تدر أدخنة حرق الإطارات في مزارع القات بمدينة رداع على المواطنين سرطانات وأوبئة، واللجنة البرلمانية من لجنة البيئة المكلفة بالنزول إلى هناك تعثرت في مكتب أمين عام مجلس النواب. وأفاد الدكتور صالح باعشر، رئيس اللجنة المكلفة، في تصريح خاص ل"المصدر أونلاين" إن الأمين العام تعمد عرقلة هذه المهمة الإنسانية والعاجلة". وأضاف باعشر مستنكرا بشده تدخلات عبدالله صوفان، وتجاوزاته لحدود وصلاحيات عمله كموظف فقط :"ليس من حق الأمين العام أن يمتنع أو يعترض قرارا اتخذته قاعة بالبرلمان وصدر بموجبه أمرا من هيئة الرئاسة ، عندما يختصر اللجنة من 5 أشخاص إلى 2 ، وبالتالي يعترض على أعضاء اللجنة لأي سبب من الأسباب ".
باعشر ، وهو مقرر لجنة البيئة ، والمتخصص الوحيد داخل مجلس النواب في شئون المناخ والتلوث البيئي، باعتباره أستاذا جامعيا، كان يوم أمس غاضبا جدا ومستاء لحال البرلمان ولتصرفات أمينه العام "ما هذا ؟! هو ليس إلا موظف يجب أن يلتزم حدود عمله وان ينفذ الأوامر والتوجيهات وان لا يتدخل في شئون غيره ".
وقال إن صوفان رد على أمر نائب رئيس المجلس بخصوص النزول إلى رداع وأيضا إلى محافظة إب بشأن شكوى تقدم بها مواطنون في " ميتم" ضد إحدى الكسارات العملاقة التي تهدد أرواح وحياة الآلاف من المواطنين هناك بأن هذه اللجنة سبق وأن نزلت المهرة.
يقول باعشر :" أسندت هذه المهمة أيضا إلى اللجنة نفسها باعتبار أن الموضوع واحد لكن صوفان تدخل واعترض كاتبا على الورقة من هؤلاء الأشخاص مشغولين في المهرة .. ما هذا الكلام !! ومن الذي منح الأمين العام هذه الصلاحيات التي هي ممنوحة فقط لرئيس المجلس ولأعضاء هيئة الرئاسة".
ويضيف باعشر :" ... ولا تزال مهمة اللجنة متعثرة ‘ وحيث وبدل السفر لا يزال تحت رحمة صوفان ، وهو مبلغ سخيف ولا يكفي لغرض التحقيق في قضية كهذه علمية ومعقده وإنسانية بحتة ".
وطالب الدكتور صالح باعشر إعادة الاعتبار لأعضاء اللجنة جراء تصرفات صوفان غير اللائحية ، قائلا : "إنني أحس مناطقية من تعاملاته، ولو كان في اللجنة أعضاء من محافظات أخرى لكان الأمر مختلف، ونحن نعرف ذلك تماما".
وحذر النائب باعشر، وهو عضو البرلمان عن الحزب الحاكم ، وينتمي الى محافظة حضرموت، حذر من النتائج الكارثية لهذه الظاهرة البيئية الخطيرة التي يمارسها المزارعون في رداع، والمتمثلة في حرق الإطارات بذريعة تدفئة القات. وقال إن ذلك خطير جداً على الإنسان والحيوان باعتبار هذه الإطارات تحتوي على سموم خطيرة من نوع ddt المحرمة دوليا ".
وأضاف "هذا الدخان الذي ينبعث من هذه الإطارات المحروقة يلتصق بالقات ويتعمق داخله وبالتالي لا يزول مهما غسلته وكررت غسله أبدا ".
وكان مواطنون من مدينة رداع تقدموا بشكوى الى البرلمان عبر لجنة البيئة التي يرأسها وزير الزراعة السابق حسن سويد، والذي اسند إلى باعشر مهمة ترأس اللجنة الخاصة، تقديرا لمكانته العلمية وتخصصه الدقيق في هذه المواضيع البيئية البحتة، غير أن مهمة باعشر وسويد لا تزال صعبه!!