يعيش المسلمون في كل بقاع العالم يوم عيد الاضحى في فرحة عارمة، تبدأ أجواؤها قبل فترة من الوقت تستمر لأيام عديدة، ابتداء من شروق يوم العاشر من ذي الحجة وانتهاء بغروب يوم الثالث عشر من الشهر ذاته. يقول اختصاصي علم الاجتماع في الجامعة الأردنية، الدكتور سري ناصر، أن العيد هو عبارة عن مناسبة اجتماعية سنوية لها تأثيرها الإيجابي على المجتمع ككل. فهي عادةً ما تكون مناسبة رباط اجتماعي وثيق، و"جامعة" لأفراد المجتمع، في الصلاة والمعايدة وتبادل التهاني. ولألعاب الأطفال قصة أخرى في العيد؛ إذ يتنافس الأطفال في شراء الألعاب وتحضيرها قبل أيام من العيد، عدا عن المشتريات الأخرى التي يشترونها في يوم العيد، من خلال ما يحصلون عليه من عيديات. وبيّن ناصر أن التواصل هو من أبرز سمات العيد، فهو لا يقتصر على أفراد العائلة الصغيرة، وإنما يتجاوزهم إلى أفراد المجتمع جميعاً، فلا يقف اثنان إلا ويتبادلان التهاني، وهذا يسهم في بناء مجتمع متواد ومتراحم ومتواصل. كما أن لعيد الأضحى سماته في التواصل مع الفقراء والمحتاجين، والشعور بمعاناتهم، بحسب ناصر، وقد يتجسد ذلك من خلال إرسال لحوم الأضاحي إليهم، أو معايدتهم بشكل نقدي، أو إرسال الملابس لأطفالهم لكي يفرحوا كباقي الأطفال. بالإضافة إلى ذلك، يرى ناصر في مناسبات الأعياد وما يرافقها من أيام "عطلة" فرصة للراحة من العمل، واجتماع العائلة في مناسبات وزيارات ترفيهية ورحلات عائلية، وينعكس ذلك إيجابياً على نفسية الجميع وأدائهم في الحياة الاجتماعية والعملية على السواء.