، صاحب بسطة لبيع الخضراوات في منطقة بير باشا، حمّل العاملين في علاوي الخضار مسؤولية ارتفاع الأسعار. وأضاف الريمي ل «الخبر» إن «كيلو البطاطا كان يصل إلى تعز ب80 ريال ونبيعه ب100 ريال ، أما اليوم فسعره من مكانه 300 ريال، والطماطم كانت تصلنا بأقل من 100 ريال ، واليوم وصلتنا ب 400 ريال». وأكد أن هناك تجارا يستغلون هذه الأوضاع، وكذلك يفعل بعض الفلاحين، داعيا الجهات الرقابية إلى معاقبة كل من يستغل الناس وينتهز قوتهم وحاجتهم للإثراء على حساب المواطن محدود الدخل. من جهته أنس النهاري وكيل محافظة تعز أشار إلى وجود تجار حروب يرفعون الأسعار للاستفادة من الأزمات. وعزا ارتفاع أسعار المواد الغذائية والخضار وزيادة الطلب على المنتجات النفطية إلى بعض الشائعات المنتشرة في الشارع عن شح في اسطوانات الغاز والمواد الغذائية وغير ذلك، يطلقها بعض التجار المغرضين. وأضاف النهاري في اتصال مع «الخبر» إن «المنتج المحلي من الخضار يكفي لسد احتياج المواطن ولكن للأسف الشديد إن البعض من ضعاف النفوس يستغل هكذا أزمات ويرفع الأسعار». ودعا وكيل المحافظ المعنيين -بدءا بالفلاح إلى التجار في الخضار والبائعين- إلى المحافظة على استقرار الأسعار لا رفعها، متسائلا: «بماذا يختلف الأسبوع الماضي عن الحالي حتى ترتفع الأسعار، فالمنتج متوفر؟».