عندما هطل المطر بشكل مباغت دون إخبار فصل أو إخبار غيمة مبكرة.. فكرت فورا بالمعتصمين خصوصا بساحة التغيير، فموقعهم لطالما غرق بالمياه والأوساخ.. وطوال السنوات الطلاب يعانون في طريقهم للجامعة حيث للرجال بإمكانهم القفز والتعلق على أسوار الجامعة أما الفتيات الغوص ثم الغوص !! فنحن لطالما نعاني من شبكة تصريف مياه سيئة .. عدا - مشروع السايلة الناقص - بارك الله به وكثر من أمثاله ! أقصد المشروع هاه ! المياه تتجمع بحوض أشبه بوحل كبير مليء بالمرض .. كبطاقات موت مؤجلة ! لدينا أسباب كثيرة لرفض النظام والمطالبة بإسقاطه .. وعلينا أن لا نكرر مأساة هذا النظام مرة أخرى .. فالأعين نحو السُلطة كثيرة .. وهي مريضة بالطمع وهلع الكرسي و غزو البيوت الآمنة ..! فالمؤمن لا يلدغ من جحره مرتين ، صحيح لدغنا سابقا بعدد مرات الفترات الرئاسية المرغمين عليها، ولكن الآن أصبحنا مؤمنين بنا وبضرورة التغيير ، ولا وقت للكفر الآن ! المؤيدين للنظام/ أو المتظاهرين بذلك يتذرعون بأنهم دعاة للأمن وعدم الفوضى والفتن .. وكأننا لسنا بفتنة وهو يشعلها من أكبر كرسي حتى أصغر كرسي في الحكومة وخارج نطاق الحكومة أيضا ! هؤلاء المزيفون، - كعلب الكريمات- حين تباع من الباعة ويكذبون بأنه أصلي لأجل المعيشة والتجارة حتى تكتشفه البشرة ! لقد حرقت بشرتنا كثيرا ، بأمثال هؤلاء - المطبلين للنظام - والنظام نفسه، وآن أوان أن نعيش حياة أصلية جديرة بهذه الصحوة التي لن تكرر ! ميدان التحرير لا يستحق هؤلاء حتى لا يغير اسمه إلى ميدان التطبيل ! والخارجية لازالت تفكر بكروش الإمدادات - ما طول عمرنا- ونحن نعيش على الإمدادات التي لا تصل ! ينقطع أنبوب الإمداد عند كل نقطة – تكريش- !!! ليست المشكلة مشكلة "فلوس" بل نفوس وحان أوان إقالتها! وأن لا نأتي بنفوس مريضة جشعة تعيث الفساد وتطمع بملأ بطونها أولا ! هذه الفترة فترة سقوط نظام وتنقية اليمن من المدعيين بحب الوطن وهم يحبون السُلطة ! أثناء كتابتي لهذا المقال .. قرأت خبر مداهمة الأمن لساحة التغيير .. وسقوط الجرحى . لا زال الرئيس يتفوه بكلام لا زال لسانه يتحرك ليصم البسطاء ويده تلطم من يخالفه ! لم يعد هذا غريبا على النظام بأن يتفوه بما لا يفعل .. وأن ينسج الأماني الكاذبة والأمان المزيف .. الغريب أن- المطبلين- لا زالوا يفكروا بأن الرزق بيد علي - استغفر الله العظيم - وبأن سياستهم هي الآمنة ! وهذه السياسة تسرب غازا تخنق كل مواطن فكر بالتنفس ! كيف لهم أن يُأمّنوا وسادتهم لفراش ، ينبت دبابيسا لأخوتهم ! ومازال النظام يصدح بأبواق الغباء الأقلية والأكثرية .. كأن يقولوا الأقلية الآن ترغب سحب شرعية النظام ! الأجمل بأن المذيع ألجم صاحبهم قائلا موضوع الأقلية والأكثرية تحتاج لتدقيق أكثر ! وإن كانت تدل هذه المداهمة على طغيانه واستبداده فهي تدل أيضا على تزعزع النظام وتخبطه .. ورعبه من الهاوية ! اللهم احفظ ثوار التغيير ،واشفي الجرحى ، واجعل كل قطرة دم سقطت ريحانة حرية وتغيير !