يستطيع كل فرد منا أن يصل إلى الحب بل ويمتلكه بالفعل فى مختلف علاقاته، ولكن الحب مثل أي شيء آخر لابد من تنميته ؛ حتى يصل إلى هذه المرتبة العليا فلا يمكن زراعة بذوره في أرض جدباء غير خصبة. والحب هو مشاعر تحقق التقارب والتجاذب والارتياح الداخلي بين البشر، أو تحقق الاستمتاع بالتواجد مع طرف آخر ؛ وهو الفعل الذي يتصرف فيه الإنسان عن عمد ولكن باستجابة رقيقة فيها تعاطف تجاه طرف أو أطراف آخرين. وهذه العاطفة الرقيقة متأصلة فى كافة الثقافات، لذا يوصف الحب بأنه أحد السمات التي تجعل من الفرد إنسان بشري، والحب أنواع فهناك حب النفس أو العقل، حب العمل، حب الجسد، حب الطبيعة، حب الطعام، حب المال، حب التعلم، حب القوة، الحب الشهواني، حب الحيوان وتربيته، وحب احترام الآخرين. فالحب مفهوم تجريدي يُفهم معناه من خلال التجربة وليس من التفسير الشفهي. وتسبق الحب وتمهد له مرحلة تسمى «الإعجاب»، الذي يتولد من خلال التعامل المستمر مع الآخرين ومع الأشياء أيضًا التي تحيط بنا، ثم تنمو تلك المشاعر نحو الشخص الذي نعجب به.. وليس من الخطأ أو الإثم في شيء أن ينغمس الإنسان في إعجاب أو حب قوي، ولكن الخطأ في أن يكون هناك انحرافٌ يشوبهما، وهذا الانحراف يوصف بالتحول من «الآخر» إلى «الذات» والذي يسمى ب «شهوة الامتلاك الأنانى أو الأنانية»، وعند وصول العلاقة إلى هذا المنحنى لابد أن يدق ناقوس الخطر بشأنها. وتختلف آليات التجاذب الرومانسي وتتميز عن آليات التجاذب الجنسي عند البشر، لكنهما يشتركان في العاطفة والانجذاب من طرف لآخر.. وليس كما يظن البعض أن القلب هو مركز الحب، فالقلب مجرد عضو يتأثر بالإشارات العصبية التي يرسلها له المخ، بالإضافة إلى الهرمونات التي توجد فيه فالمخ هو مركز الحب، ففي إحدى الدراسات التي قام بها الباحث البريطانى «بارتلز» على 17 رجلاً وامرأة فى حالة حب، وعرض عليهم صورتان مرة للحبيب والمرة الأخرى لصديق، ومن خلال الفحص للدماغ بالرنين المغناطيسي عند العرض لكل صورة، لوحظ أن هناك تدفقٌ دموي غزير غني بالأكسجين إلى المناطق المسؤولة عن المشاعر الإيجابية.. وتدفق بسيط عند النظر إلى صورة الصديق. ووجد العلماء أن الحالات الشعورية الرومانسية ترتبط بإفراز مادتي «الدوبامين» و«النوريبينفرين»، والتي تظهر آثارهما في التلذذ بتفاصيل هذه العلاقة الجديدة. وتحدث في جسم الانسان العديد من التغيرات الفسيولوجية (الكيميائية) نتيجة الإحساس بالحب وأهم هذه التغيرات: - طاقة متدفقة فى الجسم. - اتساع حدقتي العين. - ازدياد خفقان القلب. - احمرار الوجه والصدر. - زيادة إفراز العرق. - زيادة إفرازات الغدد الزيتية للشعر مما يجعله أكثر لمعانا. - رغبة في اتباع عادات غذائية صحية، والمحافظة على الوزن الملائم. - سهولة الاقتناع بالبعد عن العادات السيئة مثل التدخين.