في زمننا الجاف هذا نشتاق بالفعل الى ذاك الغباء الذي كان يقودنا مسرنمين نحو الحبيبة ونحن نقبل ان ترفع علينا عصا الطاعة ورغبة تهذيب المشاعر وتدجينها. هذه ليست مازوشية بل هي رغبة باعادة التوازن لفضاء القلب وارتعاشة الضخ في شراينه. في زمننا الجاف هذا حتى من الاوكسجين صرنا نستعيد تلك الفتاة التي كانت اطلالتها في القلب تقودنا الى تفحص ملامحنا في المرآة والى واستحضارها في أبعد نقطة من تلك المرآة، وهي تبارك حماقاتنا اليومية امام المرآة وهي تمد يدها الى الخزانة كي تدلنا على عطرها الذي تحب وعلى ملابسنا التي تحب وعلى التسريحة التي تحب. يالله كم ابتعدنا عن الحب وعن تلك الفتاة التي كانت تشير علينا بالاغاني التي يتوجب علينا سماعها،وعلى القصائد العشقية التي علينا ان نحفظها عن ظهر قلب،وتشير علينا أيضاً بمشاهدة الافلام التي تجسد الأنثى التي توازيها في الواقع. يا الله كم ابتعدنا عن ذاك الغباء الجميل في الحب وكم ابتعدنا عن ارتجافة العشاق وعن تلك القشعريرة التي كان صوتها ينهضها في مساماتنا، وعن تلك الارتعاشة التي كانت تقود أطرافنا الى الارتجاف من ذاك البهاء الذي كان يحضر مع الحبيبة. يا الهي كم قسونا على انفنسنا وكم قسونا على تلك الحبيبة حينما سلمنا اليها عهدة الحب بكل تلك القسوة وغبنا عنها هذا الغياب المتعمد على اعتبار اننا تخرجنا من كلية الحب!! يا الهي كم احتملت تلك الحبيبة قسوتنا الغبية ونحن نهددها بالهجر والفراق وكم كانت قوية. فعلنا هذا ولم نكن ندري ان حياتنا حينما تفرغ من تلك الحبيبة سوف تتحول الى كابوس والى ضجر متصل!! وما كنا نعلم اننا بدأنا برحلة الخسارة والبدء بدخول هذا العالم البلاستيكي البارد والجاف الذي افقدنا بالفعل القدرة على الوصل والتواصل مغ الحب. وما كنا نعلم ان خسارة الاقامة في مساحة الحب هو خسارة لكل المهارات الحياتية وهو بالضبط خسارة حقيقية للاوكسجين المتصل بالقلب. وبتنشق هواء المحبة. وها انا اعلن انتصار الحب عليّ. وأعلن أنك سيدة القلب ومربيتي الاولى على حب الحياة. [email protected]