كشفت مذكرة منسوبة لمشرف جماعة الحوثي في ذمار أبو عادل الطاووس عن حجم الخسائر التي تكبدتها الميليشيات، بسبب عمليات المقاومة، وما وصلوا إليه من فشل في إدارة المحافظة، والرفض الشعبي الذي تواجهه. وقالت المذكرة التي بُعث بها إلى اللجنة الثورية العليا لجماعة الحوثي بصنعاء وحصل "الخبر" على نسخة منها – أن عمليات المقاومة الشعبية قد خرجت عن السيطرة، مشيراً إلى أن 26 مسلحاً حوثياً قتلوا، واصابة 37 آخرين إصابة بعضهم خطيرة في كمائن للمقاومة التي أطلق عليها اسم "التكفيريين". لافتا إلى أنهم تستروا على مقتل عناصرهم تلك وتم ابلاغ أهالي الضحايا أنهم سقطوا في جبهات القتال بتعز وعدن والضالع. وشكى الطاووس جشع مندوبي الميليشيا من أسماهم ب"هاشمييي ذمار" و "مرتزقة حزب المؤتمر" الذين تحولوا إلى تجار سوق سوداء، وانهم باتوا يواجهون سخطاً شعبياً بسبب الأوضاع المعيشية، وسوء توزيع المشتقات النفطية والغاز المنزلي رغم توفرها. ورأى الطاووس ان الخطر الكبير على مسيرة الحوثيين الثورية هي من الإصلاحيين كونهم يمثلون قوة كبيرة في المحافظة، وأن "بقية الأحزاب بما فيها المؤتمر في الجيب". وأوضحت المذكرة التي يعود تاريخها الى 2 يوينو 2015م أن نشاط المقاومة الشعبية في الآونة الأخيرة تسبب خلق في حالة ذعر لدى أفراد الميليشيا، وتسبب في فرار المئات منهم، مقترحاً أن يتم تعويضهم من السجناء الذين يتم اطلاقهم من السجون. وطالب الطاووس "مجدداً" بإرسال تعزيزات عسكرية محترفة لمواجهة المقاومة الشعبية، التي قال إنها أصبحت تشكل قلقاً مخيفاً لانصار الحوثي في ذمار. وطالب الطاووس في مذكرته المحافظ اللجنة الثورية استدعاء المحافظ عباد ورفع معنوياته كونه اصيب ب "هزيمة نفسية" بعد اقالته من قبل الرئيس هادي، بحسب المذكرة . وجاء في المذكرة : "مع العلم اننا تركنا له حرية التصرف في إيرادات صندوق النظافة والتحسين التي تبلغ 17مليون ريال شهرياً بالإضافة إلى تواصله مع تجار كبار لدعم الثورة ويقوم بمصادرة تلك الأموال لصالحه ونحن نغظ الطرف حسب توجيهاتكم". وشكا الطاووس من أن هاشميي ذمار يتهربون من احضار أولادهم للتجنيد بعد الخسائر البشرية في جبهات القتال، كاشفاً عن أرقام كبيرة لعدد قتلى الحوثيين، حيث بلغوا أكثر من 480 قتيلاً خصوصاً من مناطق آنس. منوها إلى انهم اضطروا إلى فرض مبالغ مالية على كل أسرة ترفض تجنيد أبنها ليتم تجنيد بديلاً عنهم من "العامة". وأشار الى تراجع المؤتمريين في تأييد الحوثيين، وانه يتم معالجة ذلك بدعم قيادة المحافظة مالياً، ليبذلوا جهودا حثيثة لتماسك المؤتمريين. وراى الطاووس إن الأصوات في الشارع بالمحافظة بدأت تترحم على حكومة باسندوة، ويتم معالجة بإنزال افراد في أماكن التجمعات ووسائل النقل لتعزيز وجود الحوثيين، وكشف الطاووس في مذكرته للجنة الحوثيين العليا أنه تم التنسيق مع الأمن القومي بالمحافظة بخصوص خبراء متفجرات، وانهم يقومون بعملهم بشكل جيد، وذلك لمواجهة ترهيب الشارع في ذمار من أعمال إرهابية . وطلب الطاووس الإذن بإجراء تغييرات في قيادة السلطة المحلية بالمحافظة، ومدراء العموم والأجهزة الأمنية لإحكام السيطرة، حيث أن المحافظة –حسب المذكرة- تستقبل قيادات قادمة من صعدة بسبب القصف.