انتقدت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية ما اسمته ب"تستر" الحكومة اليمنية على قيام الطائرات الأمريكية بغارات جوية تقتل مدنيين. وذكرت الصحيفة أن غارة أمريكية قتلت في السيارة التي استهدفتها أما وطفلتها البالغة من العمر سبع سنوات وطفلا آخر يبلغ من العمر 12 عاما فقط. وقالت الصحيفة إن مسؤولا أميركيا في واشنطن اشترط عدم الإفصاح عن هويته أكد أن الغارة على السيارة كانت من تنفيذ طائرة أميركية، إلا أن وزارة الدفاع والمسؤولين الأميركيين في اليمن امتنعوا عن التعليق على الاعتراف. قالت الحكومة اليمنية في بادئ الأمر إن القتلى هم من تنظيم القاعدة وإن طائراتها الحربية -السوفياتية الصنع- هي التي نفذت الغارة على السيارة التي كانت تقلهم. إلا أن قادة قبليين وعسكريين كشفوا النقاب عن أن الغارة نفذتها الطائرات الأميركية، وأن جميع الضحايا هم من المدنيين القاطنين قرب موقع الغارة. وقعت الغارة في 2 سبتمبر الماضي، واعترفت الولاياتالمتحدة الأسبوع الماضي ولأول مرة بأن قواتها هي التي نفذتها. ورأت الصحيفة أن هذه الأحداث والطريقة التي يتم التعامل معها على المستوى الحكومي، تنسف مصداقية الحكومة اليمنية بين أبناء اليمن، ومن جهة أخرى تدعم موقف وشعبية تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب. وقد أخذ قادة قبليون يمنيون الجثث إلى موقع رئاسي قريب ليلزموا الرئاسة والحكومة اليمنية الحجة بأن القتلى لم يكونوا من تنظيم القاعدة. وقد أفاد قادة يمنيون رسميون وغير رسميين بأن الهدف كان أحد قادة القاعدة وهو عبد اللطيف ذهب والذي كان يعتقد بأنه موجود في سيارة كانت تسلك نفس الطريق وقت الغارة. أما إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما التي اتبعت تكتيك الغارات لاستهداف المطلوبين من قبلها، فقد دأبت على التزام الصمت بشأن تلك الغارات المثيرة للجدل، فلا تؤكد أو تنفي.