الذكي من استفاد من تجارب غيره والأقل ذكاء من لم يستفد سوى من تجاربه والغبي من لا يستفيد لا من تجاربه ولا من تجارب غيره.. أحاطت فرقة حسب الله الانتهازية بالرئيس حسني مبارك ومن ورائه وباسمه فسدت وأفسدت دون وازع من ضمير ديني أو أخلاقي وكجهنم لم تكتف بذلك خلال ثلاثين عاماً من عمر شعب مصر وإنما أرادت المزيد من احتكار السلطة والثروة والتحكم في مستقبل مصر إلى ما شاء الله. وبكل أساليب البلطجة والتحايل عملت على إقصاء الآخرين وتحت شعار مبارك وجمال سر الله في أرضه. وسار حزب "قلاقلا" إلى انتخابات مزورة لا مكان فيها لغيرهم سوى لقلة لا تحر الماء ولا تبرده سمحوا بدخولها ذراً للرماد في العيون. لقد أرادوا التحكم في المستقبل وباسم الديمقراطية وحتى لا يترشح لرئاسة الجمهورية إلا من يريدون ولا يتم تعديل الدستور إلا بما يخدم أهدافهم ليسقطوا كل القيود وليدمروا كل العدادات وكأن مصر مزرعة آبائهم والشعب المصري خلق سخرية لهم. وتصوروا وبئس ما تصوروا أنهم سوف يكسبون الشرعية من خلال انتخابات مزورة وما على المعارضين سوى أن يموتوا كمداً. سارت الانتخابات في موكب البلاطجة وكان مجلس الشعب كما أرادوا ودبروا وتصوروا أن أمرهم قد استقام ولعبتهم قد نجحت وما هي إلا أيام وإذا بشباب مصر يزلزل الأرض من تحت أقدامهم وبصوته العالي يقول لهم كفى كفى ارحلوا ارحلوا فلا مكان للفاسدين والمفسدين وفراعنة القرن الواحد والعشرين. وبدلاً من أن تترك فرقة حسب الله للرئيس حسني حسن الخاتمة والسير في طريق السلامة والقبول بحكم الناس عن طريق صناديق اقتراع حر ونظيف، وضعوه في موقف لا يحسد عليه وبدأ يقدم ما لم يكن في حسبانه كنائب للرئيس وهو الذي رفضه طوال ثلاثين عام وأقال الحكومة إرضاء للقابعين في ميدان التحرير والتفت يميناً وشمالاً ولم يجد أحداً لا أحمد عزت ولا فرقة حسب الله كل منهم يبحث عن السلامة لنفسه ويحملون الرئيس مبارك المسؤولية.. ورغم ما قدمه الرئيس شعب مصر غير راض فقد تأخر الوقت ولم يعد لشباب مصر سوى رحيل النظام بكل أثقاله. ولو كان الرئيس ورفاقه قبلوا بانتخابات حرة ونزيهة لكان العالم كله معهم لأن شرعية النظام حينها تكون شرعية حقيقية وليست مزيفة جعلت أمريكا وأوروبا تتبرأ منه وتقول إنها قد طالبت بالإصلاح ولم يقبل أحد نصيحتها. فرقة حسب الله في المؤتمر الشعبي وحلفائه تجر الرئيس علي عبدالله صالح إلى الأزمة نفسها والموقف نفسه. وبدلاً من أن يكون عدم دخول المشترك الانتخابات انتحار سياسي يصبح دخول المؤتمر وحلفائه انتخابات منفردة هو الانتحار السياسي ومصر نموذجاً. هل بقي أمل أن تفهم النخبة الحاكمة الموقف وتتعض وتقدم وفي الوقت المناسب ما يجب أن يقدم لبناء دولة يمنية حديثة حرة ديمقراطية أم نقول علينا العوض وتلك إرادة الله مصداقاً لقوله: "فإن تولوا فاعلم أنما يريد الله أن يصبهم ببعض ذنوبهم" اللهم إنا لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه.