كل منا يعلم جيداً النساء وقلبهن الرقيق وعواطفهن الجياشة، فلا يفكرن سوى بقلوبهن، أما العقل فله استعمالات أخرى خصوصاً لكيد النساء، حينها تجدها أذكى الذكيات، وأعلم العالمات، وافقه الفقيهات. ولكن للأسف شخص تافه مريض القلب والعقل يلعب بهن وبعواطفهن ويجرهن نحو الخطأ والرذيلة بدافع الحب. ليس الحب خطأ وليس حراماً وعيباً حينما يكون له ضوابطه الشرعية والأخلاقية وما لا ترضاه لأختك لا ترضاه لبنات الآخرين. إذا ما جاءكِ وقال لكِ أني احبكِ يا فلانة، فلا ضير إن تأكدتِ من حبه لكِ قبل أن تنجرفي بعواطفكِ وقلبكِ تجاهه، لا ضير إن سألتِ عنه وعن صدقهِ من كذبهِ وعن أمانتهِ من خيانتهِ. ولا ضير أيضاً إن جلستِ وتحدثتِ معه، كي تتفاهموا ولكن ليس في شقةٍ منعزلة يكون فيها الشيطان ثالثكما، بل في مكان عام لا يستطيع أن يمسكِ بشيء، وان كانت نيته شريفة وقصده عفيف فلن يتوانى عن حماية سمعتكِ وشرفك. اذا فالمسألة تحتاج الى تفكير عقلاني, اما العواطف فليس لها ها هنا مكان او متسع, لأن القرار الذي سيتخذ قرار مصيري, وليس لفترة محدودة وستنتهي إنما هي حياة سيتشارك فيها الزوج والزوجة, فيجب ان تكون بداية الحياة الزوجية مبنية على اسس عقلانية منطقية وليست مبينة على اسس عاطفية وشعورية. لا نستثني العواطف ونحرم الشعور, بل هي مهمة وواجبة ولا يمكن أن تتزوج فتاة من شخص قلبها لا يتقبله, فالقلب مهم والعوطف مهمة ولكن القرار الصائب يجب في النهاية ان يحكمه العقل والمنطق. وفق الله جميع فتيات المسلمين لما يحبه ويرضاه..