نعم، أنا عبدالله عبدالكريم فارس، من محافظة إب الخضرآء، مديرية القفر العنيدة، بني سبأ التاريخية، منطقة شيعان الخلابة، قرية الضُّبِر العصية على النطق والتطويع. مولود بالعام البكر للجمهورية على بساط من الجود والعطآء لوالدين يحبون الله، والأرض، والضيوف الذين يأتون من دون موعد مسبق.
رأيت النور بدار الرُكبة المعروف على سفوح روابي فصول مصينعة ذو القيل، لأبٍ له من إسمه نصيب، كان كريماً ومؤمناً عزيزاً شامخاً، من صنائعه الشهامة والمودة والإيثار... ولافخر، أنحدر غير مختال من خير أمة، بالتحديد من حصن الضبيتين لوالدتي من آل الصوفي من مشائخ خولان الطيال. الحالة الإجتماعية متزوج على سنة الله ورسوله من آمال بنت فضل بن سعد شاجرة، شيخ مشائخ دمت والرياشية، ووُهبت، بسم الله تبارك الله، ستة قرة أعين، أرشدهم الإبن إسكندر وخمس بنات.
والآن، اسمحوا لي بعرض مشاعري بعفوية كما هي:
عربيٌ أنا، يمنيٌ حتى النخاع، أسكن صنعاء وتسكنني كل اليمن في حلي وترحالي... أعيش المستقبل، وأحب اللغة العربيّة والملامح العربيّة والقهوة العربيّة، ومفتونٌ أنا بتلك العنقآء صانعة أسرار بلاغتي الروحية، مسقط رأسي وعزته وملح كوكب الأرض - اليمن... تلك البلاد الأثيرة على نفسي والسابحة كبلورة إلهية في ألوان رصينة، متناغمة، مفعمة بالحيوية والشباب والجمال... لايغادرها عقلي فقط ينفصل عنها جسدي كلما شددت الرِّحال.
ومهما نمقت كلامي ولاريب، فلن أجد أجمل مما رسمه الخالق المبدع على آية لوحتها... بلدة طيبة، من رحمها تناسلت حضارات اُولي قوّة وبأس وشورى وحكمة، فمنحتها صحف السمآء شرف مرتبة أحسن القصص وأوقعها على النفس، ومجلدات البشر سطرت لسيرتها فرادة اسطورية متميزة على نحو غير مسبوق. مما يدل على رفعة ذلك الوطن، وسموّه، وعلوّه، وعظم شأنه.
- إنها بقعة طاهرة، تسري من مكان ما في عقلي وتنساب في عروقي كجدول دافق لاتعرف الأرض نبعاً أنبل منه.
قطعاً، لاقنوط عندي بحتميّة إنطلاق السعيدة نحو النهضة مجدداً، بل ليس عندي ادنى شك بأن اليمن ستنتصر على الجهل وتصنع المعجزة مرة اُخرى.
في حياتي لم أدخل حلقات السياسة أو أحزابها، ولم ادرج على قوائم الإنتخابات، ولا أسعى لأن اصبح من خطباء المنابر، ولا أبحث عن عطآء من أحد أو عمل عند أيٍ كان، مقابل التنصل عن حق الأمة الأصلي بالنهوض والذي لاتساويه كنوز الدنيا.
لم يُعرف عني منذ بلورة وعيي الغض، سوى حب الإبداع والإكتشاف بروح لاتصدأ، رغم الإنكسارات والهزائم والخطايا... حبٌ نضج على نار هادئة، سكبتها في شراييني تجارب العاشق للعلم والعمل، بنبض يعكس حرارة الشغف بالأداء والإنجاز والمغامرة حتى في أشد اللحظات صرامة، فأكسبَتها فضاءً مصبوغاً بشفق مشرق، دائم الوله بكشف الغطاء عن الجديد، وسؤالاً لايعدم الأمل في القادم ولايتوقف عن نبش المستقبل.
وعن شخصيتي، أقولها بمنتهى التواضع، أنني مواطن شامخ، صبور، غيور، ليس من شيمه الإستعلاء على أحد أو إدعاء قيماً أرفع من غيره. لكني ذو قناعات واضحة في الأفق والرؤية، ومن النوع الذي يصعب عليه السكوت على الضيم.
- لذا، اخاطب الحاجات دون إلباسها ثوباً غير ثوبها، وادعو الأشياء بأسمائها الأصلية كما لُقنت لآدم... إذا تحدثت ناقداً أستطيع أن أجرح، بل اُشكل مخرزاً حاداً يقلع عين الخبث في طرفة رمش، أمّا إذا أحببت جعلت الكلام ورود عشق معبق برائحة الشوق.