الجريمة المركبة.. الإنجاز الوطني في لحظة فارقة    أول ظهور للبرلماني ''أحمد سيف حاشد'' عقب نجاته من جلطة قاتلة    فرع العاب يجتمع برئاسة الاهدل    صحيفة تكشف حقيقة التغييرات في خارطة الطريق اليمنية.. وتتحدث عن صفقة مباشرة مع ''إسرائيل''    الإطاحة بشاب وفتاة يمارسان النصب والاحتيال بعملات مزيفة من فئة ''الدولار'' في عدن    أكاديمي سعودي يتذمّر من هيمنة الاخوان المسلمين على التعليم والجامعات في بلاده    البحسني يكشف لأول مرة عن قائد عملية تحرير ساحل حضرموت من الإرهاب    العميد باعوم: قوات دفاع شبوة تواصل مهامها العسكرية في الجبهات حماية للمحافظة    وكالة دولية: الزنداني رفض إدانة كل عمل إجرامي قام به تنظيم القاعدة    حزب الإصلاح يسدد قيمة أسهم المواطنين المنكوبين في شركة الزنداني للأسماك    مأرب: تتويج ورشة عمل اساسيات التخطيط الاستراتيجي بتشكيل "لجنة السلم المجتمعي"    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    لا يوجد علم اسمه الإعجاز العلمي في القرآن    - عاجل شركة عجلان تنفي مايشاع حولها حول جرائم تهريب وبيع المبيدات الخطرة وتكشف انه تم ايقاف عملها منذ6 سنوات وتعاني من جور وظلم لصالح تجار جدد من العيار الثقيل وتسعد لرفع قضايا نشر    ناشط يفجّر فضيحة فساد في ضرائب القات للحوثيين!    المليشيات الحوثية تختطف قيادات نقابية بمحافظة الحديدة غربي اليمن (الأسماء)    خال يطعن ابنة أخته في جريمة مروعة تهزّ اليمن!    في اليوم 202 لحرب الإبادة على غزة.. 34305 شهيدا 77293 جريحا واستشهاد 141 صحفيا    "قديس شبح" يهدد سلام اليمن: الحوثيون يرفضون الحوار ويسعون للسيطرة    الدوري الانجليزي ... السيتي يكتسح برايتون برباعية    فشل عملية تحرير رجل أعمال في شبوة    إلا الزنداني!!    مأرب.. تتويج ورشة عمل اساسيات التخطيط الاستراتيجي بتشكيل "لجنة السلم المجتمعي"    الزنداني.. مسيرة عطاء عاطرة    انخفاض الذهب إلى 2313.44 دولار للأوقية    المكلا.. قيادة الإصلاح تستقبل جموع المعزين في رحيل الشيخ الزنداني    ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 34305    إيفرتون يصعق ليفربول ويعيق فرص وصوله للقب    الشيخ الزنداني رفيق الثوار وإمام الدعاة (بورتريه)    ذهبوا لتجهيز قاعة أعراس فعادوا بأكفان بيضاء.. وما كتبه أحدهم قبل وفاته يُدمي القلب.. حادثة مؤلمة تهز دولة عربية    مفاوضات في مسقط لحصول الحوثي على الخمس تطبيقا لفتوى الزنداني    تحذير أممي من تأثيرات قاسية للمناخ على أطفال اليمن    لابورتا يعلن رسميا بقاء تشافي حتى نهاية عقده    مقدمة لفهم القبيلة في شبوة (1)    الجهاز المركزي للإحصاء يختتم الدورة التدريبية "طرق قياس المؤشرات الاجتماعي والسكانية والحماية الاجتماعية لاهداف التنمية المستدامة"    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    نبذه عن شركة الزنداني للأسماك وكبار أعضائها (أسماء)    الإصلاحيين يسرقون جنازة الشيخ "حسن كيليش" التي حضرها أردوغان وينسبوها للزنداني    طلاق فنان شهير من زوجته بعد 12 عامًا على الزواج    رئيس الاتحاد الدولي للسباحة يهنئ الخليفي بمناسبه انتخابه رئيسًا للاتحاد العربي    تضامن حضرموت يظفر بنقاط مباراته أمام النخبة ويترقب مواجهة منافسه أهلي الغيل على صراع البطاقة الثانية    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    سيئون تشهد تأبين فقيد العمل الانساني والاجتماعي والخيري / محمد سالم باسعيدة    اليونايتد يتخطى شيفيلد برباعية وليفربول يسقط امام ايفرتون في ديربي المدينة    دعاء الحر الشديد .. ردد 5 كلمات للوقاية من جهنم وتفتح أبواب الفرج    لغزٌ يُحير الجميع: جثة مشنوقة في شبكة باص بحضرموت!(صورة)    الخطوط الجوية اليمنية تصدر توضيحا هاما    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    الديوان الملكي السعودي: دخول خادم الحرمين الشريفين مستشفى الملك فيصل لإجراء فحوصات روتينية    برشلونة يلجأ للقضاء بسبب "الهدف الشبح" في مرمى ريال مدريد    دعاء قضاء الحاجة في نفس اليوم.. ردده بيقين يقضي حوائجك ويفتح الأبواب المغلقة    أعلامي سعودي شهير: رحل الزنداني وترك لنا فتاوى جاهلة واكتشافات علمية ساذجة    كان يدرسهم قبل 40 سنة.. وفاء نادر من معلم مصري لطلابه اليمنيين حينما عرف أنهم يتواجدون في مصر (صور)    السعودية تضع اشتراطات صارمة للسماح بدخول الحجاج إلى أراضيها هذا العام    مؤسسة دغسان تحمل أربع جهات حكومية بينها الأمن والمخابرات مسؤلية إدخال المبيدات السامة (وثائق)    مع الوثائق عملا بحق الرد    لحظة يازمن    وفاة الاديب والكاتب الصحفي محمد المساح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بحثاً عن أضحية خالية من العيوب..!
نشر في الجمهورية يوم 15 - 11 - 2010

يأتي العيد وفي كل مرة وهو مثقل بالهموم والأحزان تطير الفرحة عند البعض ليحل محلها الهم والألم' ذلك لأن متطلباته تقصم الظهر خاصة أضاحي العيد, والتي نحن في صدد ذكرها في سياق هذا الاستطلاع:
أضاحي العيد هذه السنة ارتفعت أسعارها بشكل غير معقول، البعض من الناس صار يفكر بأضحية الدجاج ليس اقتناعا منه بذلك وإنما لأنه ليس لديه خيار آخر، وأصبح المواطن بين نار الغلاء والخوف من اللحوم الفاسدة لأن بعض الحيوانات قد تكون مصابة بأمراض خطيرة لأن أكثر المذبوح لا يعرض للكشف الصحي خاصة في القرى والأرياف والتي قد تعرض حياته للخطر.. وفي هذه الزاوية رصدت صحيفة “الجمهورية” آراء بعض المواطنين وجهات الاختصاص حول أضاحي العيد ومشاكلها المتعددة.
زحمة
يقول سلطان مالك صاحب “ملحمة”: تزدحم علينا الأعمال مع قرب عيد الأضحى، بل إن بعض الأحيان قد لا أستطيع مواجهة الطلبات الكثيرة للمواطنين والزبائن والبعض منا يلقى ضالته في هذه الأيام خاصة في الأرياف حيث يكون وقعها أكثر من المدينة حيث يتم استئجارنا لذبح المواشي هناك وبرغم الفائدة الكبيرة، والمبالغ الباهظة، والتي لم نحلم بها حتى طوال أعمال أيام السنة كاملة إلا أن ضغط العمل المتزايد طوال النهار والليل يسبب لنا الكثير من التعب والإرهاق الشديد.
لحم فاسد
هناك كثير من المواطنين خاصة الساكنين في القرى والأرياف أحياناً يشاهدون بعض الجزارين يخرجون إلى هذه المناطق خاصة في وقت الليل ويقومون بسلخ وذبح المواشي النافقة المتوفاة وتقطيع أوصالها ثم يحملونها داخل سيارة ويتم بيعها داخل المحل بالكيلو على عامة الناس.
غش
لكن أحد الجزارين وهو يملك “ملحمة” في المدينة نفى أن يقوم شخص بهذا العمل اللاإنساني وقال: إن الشخص الذي يقوم ببيع لحم فاسد وميت على أنه صالح وسليم شخص فقد كل ما يربطه بهذا العالم من قيم إنسانية وهو لاشك بدون ضمير ومعتوه والحيوان أرقى وأفضل منه بكثير واستطرد بالقول: أنا والحمدلله أقوم وأؤدى عملي بما يرضي الله وأكسب وأطعم أولادي بالحلال وأشعر براحة عندما أقوم بعملي بما تمليه عليّ القيم والمبادىء وشرع الله.
تنظيم عملية الذبح
يلاحظ أن عملية ذبح الأضاحي تتم بطريقة عشوائية حيث لا تخصص أماكن محددة للذبح خاصة في القرى والأرياف حيث تترك مخلفات الذبح وراءها مشاكل عديدة منها ما يسبب أضراراً بيئية للإنسان وتشويه المنظر الجمالي للطبيعة، وأسوأ ما يكون هو انتشار الكلاب الضالة في كل الشوارع والطرقات ووسط الأحياء في المدن والقرى، وهذا يشكل خطورة على الأطفال الصغار وأيضاً الكبار.
منصور الجندي: لم يجد حيلة في الوصول إلى اللحم، لكنه يفكر حالياً في دجاجة يضحي بها قرباناً لله في العيد حيث تحدث قائلاً: بصراحة ظروفي المادية لا تسمح بشراء أضحية العيد وحياتنا لن تتغير كثيراً فنحن نعيش حياة معاكسة على المدى الطويل ويضيف قائلاً: الوضع معقد جداً بالنسبة لي فأنا لدي درزن جهال بين كبير وصغير وأعول والدي ووالدتي وظروفي المادية قاسية وصعبة جداً، وليس سراً أن أخفيك أن الثلاث السنوات الأخيرة وأضحيتي في العيد هي الدجاج والجميع يعرف ذلك بمن فيهم الأصدقاء والساكنون في الحي.. ويستطرد حديثه: أنا لا أصنع هذا لأن الفكرة أعجبتني، وليس لديّ خيار آخر فالراتب المهين، الذي أستلمه لا يكفي حتى لشراء مادة الدقيق والخبز لهذه الأسرة الكبيرة فكيف بباقي المواد الغذائية الأساسية الأخرى خاصة في ظل الارتفاع الجنوني للأسعار.
أسعار.. نار
كثير من الناس يذهبون إلى تلك الأسواق لشراء أضحية العيد أكان ذلك كبشا أو ماشية أو ماعزا أو جديا أو غيرها من الأضاحي.. وبرغم وجود أعداد كثيرة من الحيوانات في السوق إلا أن الأسعار مرتفعة والبعض يعود من السوق بخفي حنين.
معدمون
يذهب معظم الناس من القرى والمدن هذه الأيام إلى الأسواق لشراء أضاح ولحم العيد ومع قرب أيامه تكتظ الأسواق بالحيوانات المختلفة الأشكال والأحجام وتكون في ذروتها، والتي عادة ماتدخل إلى المدينة بأعداد كبيرة من الأرياف والقرى يسوقها أصحابها إلى الأسواق الرئيسية المخصصة والمعدة لمثل هذه الأشياء.. البعض من أهل القرى يقومون بتربية الماشية والأغنام.. الخ.. لمدة سنة كاملة أو قد تصل إلى عدة سنين ثم يقومون ببيعها ويعتمدون عليها في شراء حاجاتهم من أغذية وملابس؛ لأنهم معدمون وليس لهم مصدر دخل.. والبعض يمارسونها تجارة للكسب والثراء إلى جانب أعمالهم ويستغلون أيام المناسبات والأعياد لازدياد طلبات الناس على شراء الأضاحي، والذي يؤدي إلى زيادة ثمنها وتعود عليهم بمبالغ باهظة.
الالتزام بالسُنّة
- محمد صالح 45 عاما يطبق السنة النبوية في الأضحية وهو لا يرتاح إلا في حال ذبح أضحيته بنفسه مهما كان الأمر وقال إنه يفضل ذبح أضحيته بنفسه.. وأضاف: في كل عيد أشتري “جديا أو كبشا” وأقوم بذبحه وسلخه وقد أصبحت هذه العادة ملازمة لنا من أيام زمان وهي ليست عادة إن صح التعبير فهي سُنّة ومن الأفضل تطبيقها..
شراكة
في القرى والأرياف كان يتم شراء ثور أو تبيع أو بقرة بمشاركة مجموعة أفراد يصل عددهم إلى سبعة أفراد أو عشرة ويكون نصيب كل واحد منهم سُبعا أو أكثر أو أقل بقليل ويحضر كل واحد منهم للمشاركة في الذبح حتى يأخذ كل واحد نصيبه.. وكأن في قرارة أنفسهم أنهم ينالون في ذلك الخير والبركة والأجر العظيم لتطبيق السنة يقول المواطن أحمد غيل، 50عاما: تغير في هذا الزمن كل شيء ولم يعد هناك وقت لديهم فهم مشغولون بالعيد في زيارة الأرحام والأهل والأقارب أو مشغولون في أسواق القات؛ لذلك فهم لا يحضرون إلا القليل وقت الذباحة ليس هذا فحسب بل إنهم يقومون بجمع مبلغ من المال ويذهبون به إلى أحد الجزارين بالعمل كله ومن ثم يأخذ كل واحد منهم نصيبه جاهزا.
إهدار الثروة
- ويضيف غيل قائلاً: كان آباؤنا وأجدادنا يصنعون من جلود الحيوانات، التي يتم ذبحها ملابس شتوية وأحزمة ودروعا تقيهم من البرد ويوضح غيل قائلاً ، رغم أن المجتمع كان يعاني الجهل والفقر إلا أنهم كانوا يستشعرون مدى أهمية هذه الجلود ويقومون بتنظيفها وتمليحها لتعود عليهم بالفائدة.. وفي وقتنا الحاضر يتم رميها كمخلفات قمامة للكلاب.. ويردف بالقول: لكن يمكن أن نعذر المواطن تجاهله هذا خاصة إذا كانت الجهات المختصة وصاحب الشأن لا يحرك قدما أو ساقا في المتابعة ولا يضع أي أهمية للموضوع من الأساس فكيف نلوم المواطن!؟.
تهاون
- يقول الحاج عبدالرؤوف الشامي: كان الناس في الماضي عندما يأتي عيد الأضحى يذبح كل واحد أضحيته ويجتمع كل سبعة أشخاص ويقتسمون الثور أو البقرة ويكون نصيب كل واحد منهم سبعا وهذه الطريقة تشريع ديني وهو مالا يفهمه الكثير اليوم.. ويرى الشامي أنه لم يعد هناك من يطبق التشريع في الأضحية في أي جانب يخص الأضحية ويردف: صحيح أنها سنة وليست فرضا وربما أن هناك من لا يطبقها نتيجة لظروفه وعدم استطاعته، لكن البعض يتهاون متعمداً ذلك.
التكافل الاجتماعي
التفكك والتشرذم وعدم التكافل بين أبناء المجتمع عادة صار مرض أصاب الجميع وفي هذا السياق تحدث سمير القاضي وكيل مدرسة حيث قال: في العصر الراهن تغير كل شيء وطغى عصر المادة على كل القيم النبيلة وفقد الناس التراحم فيما بينهم وتلاشت الفضيلة والكرم وأصبح المجتمع يعاني التمزق والتشرذم حتى إن القبيلة الواحدة أو الأسرة الواحدة تعاني التفكك وعدم الترابط الأسري والاجتماعي.
ويعلل على صدق حديثه بالقول: المجتمع مليء بمثل هذه الظواهر غير الحميدة فمثلاً عندما يأتي عيد الأضحى لا تقسم الأضاحي بالطريقة الشرعية وكثير من الأسر لا تقوم بتوزيع جزء من أضحيتها للفقراء والمساكين أو للمحتاجين الذين لا تسمح ظروفهم المادية بشراء قليل من اللحم وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن المجتمع فقد فيما بينه صفة التكافل والتراحم.
الخير لايزال موجودا
أما مقداد معمر, مدرس برغم أنه يوافق زميله في الرأي إلا أنه يخالفه في بعض وجهات النظر حيث يقول: صحيح أن المجتمع يعاني كثيراً الفرقة وعدم الترابط الاجتماعي وتكاد تكون ظاهرة اجتماعية مقيتة.. لكن لازال هناك أشخاص يحملون بوادر الخير.
مضاعفة الدور الرقابي
تتعدد الجهات ذات العلاقة بالرقابة والتفتيش والإشراف الفني والصحي على المواشي والذبائح في أماكنها المختلفة .. وفي مواسم الأعياد تتضاعف الجهود وتنشط أدوراها في المسالخ وأسواق اللحوم والأماكن الخاصة باستقبال الماشية.
بحسب مدير عام مكتب الزراعة بتعز وصل إلى ميناء المخا مايقارب 150 ألف رأس من الأغنام وبحدوده 20 ألف رأس من الماشية وقال المهندس عبدالله الجندي: إن الكمية مفتوحة طوال السنة وخاضعة للعرض والطلب فضلاً عن زيادة الطلب في الأعياد.. وأشار إلى أن استيراد المواشي لا يقتصر على ميناء المخا فقط بل ثمة موانئ أخرى تستقبل ذلك كمينائي الحديدة والمكلا ومنها توزع إلى المحافظات .. وإن عملية الاستيراد للمواشي كما هي العادة من دول القرن الأفريقي أبرزها الصومال وجيبوتي فيما يحظر استيرادها من الدول الموبوءة بالأمراض الحيوانية.. لافتا إلى أن عملية الفحص تتم من خلال أخذ عينات وفحصها في المختبر المركزي بصنعاء إضافة إلى الفحص الظاهري في المحجر الصحي بالمخا، والذي تعكف وزارة الزراعة وبتمويل من البنك الدولي للعمل على إعادة تأهيله بقيمة 5 ملايين دولار خلال العام القادم.
الرقابة الصحية
عن دور الرقابة الصحية والتفتيش الدقيق على أسواق اللحوم يقول منصور الأبيض مدير صحة البيئة بمحافظة تعز: إن عمل صحة البيئة يقتصر على محلات بيع اللحوم وثلاجات حفظ اللحوم المجمدة مشيراً إلى أن هناك رقابة وتفتيشا دوريا للتأكد من مدى مطابقة الاشتراطات ببيع اللحوم وفضلاً عن وسائل النقل ومخازن التبريد وثلاجات حفظ اللحوم والتأكد من سلامتها وتقييم مدى الالتزام بالطرق الصحية خلال فترة تداولها في الأسواق، والكشف عن فترة صلاحيتها المعتمدة للحد من تغييرات عرضية طارئة في جودتها أو صفاتها والتدقيق في ذلك من خلال البيانات المدونة على عبواتها ومنع أي غش تجاري في ذلك .
وأضاف: وعندما نتلقى بلاغا من المستهلك أو حتى أي جهة بأي مخالفة تتعلق بذبح حيوانات مريضة أو تسويق لحوم فاسدة لحيوانات نافقة من قبل أصحاب الجزارة وعرضها للبيع يتم التحرك على إثر البلاغ إلى المكان المحدد للتأكد من صحة البلاغ وفي حال ثبت صحة ذلك، نقوم بضبط المخالفين، ومن ثم إحالتهم إلى النيابة.
مؤسسة المسالخ: نستقبل مالاطاقة لنا به
عبدالرؤوف العديني، مدير مؤسسة المسالخ بتعز أوضح أن عملية الذبح في المسالخ، لاتتم إلا بعد التأكد من صحة الحيوان وخلوه من أي مرض.
وقال: إن مؤسسة المسالخ لا تستطيع مواجهة المذبوح الكبير خلال العيد نظراً لإمكانياتها المحدودة؛ حيث تقدم خدمات ذبح الأضاحي للمواطنين والكشف عن سلامتها الصحية.. مشيراً إلى الدور الكبير الذي يقع على عاتق المسالخ خاصة في مواسم الأعياد حيث يتضاعف الجهد لمواجهة طلبات المواطنين والقصابين والجمعيات في ذبح الأضحية.
لافتاً إلى أن عدد المذبوح خلال فترة العيد يتفاوت ما بين 12001400 رأس من المواشي “أثوار وعجول وتيوس وكباش” .. وعد ذلك رقماً كبيراً بالنسبة لمؤسسة المسالخ مقابل إمكانياتها المحدودة؛ كونها تمتلك مسلخا فقط “مركزيا” نصف آلي إلى جانب السلاخين البالغ عددهم نحو 30 سلاخا والذين يعدون طاقة المؤسسة خلال الأيام العادية من السنة غير فترة العيد والتي عادة ما تتطلب الحاجة اللازمة لاستيعاب ذبائح المواطنين ليصل العدد من 150200 سلاخ يعملون في خمسة مسالخ لمواجهة الطلب.
وقال: إن الصعوبات التي تواجه مؤسسة المسالخ أنها لاتستطيع استيعاب خمس المذبوح المعروض للذباحة في يوم العيد. وإلى جانب ما تقوم به المؤسسة يتم متابعة ما يذبح من المواشي والماعز والتأكد من سلامة وصحة اللحوم وصلاحيتها للاستهلاك الآدمي وذلك بواسطة الكادر البيطري وذلك من خلال الكشف المبكر للذبيحة قبل وبعد عملية الذبح وفي حال تم الكشف عن أي لحوم غير صالحة للاستهلاك، يتم مصادرتها وإعدامها وإرسالها إلى حديقة الحيوان؛ لتقدم كوجبات للأسود في الحديقة.
الحجر الصحي
ويقول الدكتور درهم القدسي مسئول الحجر الصحي بميناء المخا:
عندما تأتينا الحيوانات عبر ميناء المخا نقوم بعمل اللازم لها وهو الفحص الظاهري، ونعمل لها عملية حجر داخل المحجر وأيضاً عملية حجر لمدة معينة قد تكون أسبوعا أو عشرة أيام وقد تطول إلى أربعين يوما، وهذه المدة تتم حتى بعد إجراء عملية الفحوصات، والكشف؛ حتى يتم التأكد من خلوها من الأمراض تماماً بعد أن نقوم بإرسال عينة للتأكد وإذا واجهتنا بعض الحالات المرضية أو حتى إذا كان شكلها هزيلا وضعيفا، فإننا نقوم بإعادتها إلى بلد المنشأ.
وأوضح القدسي أنه بلغ عدد الحيوانات من الأبقار من شهر أكتوبر مايقارب 22 ألف رأس وعدد الأغنام ألف رأس إضافة إلى 9200 رأس من الأبقار في شهر نوفمبر مشيراً إلى أنه يتم استيراد أكثرها من الصومال وجيبوتي.
مايجهله البعض عن الأضحية
يقول الشيخ الدكتور عقيل المقطري: إن من شروط الأضحية وأقسامها وشرعيتها أن تكون من بهيمة الأنعام وهي “الإبل والبقر والماعز والضأن” وأن يتوفر فيها السن المقررة شرعاً بأن تكون جذعة من الضأن أو ثنية من غيره لقوله صلى الله عليه وسلم: “لاتذبحوا إلا مسنة إلا أن تعسر عليكم فتذبحوا جذعة من الضأن” رواه مسلم.
ومقصود الحديث أن يكون سنها “الإبل ما أتم خمس سنوات والبقر ما أتم سنتين والماعز ما أتم سنة والضأن ما أتم ستة أشهر” وأن يكون رأساً من الماعز أو الضأن عن الرجل وأهل بيته أو السبع من البقر أو الإبل” كما أن من شروط الأضحية أن تكون سليمة من العيوب فلا يجوز التضحية بالعوراء البين مرضها ولا الهزيلة التي زال مخ عظمها لقول النبي صلى الله عليه وسلم حين سئل ماذا ينقى من الضحايا فأشار بيده وقال أربعاً: "العرجاء البين ضلعها والعوراء البين عورها والمريضة البين مرضها والعجفاء التي لاتنقى” رواه مالك في الموطأ من حديث البراء بن عازب وفي رواية في السنن عنه رضي الله عنه قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "أربع لاتجوز في الأضاحي.. وذكر نحوه، صححه الألباني في إرواء الغليل، كما لا تصح التضحية بالمرهون وألايتعلق بها حق الغير.. كما يجب أن تكون ملكاً للمضحي أو مأذوناً له فيها من قبل الشرع أو من قبل المالك فلا تصح التضحية بما لايملكه كالمغصوب والمسروق، أيضاً يجب أن تذبح الأضحية في الوقت المقرر شرعاً وهو من بعد صلاة العيد وينتهي قبل غروب شمس يوم الثالث عشر من ذي الحجة فمن ذبح قبل صلاة العيد فإنما هو لحم يقدمه لأهله وليعد مكانها أخرى ومن ذبح بعد غروب شمس يوم الثالث عشر، فإنما هو لحم يقدمه لأهله.
أفضل الأضحية
ماهو الأفضل في الأضحية الماعز أم الضأن أم البقر أم الإبل؟
الأفضل من الأضاحي جنساً: الإبل ثم البقر إن ضحى بها كاملة ثم الضأن ثم الماعز ثم سبع البدنة ثم سبع البقرة.
والأفضل منها صفة: الأسمن، الأكثر لحماً الأكمل خلقة، الأحسن منظراً وبهذا قال أبو حنيفة والشافعي لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الجمعة:“من راح في الساعة الأولى فكأنما قرب بدنة ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشاً أقرن ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة” رواه البخاري وأما كون النبي صلى الله عليه وسلم ضحى بكبشين أملحين أقرنين فليس دليلاً على أن الأفضل الكباش؛ لأنه قد يختار النبي صلى الله عليه وسلم ما فيه رفق للأمة؛ كونه يتأسى به.
ما مقدار الكمية المشروعة من الأضحية للأسرة الواحدة؟
رأس من الماعز أو الضأن “والماعز الغنم والضأن الكباش” أو سبع من الإبل أو البقر.
هل من الضروري أن يكون مقدار الأضحية سبعا في الماشية؟ وكيف يكون الحال في أضحية الإبل والأغنام؟
الماعز والضأن لايصلح فيه الاشتراك؛ لأنه لو حدث ذلك كان لحماً وليس أضحية وإنما الاشتراك بالسبع يكون بالإبل والبقر.
ماذا عن الأسر التي لم تسمح ظروفها المادية بشراء أضحية العيد؟ هل تجوز الأضحية بشراء كمية من اللحم المستورد الجاهز “اللحوم المثلجة” أو من عند الجزار؟
الأضحية ليست مزاجية، وإنما هي سنة مؤكدة فمن عجز عن شراء أضحية فليس عليه حرج، ولا يجوز أن يشتري لحما قد ذبح من قبل كاللحم المستورد مثلاً، أو المذبوح محلياً حتى لو كانت رأساً كاملاً؛ لكونها ذبحت قبل العيد، بل حتى لو ذبح الجزار ثوراً بعد صلاة العيد لأجل بيعه بالكيلو، لايجوز أن يشتري شخص سبعه على أنه أضحية؛ لأنه لم يذبح أضحية، وإنما للبيع بالكيلو فلو اشترى شخص من هذه اللحوم، فإنما هو لحم يقدمه لأهله.
كثير من الناس لاتطبق الهدي النبوي في تقسيم الأضحية وتوزيع جزء منها للفقراء والمحتاجين حدثنا ياشيخنا الفاضل في هذا الجانب عن أهمية التكافل الاجتماعي وروح التعاون البناء بين أبناء المجتمع المسلم؟
تقسم الأضحية على ثلاث “ثلث صدقة وثلث هدية وثلث للمضحي وأهل بيته” استحبه بعض أهل العلم أخذاً من قوله تعالى "فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير" وقوله تعالى "فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر كذلك سخرناها لكم لعلكم تشكرون".
ومعنى القانع السائل المتذلل ومعنى المعتر الذي يتعرض للعطية بدون سؤال وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:“كلوا وأطعموا وادخروا” رواه البخاري من حديث مسلمة بن الأكوع رضي الله عنه.
والإطعام يشمل الهدية للأغنياء والصدقة على الفقراء وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:“كلوا وادخروا وتصدقوا” رواه مسلم.
وهذا هو الأفضل لو كان المتصدق به أو المهدى أقل من ذلك، فلا حرج على المضحي وفي إرشاد الله عز وجل وتوجيهات النبي صلى الله عليه وسلم عن الأضحية إحياء لروح التكافل بين المسلمين فالغني يتصدق على الفقير ويدخل عليه وعلى أسرته السرور وليس من الإيمان أن يكون أبناء الموسرين في ذلك اليوم يأكلون ما لذ وطاب وأبناء الفقراء يتضورون جوعاً ويشمون روائح طبخ اللحم والمرق حتى إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرشد الصحابة للتصدق بقوله كما في حديث أبي ذر: “إذا طبخت لحماً فكثر مرقها وتصدق على جيرانك من مرقها” وفي العام الذي حج فيه رسول الله عليه الصلاة والسلام منع الناس من أجل أن جمعا من الفقراء وفدوا عليه فأمر الصحابة أن يوزعوا اللحوم ولايدخروها كل ذلك حتى يشبع الفقراء فينبغي إظهار روح التكافل بين المسلمين في يوم العيد وسيخلف الله على الأغنياء والموسرين خيراً.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.