ما تمر به اليمن اليوم من أزمات ومشاكل متفاقمة على كل الاصعده , توجب على أبناءها العقلاء الذين لا تعدمهم في مثل هذه الحالات حالات وهم كثر.وينبغي على عقلاء اليمن أن يتداعوا سارعا من كل الأحزاب والقوى الوطنية, ليضعوا حدا لجولات الاتهامات والتصعيد المتبادل بين السلطة وحزبها المؤتمر الشعبي العام وأحزاب المعارضة المنضوية تحت تكتل اللقاء المشترك ,كون استمرار مثل هذا التصعيد سيدفع بالأوضاع إلى ما لا يحمد عقباها. ما تعيشه بلادنا هذه الأيام تحتاج من الجميع تحكيم صوت العقل وإظهار الحكمة اليمانية التي أن يحب أن تدفع بأصحابها ليغادروا السلبية, ويتقدموا الصفوف ويتصدروا مواقع الفعل , متجاوزين أمكان القول التي ما عادت تسمن ولا تغني من جوع في هكذا ظروف بالغة التعقيد. كما تقتضي الضرورة أيضا إعمال العقل وتحكيمه من قبل كافة القوى السياسية للعمل لإزاحة تيار الفتنة ولوبي الفساد المتصدرين الصفوف الأمامية حاليا في المؤتمر الشعبي العام كما تصفهم أحزاب المشترك, في مقابل ذلك ينبغي على قيادات المشترك إغفال العناصر المأزومة والموتورة التي يحلو لوسائل الإعلام المؤتمرية أن تصفهم .
وبعيدا عن أولئك وهؤلاء, يستلزم تحقيق وحماية المصالح الوطنية العليا التوصل إلى توافق حول الكثير من الأمور والقضايا الخلافية بين المؤتمر والمشترك , ينبثق عن ذلك التوافق في الرؤى وضع معالجات وحلول حقيقية ناجعة توجد قدرا من الأمن والاستقرار والتنمية الذي تحتاجه البلاد في الوقت الحاضر , وما عدا ذلك فأضغاث أحلام لا يمكن تحققها فضلا عن الاستفادة منها , سواء السير المنفرد لأجراء الانتخابات كاستحقاق دستوري بحسب رأي المؤتمر وحلفاؤه, أو تحريك الشارع لمنع تلك الخطوات الانفرادية الغير شرعية بحسب اعتقاد المشترك شركاؤه.
غير أن مصلحة اليمن واليمنيين تفرض على الجميع إتاحة المساحات الكافية لحرية التحركات للعقلاء والمصلحين داخل أروقة السلطة والمعارضة كون مثل تلك التحركات لأصحاب الضمائر الحية باتت تمليها ضرورات وطنية وشرعية تلم شمل اليمنيين إلى كلمة سواء بعيدا عن المشاريع الصغيرة والمصالح الضيقة الأنانية . إن اليمنيين اليوم في أمس الحاجة إلى جمع الكلمة ورص الصفوف القائم على توافق وشراكه وطنية حقيقية في السلطة والثروة لمواجهة ما يحدق باليمن من أزمات ومخاطر تهدد حاضرهم ومستقبلهم أرضا وشعبا.نسال الله اللطف باليمن وأهله, كما نرجو توفيقه للعقلاء من أبناء هذا الوطن.