لقي شخص مصرعه وجرح آخر من أبناء منطقة الجندية بمحافظة تعز على أيدي جماعة الحوثي في نقطة القاعدة القريبة من محافظة تعز وتقع شرق المحافظة والتابعة إداريا لمحافظة إب مساء أمس الأحد. وقالت مصادر محلية ل «الخبر»: «إن سيارة محملة بالأشخاص تجاوزت نقطة الحوثيين دون أن يركز السائق على التوقف مما دفع بالنقطة إلى مباشرة السيارة ومن عليها بإطلاق النار مما أدى إلى مقتل شخص وإصابة الآخر من أبناء منطقة الجندية بمحافظة تعز. وكانت جماعة الحوثيين قد سيطرت على مدينة إب في منتصف الشهر الماضي وانتشرت النقاط التابعة للجماعة على مداخل المدينة وفي أوساطها، كما شهدت المحافظة اشتباكات عنيفة بين مسلحي الحوثي ومناهضيهم في المحافظة خلفت عشرات القتلى والجرحى . حيث تقف مدينة تعز أمام منعطف خطير، بعد انسداد الأفق السياسي بين الحوثيين والسلطات المحلية في المدينة، جراء تمسك جماعة الحوثي بخيار إخضاعها لسلطته، وتشكيل لجان شعبية مسلحة لإسقاط مراكز النفوذ فيها، يقابله إصرار من سلطات المحافظة على إبقاءالمدينة خارج دائرة سيطرة الحوثي. وأكدت مصادر خاصة ل «الخبر» عن تجهيزات عسكرية لعشرات المسلحين من الحوثيين، قدموا من مناطق في الشمال وخصوصاً صعدة وعمران لاجتياح مدينة تعز والتي عرفت بسلميتها ومدنيتها، وبشكل موازٍ يعقد قادة موالين لجماعة الحوثي؛ لقاءات مع شخصيات مدنية وعسكرية في تعز، لتهيئة الداخل لحسابات الجماعة المقبلة. وكشفت المصادر عن وصول حليف الحوثيين ناصر العرجلي إلى تعز قادماً من صنعاء برفقة مجموعة مسلحة وعدد من الشخصيات الشبابية المناصرة للحوثيين مؤكدة أن ناصر العرجلي يتنقل بين مديريات محافظة تعز لحشد أنصار الحوثيين وأنه التقى ضباطاً في الجيش والأمن وعدد من المشايخ وأعضاء في المجالس المحلية والبرلمان فيما يتكفل المجلس السياسي في المحافظة بتغطية تحركات العرجلي بالحوارات و التوافقات مع المكونات السياسية. وتجدر الإشارة إلى أن الحوثيين وفي كل المحافظات التي سيطروا عليها كانوا لا يمانعوا في التوقيع على أي وثيقة للهدنة أو صلح ويمضون في تنفيذ مشروعهم وفقاً لتوجيهات السيد وبالنظر إلى بنود اتفاق اللقاء المشترك وأنصار الله في تعز المحشوة بالثغرات التي تكمن التفاصيل. وفي سياق متصل قال محمد البخيتي، عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي، في تصريحات سابقة لوكالة الأناضول فيما يتعلق باعتزام مسلحيهم دخول محافظة تعز : «إن أنصار الله متواجدون في كل المحافظات، وعندما نريد أن نتحرك في أي منها، فإن ذلك يتم بأبناء المحافظة نفسها، بهدف مكافحة الفساد في مؤسسات الدولة ومواجهة المتطرفين». وتابع قائلا: «هناك تفاهمات مع شوقي هايل، محافظ تعز لمعالجة هذه القضايا، معرباً عن أمله في أن تقوم السلطات المحلية في المحافظة بواجبها على أكمل وجه سواء في تعز أو غيرها حتى لا تضطر (أنصار الله) إلى التدخل بشكل مباشر لأن مكافحة الفساد ومواجهة المتطرفين أصبحت قضايا ملحة». رئيس الدائرة السياسية لحزب الإصلاح بمحافظة تعز أحمد عبد الملك المقرمي تحدث ل «الخبر» قائلاً : «إن موقفهم في تعز، لا يختلف عن مواقف كل المكونات السياسية والاجتماعية بما فيها قيادة السلطة المحلية في المحافظة، التي تشدد على الحفاظ المدينة المشهورة بسلميتها ومدنيتها، ورفض أي تواجد للمليشيات تحت أي مسمى كان» على حد قوله. وأضاف ل «الخبر»: «إن هناك إجماعاً شعبياً، يجب احترامه، ونحن جزء من تلك المكونات التي اتفقت على تجنيب المحافظة أي مظاهر مسلحة، مؤكداً على وقوفهم مع هذا الخيار، وسيتداعى أعضاء الإصلاح إلى تعزيز هذه الإجراءات، التي يجب الانتصار لها». ونفى المقرمي أن تكون تعز محكومة من مراكز نفوذ، غير أن المسألة واضحة، وهي أن المدينة تحكمها مؤسسات دولة مع وجود بعض القصور، لكنه شدد على أن أي فساد مالي أو انحراف إداري يجب أن يأخذ القانون مجراه. وأشار رئيس سياسية إصلاح تعز إلى أنه «طرح موضوع التدخلات أو التمويلات من دول خارجية، مجرد حديث غير واقعي، ويأتي في سياق خلق تبريرات لدخول المدينة، ولتشويه المحاولات التي تقوم بها القوى الوطنية لإنقاذ اليمن من خطر الانهيار التام». حسب وصفه. واتهم مدير أمن محافظة تعز العميد مطهر الشعيبي، في وقت سابق، عناصر تابعة للحوثيين بالتورط في الاغتيالات التي شهدتها المدينة. وتتميز تعز بموقعها الاستراتيجي إذ يقع فيها ميناء باب المندب الذي يمر منه 60% من نفط العالم، ما يجعلها محل أطماع قوى دولية وإقليمية وفي مقدمتها إيران الحليف الأبرز لجماعة الحوثي المتمردة.