دقت ساعة الرحيل.. لا تنتظر أمطار السماء ولن تجدي المبادرات ولا فتح الصفحات الجديدة فبعد 33 عاما تريد صفحة بيضاء جديدة "قشط او لنج" والله يعلم كم ستكون من الدهر، وصولك إلى الكرسي كان فقط فرصة لانتقام ممن قتل الغشمي وكنت تريد أسبوعا واحدا، لكن هذا الاسبوع اللعين تحول إلى 1584 اسبوعا. كان الله في عونك ..جلست على رؤوس الثعابين طيلة السنوات مفتخرا بذلك ونسيت أن الافاعي لا أمان لها وان "خاتمة المحنوشة للحنش" فهاهي عصا موسى تتحول الى ثعبان كبير يتلوى حول عرشك ليبتلعك بعد ان سقطت كل رهانات السحرة. لا احد يريد الانتظار إلى 2013 ولا سنة ولا نصف يوم، الطريق مازال مفتوحا ومطالب الشعب لم ترتفع الى ما هو اكبر من الرحيل. النقاط الخمس والثمان والسبع ليست حلول وانما "بندول" مهدئ للصداع يحب البعض استعماله لكنه ليس مطلوبا من الشباب ولن يوافقوا عليه، حتى أن رفع الأخ مجور نتائج حواره مع نفسه في غرفته المغلقة وقال إن هناك قبول وان مطالب من تحاور معهم تتلخص في ضرورة بقاءك كقائد ملهم فاعلم أنها الواقعة وان كل من حولك يحاول أن يبتزك قدر المستطاع. أما إذا ركنت إلى اتفاقك مع المشترك في لحظة سيتركونك تواجه قدرك لوحدك، لذا فرحيلك هو الاسلم للجميع. استمع للشباب الحر واترك أصوات المستأجرين في ميدان التحرير فالركون إلى النائحة المستأجرة ليس الا كذب على الذات وقلة حيلة. اذا لم تصدق كلامي تستطيع ان تستشير الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير خارجية الامارات فهو وحده من انتظره أنا شخصيا أن يزورك، فقد تعودنا أن يكون آخر الزوار الذين يأتون في اللحظة الحاسمة فقد زار الراحل صدام حسين ونصحه بالرحيل وزار مبارك ونصحه ، ونحن من هنا نطالبه بزيارة عاجلة لك بحق كل شيء جميل احببناه في الامارات وفي الشيخ زايد حكيم العرب وبصلة الرحم والقرابة ليقدم لك النصيحة الاخيرة. لا تنتظر النصيحة التي يقدمها لك مجانا "عبده مرحبا" رئيس مجلس الشورى فهو لا ينطق عن الهوى الا بما توحونه اليه، هو لا يتكلم ولا يحب ان يقل شيئا، انما ساكت ولا كلمة وصابر ولا رحمة، لقد عاصر وشاهد الكثير.. فقد قتُل الرئيس الحمدي أمامه وظل ساكتا، وسترحل أنت أمامه لن يقل لك حتى كلمة وداع، ليته يفتح فمه ويقل لك كما قالت "زمبقة لشوتر" الذي اعتلى جذع نخلة فخاطبته بحرقة:"اشتفلت يا قلبي اشتفلت". كان "العشم" في سلطان البركاني أن يقول لك كلمتين من باب "حك لي شاحك لك" لكنه هو الآخر ساكت خاصة بعد "قلع العداد" اشهر مصطلحا أنتجه في حياته، اقل شيء وكواجب أخلاقي عليه ان يصنع لك عداد من خلاله تتعرف على الخطابات التي تلقيها فلا تعيد على مسامعنا خطابا قلته من قبل ولا أن تتناقض وتتراجع عما قلت، ولو فعلها أبو السلاطين لكانت الحسنة الوحيدة في تاريخه السياسي الذي ارتبط بتاريخك المتشظي. العصيان المدني هو الحل الأمثل لتضييق الخناق على حاكم ما عاد قادرا على التنفس وضاقت به الدنيا يريد الرحيل، لكن الزبانية مازالوا له بالمرصاد يحاصرونه حتى يضل ينفق عليهم كل ما قد كسبه. الهدف من هذا العصيان الذي يجب أن يبدأ الآن أن نصنع لوحة سلام بصدورنا العارية متحدين كل الضغوط التي قد يستخدمها من يوالي الرئيس، أيضا العصيان المدني جزء من الثورة وكوسيلة من وسائلها نستخدمها لان الحاكم القابع في دار الرئاسة مازال لم يفهم ولم تصله الرسالة واضحة: ارحل ارحل فالشعب يريد إسقاطك الآن. "شوف" يا فندم لا تفكر للحظة ان الجيش اليمني بمقدوره طاعتك في ما لا يرضاه الله فهم أبناء هذا الشعب ولن يفعلوا إلا ما يمليه عليهم الواجب، وأظنهم قد عقلوا بعد سنوات من الخبرة رافقك بعضهم من بداياتك العسكرية، وفي نهاية المطاف تريدهم ان يتمموا "للصنو احمد". لقد انتهكت كل القوانين العسكرية التي تأتي بالقادة من الميدان العسكري وليس من البيت، قد جاملوك لسنوات وهاهم اليوم ينتظرون رحيلك كما ينتظره الآخرون، لقد ضاقت بهم السبل فاقل المرتبات والحظوظ لهم ، لم تصنع لهم معروفا ابدا, قتلتهم في كل الميادين.. إنهم يتهامسون الآن ويسمونك "مصنع الأرامل"، حروب الاستنزاف التي خضتها ضدهم للحفاظ على الكرسي لا على الثورة والجمهورية والوحدة كما تحب ان تنسب لنفسك، قتلتهم وقتلت فيهم ان يصدقوك كرئيس او ان يحترموك كقائد وهم ينظرون اليك بشيء من الشفقة وانت تستعديهم على الشباب في الميادين. أنا متأكد أنهم لن يصدقوك أبدا من كثرة "المقالب التي أكلوها" منك على شكل نيران صديقة ودعما للقيادات وهضما للأفراد. كلما قرأنا خبرا عن اتصالك بأمير قطر قلنا الحزيرة انطفأت وتركتنا وحدنا نخوض ثورتنا السلمية دون أن يصل صوتنا للعالم، الأمير خجل من الجزيرة ومن كثر طلباته بعد اتصالاتك للتخفيف عن الميت فهو يعلم ان الضرب في الميت حرام، لكن أملنا كبير في الشيخة موزة في أن تغير رقم تلفون الأمير حتى لا يضطر لسماع صوتك المبحوح :"الحقوني الجزيرة طيرت الكرسي"، أيضا الشيخ القرضاوي لم نسمع رأيه مع أن فتواه مفتوحة للثورة العربية الممتدة من المحيط إلى الخليج، لكن فتاوى فقهاء الحمامات بدأت تصل لتقول ان الثورة حرام وان شعر ابو القاسم الشابي حرام وان حب الحرية حرام وعلى الشعوب ان يضلوا راكعين حتى مطلع الفجر وقيام الساعة فهذا من الصبر ويطالعنا الشيخ "زعبور" الذي يقتل ألف ويأسر ألف ولا "احمد شوربان" في زمانه ليسفه ثورتنا حفاظا على بقاء الفتنة المتمثلة بحاكم مله شعبه ويسأله الرحيل. على الشيخ "زمبور مدري عرعور" ان يضم صوته للشيخة غادة عبد الرزاق والشيخة سماح أنور وهيئة كبار العلماء ليقطعوا عن الثورة حبل الوتين، فالشعب يريد إسقاط النظام ولا ينتظر ولا فتوى منك، ولا يسألكم قراءة الفاتحة على شهداء الثورة، فهي بدعة وهو لا يحبكم ان تبتدعوا,, معاذ الله. عليكم بأنفسكم وألسنتكم, أصلحوها قبل ان تجدوا الشعوب قد داست على ما صنعتموه من قداسة لأنفسكم ،ويكفينا ما يقوله علمائنا في الداخل الذين أتوا إلينا في الساحات مجتهدين ليوصلوا لنا صوت الله وان هذا هو الجهاد الأكبر. نعلنها جميعا من ميدان وخليج الحرية وساحات التغير والشهداء بان الشعب يريد إسقاط النظام، لكن البعض يريد تشتيت الجموع ,، نقول للشباب والفتيات وللجميع احذروا المشككين واصبروا على بعضكم فانتم تصنعون ثورتكم الأولى وملحمة حبكم الأول في كل الميادين، أيضا نقول سووا صفوفكم في ساحات الثورة لا داعي للتضامن مع الكاتب فلان او الشاعر علان لان قصيدته لم تذع ، أو إن هناك من يريد ان يسيطر على المنصة .. كله كلام مردود, خرجنا من بيوتنا نطالب بالتغيير لم نخرج للمنصة ولا للقصائد ما علينا هو لمّ الصف ودعوة من لم يأت ولم يحالفه الحظ بان يشاركنا أن يأتي ويشارك, كما إننا لسنا مع من يقول بان نفتح الباب لقوائم العار لكل من وقف ضد إرادة الشباب فهذا ليس من أهداف ثورتنا ولن نسمح لأحد بتعكير صفوفنا ولن نسمح لانقسام اليمن ثانية إلى جمهوريين وملكيين، من يرفضنا اليوم سيأتي غدا يقف معنا والمسالة مسالة وقت لا غير وما على الحاكم إلا الرحيل.