حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    رئيس الوزراء يوجه باتخاذ حلول اسعافية لمعالجة انقطاع الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين    عبدالله العليمي عضو مجلس القيادة يستقبل سفراء الاتحاد الأوروبي لدى بلادنا    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    جاذبية المعدن الأصفر تخفُت مع انحسار التوترات التجارية    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    عن الصور والناس    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    البيض: اليمن مقبل على مفترق طرق وتحولات تعيد تشكيل الواقع    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    منظمة العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جريمة إبادة جماعية على الهواء مباشرة في غزة    تراجع أسعار النفط الى 65.61 دولار للبرميل    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    "كاك بنك" وعالم الأعمال يوقعان مذكرة تفاهم لتأسيس صندوق استثماري لدعم الشركات الناشئة    لوحة "الركام"، بين الصمت والأنقاض: الفنان الأمريكي براين كارلسون يرسم خذلان العالم لفلسطين    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    رئيس كاك بنك يعزي وكيل وزارة المالية وعضو مجلس إدارة البنك الأستاذ ناجي جابر في وفاة والدته    اتحاد نقابات الجنوب يطالب بإسقاط الحكومة بشكل فوري    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عادات وتقاليد مع نسمات فرحة العيد
نشر في الجمهورية يوم 18 - 12 - 2007

يأتي العيد بكل معطياته وجمالياته وبسماته ليضيف البهجة والسعادة في محيط الأسر، ومع نسمات العيد ونشوته تتواصل العادات والمظاهر الاجتماعية من التواصل والترابط والتزاور بين أفراد المجتمع تسودهم المودة والرحمة وصلة الرحم في يوم استثنائي بكل جماليات الحياة، ومع أيام العيد تقوم الأسر بذبح الأضاحي كإحياء شعيرة اسلامية محببة إلى النفوس تقرباً إلى الله وصدقة للفقراء والمساكين وسنة دينية حميدة تبعث الألفة وصلة القربى والتجمع بين الأسر والجيران ويتخللها العادات الإنسانية التي تفرض نفسها خلال أيام العيد فتتحول أيامه إلى فسحة للتزاور والمعايدة وتبادل التهاني، ويتحول إلى عامل من عوامل تجديد نكهة مسار الحياة والخروج من دائرة رتابة التعامل اليومي والروتين المألوف.. لكن هناك جملة من العادات والتقاليد اللطيفة والمحببة اختفت مع بروز متغيرات كثيرة وعادات وتقاليد غير مألوفة على مجتمعنا اليمني فكان ذلك على حساب أمور جوهرية تراجعت بصورة كبيرة!
حركة ماقبل العيد
مع دخول أولى أيام شهر ذي الحجة تشهد الأسرة اليمنية استعدادات واسعة لاستقبال عيد الأضحى المبارك والذي يعتبر من الأعياد الدينية المباركة لدى المجتمع اليمني، حيث توجه الأنظار نحو الأسواق لشراء متطلبات العيد من ملابس وبهارات وحلويات و..الخ يرافق ذلك حركة تجارية نشطة مقارنة بالأيام الأخرى باعتباره موسماً تجارياً ينتظره التجار كل عام..وقد قدر خبراء الاقتصاد أن ماتنفقه الأسر اليمنية خلال عيد الأضحى المبارك يتعدى 12 مليار ريال خاصة وأن معظم الأسر تقبل على الشراء خلال هذه الفترة.
يقول الأخ محمد أحمد « تاجر مواد غذائية»: إن الأعياد الدينية سواءً الفطر أو الأضحى يؤديان إلى زيادة الطلب على المواد الغذائية وغيرها بشكل كبير وهذا في الحقيقة شيء ايجابي من الناحية الاقتصادية لأن وجود الطلب يؤدي إلى تحرك السوق للبحث عن السلع وتوفيرها للناس، وكذلك فإن مزايا هذا الطلب أنه يعطي محفزاً إيجابياً حيث تقدم رؤوس الأموال على الاستثمار في الانتاج الصناعي حيث إن لدينا سوقاً كبيرة لديها طلب واسع على المواد الغذائية بالذات.
باعة المواسم
وبعيد عن انشغال الأسرة اليمنية بالاستعداد للعيد تنتشر في الشوارع وعلى الأرصفة بسطات لعرض جميع الأنواع والأشكال من السلع أغلبها مرتبط بموسم الأعياد ويتميز هؤلاء الباعة بأسعارهم المنخفضة ويحاول زياد محمد عبدالرب إقناع المارة وهم غالباً زبائن لهؤلاء الباعة بجذبهم لشراء الملابس والتي تباع في المحلات التجارية بأسعار مرتفعة يقول زياد: نحن نبيع على الرصيف بأسعار منخفضة لأننا لا ندفع إيجاراً وليس لدينا فواتير كهرباء وقد نجدهم محقين من وصفهم بعض الأشياء ممايشجع على تفضيل التعامل معهم عن التعامل مع تجار المحلات.
لكن الاقبال على هؤلاء الباعة دفع أصحاب المحلات التجارية إلى حجز المساحات التي أمام محلاتهم وإخراج جزء من بضاعتهم وعرضها في «بسطة» وهذا حسب قول زياد يزعج فئة باعة البسطات.
أعظم المناسبات
حمود بن عبدالوهاب العواضي الأمين العام لجمعية الحكمة اليمانية بمحافظة إب يقول: عيد الأضحى المبارك من المناسبات الدينية التي يحتفي بها المسلمون والإنسان عندما يعيش مثل هذه الأعياد لابد أنه تشده إلى ذكريات الطفولة حيث كنا نتشوق إلى مائدة العيد التي كانت تحتوي على أجود أنواع الطعام إلى جانب أنها كانت تجمع شمل الأسرة وأفرادها بالكامل.
وأيام العيد لاشك أنها تختلف عن الأيام العادية حيث وأنها تتسم بالشعور بالمودة والألفة والاخاء الصادق المبني على دعائم ومفاهيم صحيحة وأخلاق عالية.
ونحن في جمعية الحكمة قد ادركنا ماتحمله هذه المناسبة من العظيم من خير، فعملنا على مدير العون للمحتاجين وإسعادهم خلال هذه الأيام الفاضلة مدركين أن هناك الكثير من الواجب التي يجب أن تقوم به الجمعيات الخيرية والأفراد تجاه هذه الشريحة الهامة من المجتمع مشيراً في سياق حدثيه أن جمعية الحكمة خلال العام الماضي قامت بتوزيع «346» رأساً من الغنم وعدد «5» رؤوس من البقر حيث استفاد من هذا المشروع مايقرب من «1622» أسرة أي مايقارب من «341.9» فرداً بتكلفة اجمالية بلغت «000،296.5» كما أن الجمعية خلال هذا العام تسعى لتوزيع عدد «1000» أضحية يستفيد منها عدد «4000» أسرة محتاجة بتكلفة «000.000.15» ريال على اعتبار أن قيمة الأضحية «000.15» ريال.
موضحاً أن الجمعية من خلال تنفيذ هذا النشاط تهدف إلى ابتغاء الأجر وجعل العيد عند هذه الأسر له مذاق ونكهة فريدة نابعة من العادات والتقاليد المستمدة من ديننا الإسلامي الحنيف.
ودعا الشيخ العواضي الإخوة المواطنين إلى عدم التبذير في مثل هكذا مناسبة وألا يبالغوا في أكلاتهم وملابسهم أو في نفقاتهم المادية والتي نلاحظها لدى فئة قليلة بدلاً من طرق أبواب المساكين نجدهم يبالغون من نزهاتهم ورحلاتهم ولمثل هؤلاء نقول: هناك فقراء في المجتمع لاتدعوهم في مثل هذه المناسبة يقاسون مرارة الحياة وشظف العيش علينا جميعاً الوقوف إلى جانبهم ننفس عنهم عناء الحياة في هذا العيد مالم فإن الفرحة ستنزع منهم.
العطف على الفقراء
أما الأخ نبيل محمد لطف مدير عام جمعية الاصلاح بمحافظة إب فيعد عيد الأضحى المبارك مناسبة عظيمة ترتبط بأحد أركان الإسلام «الركن الخامس» التي أوجبها الله على كل مسلم يمتلك الاستطاعة وهي فريضة الحج إلى بيت الله الحرام.. ونحن كمجتمع يمني مسلم لاشك أننا نرتبط بعادات وتقاليد ايجابية توارثناها عن الآباء والأجداد تتمثل في زيارة الأرحام والأقارب واهداء الهدايا إلى جانب تفقد أحوال المساكين والمحتاجين بالتصدق على الأيتام والأرامل وتقديم المساعدات للفقراء وغيرها من العادات التي تجسد قيم الإسلام السمحة.
ونحن في جميعة الاصلاح بمحافظة إب قد أدركنا قيمة مثل هذه القيم السمحاء قمنا باعداد برامج خلال هذا العيد تهدف إلى مد يد العون إلى المحتاجين ومساعدة الفقراء واسعادهم خلال هذه الأيام المباركة سيستفيد من هذا المشروع «377،13» أسرة بتكلفة اجمالية قدرها «000.505.37» ريال وبذلك فإن عدد المستفيدين من هذه المشاريع خلال الأعوام السابقة «229،101» أسرة في سياق حديثه بأن الهدف هو إحياء روح التكافل ومد يد العون والمساعدة للمحتاجين والتخفيف من معاناة الفقراء داعياً كل فاعلي الخير إلى دعم ورعاية مثل هذه التوجهات التي تتبناها جمعية الاصلاح.
تراجع التقاليد العيدية
كان الناس سابقاً يعيشون حياة بسيطة لكنهم كانوا ينتظرون العيد وكأنه نبع سرور وكان الناس يتطهرون من الأحقاد ويتسامحون قبل مجيء العيد عملاً بالسنه النبوية وفي ضوء هذا كان الناس يمارسون حياتهم الثقافية والاجتماعية وما ارتبط بهما من موروث فني وابداعي أصيل فالتقاء أبناء المنطقة الواحدة أسر وعائلات يليه اجتماعهم لأداء الصلاة صباح العيد في مكان واسع عقب صلاة العيد كما يوضح الدكتور نصر الحجيلي جامعة ذمار قائلاً:
ينتظرون في حلقة يحيطها الفرح والسرور والشعور بالتسامح وتجديد طاقة المودة من خلال التصافح وتبادل التهاني بالعيد ثم التفرق والقيام بذبح «الاضاحي».
كانت لقاءات مابعد ذلك تنشط الجوانب الوجدانية والروحية فرح يومي على مدى أيام عيد الاضحى المبارك.. لكن كل هذه الممارسات تراجعت وحلت ممارسات جديدة دخيلة على مجتمعنا حيث أصبح المواطن اليمني وربما للظروف الاقتصادية لايهتم بهذه العادات التي يراها عادية قديمة.
ويضيف الدكتور الحجيلي :العيد في أيامنا هذه يختلف في كثير عن العادات التي كانت تمارس مع قدوم العيد أيام زمان فقد كان الكبار والصغار يبتهجون لقدوم العيد قبل شهر أو نصف شهر فالكل يتجهز بالملابس ولوازم المناسبة ويذهب الطفل إلى أقرانه ليريهم مالديه ولاينام الأطفال ذكوراً وأناثاً الجميع في نشوة بانتظار فجر العيد، كذا فإن الشباب كانوا يجتمعون ويجهزون للألعاب الليلية مثل الجارية،والطاسة والمرفع وغيرها من الألعاب التي يلعبونها طول أيام العيد العشر إلى جانب الخروج إلى المعايدة صباح العيد.. أما اليوم وبفعل التمدن فتجد كل واحد منشغلاً بنفسه وأسرته وربما أن جارك لايعلم هل عندك أضحية أم لا!!
التهاني بالجوال
بعض الناس استغنى بالرسائل القصيرة التي يتم إرسالها عبر الجوال عن واجب زيارة الأرحام ،فهل رسالة لكل واحد من الأهل تجزي عن الزيارة.. حميد الخولاني يقول:إن صلة الأرحام لاتكون إلا بالزيارة المتعارف عليها بين المسلمين،وهذه الرسائل شيء طيب أن تكون بين الأهل والأقارب والأصدقاء، ولكن أن يقوم الشخص بقطع صلة الرحم ويبرر ذلك بأنه قد قام بإرسال تهنئة عبر الجوال،فهذا لايعقل وحقيقة أنا أستغرب أن هناك أشخاصاً يخيل لهم أن مثل هذا العمل صحيح،وأضرب لكم مثالاً ففي الحي الذي أسكن فيه هناك شخص لم يزر أخته التي تسكن بالحي المجاور واكتفى برسالة تهنئة عبر الجوال يقول لها فيها «من العايدين»..
فالتواصل عبر رسائل الموبايل من ضمن العادات الدخيلة على مجتمعنا.
ارتفاع أجور ذبائح الأضاحي
كل عام ونحن نشكو من ارتفاع حاد في أسعار أجور الذباحة للأضاحي وخاصة في المدن الرئيسة وتشير المعلومات إلى أن سعر ذبح العجل في هذا العيد قد ارتفع إلى مايقرب من 15000 ريال و3000 للخروف،وقد برزت هنا المشكلة بعد عجز الجزارين عن تلبية طلبات السوق والوفاء بمتطلباتهم في الاسراع بتجهيز الذبائح مما أدى إلى رفع أجورهم إلى مستويات قياسية لم تكن في الحسبان وهذا مالمسناه في العام الماضي..
وبحسب خبراء اقتصاديين فإنه تقدر نفقات أجور الذبائح في عيد الاضحى ب 5 مليارات ريال في بلادنا فيما تتم الذباحة في الريف بين الأهل والأقارب بدون أجور..
ويشير اقتصاديون إلى أن الجزارين قد تنبهوا إلى هذا الموسم بفاعلية حيث يعدون العدة له بفارغ الصبر باعتباره موسماً لن يتكرر سوى العام القادم ولذا فإن المبالغة في أجورهم لاتخضع لأي معايير بل يسودها العرض والطلب.
يقول الأخ عبدالله أحمد يحيى: من خلال تجولي في السوق قبل العيد بدأت ألاحظ عن وجود عنصر الاحتكار والذي أصبح سائداً يخيم على الجزارين، إذ أنهم استغلوا هذه المناسبة لرفع أسعار أجور الذباحة دون مبرر مستغلين حاجة الناس إليهم لانجاز ذباحة أضحيتهم،وهذا الاحتكار مقصود .. وهذا دفعني باللجوء إلى جزار معروف بقلة خبرته والله يستر كيف سوف يعمل يوم العيد فمثل هؤلاء الجزارين غير ماهرين وهذا بالطبع يؤدي إلى سوء تفصيل الذبيحة وتقطيعها..
وأما الأخ مقبل الحاج قاسم فيقول:- اليمنيون ماهرون في الذباحة لأنفسهم وتعتبر الذباحة عندنا في الريف غير كاملة إذا لم يقم الشخص بنفسه بالذباحة وهذا من السنة الشريفة..
ويعتبر الأخ مقبل بأن تكاليف الأضاحي واللحوم بشكل عام لم يعد باستطاعة الناس الحصول على ذبائح في غير أيام العيد وهو ماجعل تعلم الذبح نادراً في المدن والأرياف أيضاً.
دور الجهات
وعن الدور الذي يقوم به المسلخ المركزي في الحد من ارتفاع تكاليف الذبح خلال عيد الأضحى يوضح الأخ نجيب الشعيبي مدير مكتب المسالخ وأسواق اللحوم في إب.. وإن الوعي لدى المواطنين بأهمية السلخ في المسالخ بدأ ينمو يوماً نظراً للخدمة الكبيرة التي تقدمها هذه المسالخ من الناحية الصحية وبرسوم رمزية جداً لاتتعدد 500 ريال للأغنام مشيراً إلى أن أعداد مايتم ذبحها في أيام عيد الأضحى المبارك مقارنة بالأيام العادية تصل إلى خمسة أضعاف.
منوهاً بأن هناك أمراضاً قد تنتقل إلى الإنسان إما عبر الحيوان أو عبر لحومها لذا لايمكن أن تذبح أي ذبيحة إلا بعد الكشف عليها من قبل الأطباء البيطريين الموجودين في المسلخ والذين يقومون بالكشف الدقيق على اللحوم، فالسليمة يتم ذبحها والمريضة يتم إعدامها كلياً أو جزئياً لأن بعض المواشي تأتي مريضة بصورة جزئية فيتلف الجزء المريض فقط..
حكاية خروف
يختلف الريف عن المدينة بالاستعداد لاستقبال عيد الأضحى المبارك فغالباً ماتبدأ رحلة البحث عن خروف العيد في وقت مبكر في الريف حيث تبادر الأسر إلى شراء الأضحية قبل ستة أشهر ويكون حينها لايزال صغيراً حيث تعمل على تربيته والاعتناء به حتى يوم العيد، بخلاف الأسر في المدينة التي تبادر إلى شراء الأضحية قبل يوم واحد أو يومين من عيد الأضحى فيما هناك أسر تفضل شراء لحماً جاهزاً من الجزار صبيحة العيد مباشرة..
المهم أن جميع الأسر تحرص على شراء الأضحية فرادى أو بالتقاسم بحسب دخل الأسرة وقدرتها الشرائية..
وهنا نورد بعض الحوادث والقصص الطريفة عن خروف العيد حدثت في بعض الأسر..
بعت الخروف لله
بعد جهد جهيد تمكن «مقبل» من تجميع مبلغ من المال لشراء خروف العيد، فذهب إلى السوق واشترى خروفاً بمبلغ «9000» ريال وأثناء عودته إلى المنزل تمكن الخروف من الهروب ودخل إلى إحدى البيوت التي تقع على الطريق..
فلما راى الأولاد الخروف أخذوه يصيحون بفرح أمي أمي لقد جاءنا خروف العيد،فخرجت الأم فرأت الخروف فقالت بألم وتحسر مسكين الذي أضاع هذا الخروف الله يعلم قد يكون حاله مثل حالنا. الله يرحم أبوكم يا أولاد حملني الحمل الثقيل، وفجأة دق الباب صاحب الخروف، فتقدم إليه الأولاد وقالوا ياعم دع لنا هذا الخروف،فقال وأين خروفكم فقالوا: نحن أيتام ولايوجد معنا حق خروف،فما كان من مقبل إلا أن ترك لهم الخروف وعاد إلى بيته خالياً، فسألته امرأته عن أضحية العيد فقال لهم «اشتريتها وبعتها لله عزوجل».
وبعد مرور يومين وصل أحد المغتربين من السعودية حاملاً معه مبلغاً مالياً قدره خمسون ألفاً لمقبل من أخيه المغترب هناك،فكاد مقبل يطير من الفرح وحمد الله كثيراً وفي اليوم التالي ذهب إلى السوق واشترى خروفاً آخر لأسرته.
خروف يقتل صاحبه
تناقلت وسائل الاخبار خلال العيد السابق أن أحد الاشخاص في صنعاء دخل من قريته لبيع خروف ومعه سلاح «بندقية» ويركب على إحدى السيارات المكشوفة وعندما وصلت السيارة إلى السوق وقفت وسط زحمة الناس والمواشي والسيارات فزع الخروف من المشهد وأخذ يركض برجله ويرفس صاحبه فوقعت إحدى رجليه على زناد البندقية التي كانت بحوزة الرجل فأطلقت عدة طلقات نارية اخترقت جوفه الصدري فسقط مضرجاً بدمائه وفارق الحياة على الفور.
غياب الرقابة
في كل عيد تظهر مخلفات الأضاحي منتشرة في أرجاء المدن الرئيسة تحاصر المواطن من الميمنة والميسرة وقد ارتفعت رائحتها المزعجة..
يزحف دمها وفراشها على قاطني الاحياء السكنية مصدرها محلات الجزارة والأماكن المفتوحة على الشوارع الرئيسة.
دون الاهتمام بوضع تلك المخلفات في أماكن مخصصة وداخل أكياس بلاستيكية مشوهين بذلك المنظر الجمالي للمدن بالذبح أمام المنازل وفي الشوارع والساحات العامة حتى غدت مستنقعاً وبيئة خصبة لجذب الحيوانات اللاحمة والحشرات الضارة والتي تعمل على نقل العديد من الأمراض والأوبئة .. وهذا كله في ظل غياب الرقابة ورغم وجود جهود التوعية،من قبل بعض الجهات المختصة بضرورة الاستفادة من هذه المخلفات أو على الأقل تجنب اضرار بيعها بطرق عشوائية إلا أن صحة المستهلك والبيئة هي الخاسر الأكبر خلال أيام العيد..
بعض المواطنين والذين طرحنا عليه هذا الموضوع وتكراره كل عام عبروا عن استيائهم من هذه الظاهرة ومن الانتهاك الذي تتعرض له البيئة ونظافة الشوارع وتساءلوا .. كيف يتم القاء مخلفات الأضاحي هكذا أمام أعين الجميع دون تدخل الجهات المختصة؟
صفوا البيئة بأنها ستكون هي الضحية بعد العيد!!
منغصات
الأخ نجيب الشعيبي مدير مكتب المسالخ في إب اعتبر مثل هذه التصرفات منغصات للعيد وأكد أن رمي مخلفات الأضاحي بشكل عشوائي من قبل المستهلك والجزارين أمام المنازل وفي المسالخ والشوارع والساحات العامة تعتبر كارثة،وهذا جعلنا نشرف بأنفسنا على ذباحة أضاحي العيد خلال الأعوام السابقة ومن ثم نعمل على وضع مخلفاتها في أماكن خاصة وبأكياس بلاستيكية مربوطة بإحكام إلى حين وصول سيارة المخلفات للاستفادة منها.
تخصيص عمال للنظافة بسحب الدم إلى المجاري لحظة الذباحة من أجل المحافظة على نظافة المسلخ،وخلال العام الماضي قمنا بعمل الاشعارات القانونية للمخالفين والذين يرمون المخلفات بالشوارع وأمام محلاتهم ومن ثم محاسبتهم عليه من حيث عمل التعهد وفرض الغرامة وبعد ذلك نتخذ الإجراءات الحازمة والاحالة إلى النيابة.
خروف يقتل صاحبه..وآخر يباع لوجه الله!
محلات تجارية تتنافس بالبيع على الأرصفة!!
المعايدة برسائل الجوال..هل تجزي عن زيارة الرحم يوم العيد؟!!
جزارون لايخضعون للمعايير..يعدون العدة لرفع أجور ذبائح الأضاحي إلى مستويات خيالية!!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.