أفاد مركز أحرار لدراسات الأسرى، في بيان صحافي، اليوم الأربعاء، أن الأسير أنور عمر عليان، من مخيم نور شمس القريب من مدينة طولكرم، أنجب صباح اليوم، توأماً من الذكور عن طريق النطف المهربة من داخل السجن. ووضعت زوجته، آمنة عوني عليان، التوأم في المستشفى العربي التخصصي في مدينة نابلس، إذ أعربت العائلة عن سعادتها البالغة، حيث أن التوأم في صحة جيدة، وسيتم تسميتهم "عمر" و"عادل" بناء على رغبة والديهما. ويقبع الأسير، أنور عليان، في سجن "ريمون" الصحراوي، وهو معتقل منذ عام 2003، ويقضي حكماً بالسجن لمدة 23 عاماً، وعقد قرانه على زوجته، وهو داخل السجن في عام 2008. وفي ظل أحكام السجن طويلة الأمد التي يحكم بها قضاء الاحتلال على الأسرى الفلسطينيين، اتجه العديد منهم إلى تهريب عينات من منيّهم إلى زوجاتهم من أجل عملية زراعة النطف. وبالإمكان الأخذ من العينة نفسها في فترات مختلفة من أجل الإنجاب. وفي حال نجاح تهريب النطف من الأسير، فإن الحيوانات المنوية قد تعيش منها عينات عدة بمدة تتراوح ما بين 24 و48 ساعة، بحسب قوتها وجودتها. وتنقل إلى المراكز الطبية المختصة، ويتم فحصها وتجميدها بالنيتروجين السائل في حرارة قدرها 196 درجة مئوية تحت الصفر. ليتم وضعها في عبوات عدة، تستخدم كل عبوة منها في كل عملية زرع جديدة، من دون الحاجة إلى تهريب النطف مرة أخرى. وحول رأي الشرع الإسلامي في قضية تهريب النطف من الأسرى إلى زوجاتهم، يقول مفتي القدس والأراضي الفلسطينية، محمد حسين، إنّ "مجلس الإفتاء أجاز في فتوى سابقة هذه الطريقة من الإنجاب بضوابط عدة. منها التأكد من نقل العينات من الأسير نفسه إلى زوجته، وضبط النقل والتلقيح بحضور أناس من أهل الدين". ويشير حسين إلى أنّ هذه الطريقة، مثلها مثل أي تلقيح آخر، لا يوجد فيها مشكلة مع مراعاة الشروط. كما يؤكد تشجيعه إنجاب الأسرى، كنوع من التحدي للاحتلال والإصرار على الحياة. ويقول إنّ "من حق الأسير وزوجته أن يكون لهم أبناء، ويعيشوا كبقية الناس". ودفع هذا الانتشار والترحيب لعمليات زراعة النطف، بعض المراكز الطبية المختصة إلى إجراء عمليات الزرع للأسرى مجاناً. ويشير المتحدث باسم مركز رزان الطبي لأطفال الأنابيب في مدينة نابلس في الضفة الغربية، محمد قبلان، إلى أنّ تكلفة عملية زراعة النطف تبلغ 2700 دولار أميركي، مهما كانت نتيجتها، بالنجاح أو بالفشل. لكنّه يؤكد أنّ مركز رزان يرحب بالفكرة، ويجريها مجاناً لزوجات الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.