سيئون.. وقفة احتجاجية تطالب المجتمع الدولي بتنفيذ القرار الأممي الخاص بقحطان    رسميًا.. محمد صلاح يعلن موقفه النهائي من الرحيل عن ليفربول    في اليوم 227 لحرب الإبادة على غزة.. 35562 شهيدا و 79652 جريحا واستهداف ممنهج للمدارس ومراكز الإيواء    "وثيقة" تكشف عن استخدام مركز الاورام جهاز المعجل الخطي فى المعالجة الإشعاعية بشكل مخالف وتحذر من تاثير ذلك على المرضى    مجلس النواب يجمد مناقشة تقرير المبيدات بعد كلمة المشاط ولقائه بقيادة وزارة الزراعة ولجنة المبيدات    ثلاث مرات في 24 ساعة: كابلات ضوئية تقطع الإنترنت في حضرموت وشبوة!    غاتوزو يقترب من تدريب التعاون السعودي    ترتيبات حوثية بصنعاء بعد إعلان مصرع الرئيس الإيراني وتعميم من "الجهات العليا"    أول تعليق أمريكي بشأن علاقة واشنطن بإسقاط مروحية الرئيس الإيراني    إعلان هام من سفارة الجمهورية في العاصمة السعودية الرياض    مجلس التعاون الخليجي يؤكد موقفه الداعم لجهود السلام في اليمن وفقاً للمرجعيات الثلاث مميز    لابورتا وتشافي سيجتمعان بعد نهاية مباراة اشبيلية في الليغا    رسميا.. كاف يحيل فوضى الكونفيدرالية للتحقيق    منظمة التعاون الإسلامي تعرب عن قلقها إزاء العنف ضد الأقلية المسلمة (الروهينغا) في ميانمار    الصين تبقي على اسعار الفائدة الرئيسي للقروض دون تغيير    منتخب الشباب يقيم معسكره الداخلي استعدادا لبطولة غرب آسيا    اتحاد الطلبة اليمنيين في ماليزيا يحتفل بالعيد ال 34 للوحدة اليمنية    وفاة محتجز في سجون الحوثيين بعد سبع سنوات من اعتقاله مميز    قيادات سياسية وحزبية وسفراء تُعزي رئيس الكتلة البرلمانية للإصلاح في وفاة والده    اشتراكي الضالع ينعي الرفيق المناضل رشاد ابو اصبع    إيران تعلن رسميا وفاة الرئيس ومرافقيه في حادث تحطم المروحية    مع اقتراب الموعد.. البنك المركزي يحسم موقفه النهائي من قرار نقل البنوك إلى عدن.. ويوجه رسالة لإدارات البنوك    مأساة في حجة.. وفاة طفلين شقيقين غرقًا في خزان مياه    بن مبارك بعد مئة يوم... فشل أم إفشال!!    الجوانب الانسانية المتفاقمة تتطلّب قرارات استثنائية    لماذا صراخ دكان آل عفاش من التقارب الجنوبي العربي التهامي    وفاة طفلة نتيجة خطأ طبي خلال عملية استئصال اللوزتين    شاب يبدع في تقديم شاهي البخاري الحضرمي في سيئون    عبد الله البردوني.. الضرير الذي أبصر بعيونه اليمن    تغير مفاجئ في أسعار صرف الريال اليمني مقابل العملات الأجنبية    أرتيتا.. بطل غير متوج في ملاعب البريميرليج    الريال يخسر نجمه في نهائي الأبطال    هجوم حوثي مباغت ومقتل عدد من ''قوات درع الوطن'' عقب وصول تعزيزات ضخمة جنوبي اليمن    مدارس حضرموت تُقفل أبوابها: إضراب المعلمين يُحوّل العام الدراسي إلى سراب والتربية تفرض الاختبارات    كنوز اليمن تحت رحمة اللصوص: الحوثيون ينهبون مقبرة أثرية في ذمار    قادم من سلطنة عمان.. تطور خطير وصيد نوعي في قبضة الشرعية وإعلان رسمي بشأنه    الدوري الفرنسي : PSG يتخطى ميتز    غموض يحيط بمصير الرئيس الايراني ومسؤولين اخرين بعد فقدان مروحية كانوا يستقلونها    ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي على غزة إلى 35,456 شهيداً و 79,476 مصابا    الجامعة العربية: أمن الطاقة يعد قضية جوهرية لتأثيرها المباشر على النمو الاقتصادي    إلى متى نتحمل فساد وجرائم اشقائنا اليمنيين في عدن    وزير المياه والبيئة يبحث مع المدير القطري ل (اليونبس) جهود التنسيق والتعاون المشترك مميز    رئيس هيئة النقل البري يتفقد العمل في فرع الهيئة بمحافظة تعز مميز    رئيس الهيئة العليا للإصلاح يعزي الهجري في وفاة والده    تقرير: نزوح قرابة 7 آلاف شخص منذ مطلع العام الجاري    اليونسكو تزور مدينة تريم ومؤسسة الرناد تستضيفهم في جولة تاريخية وثقافية مثمرة    دعاء يريح الأعصاب.. ردده يطمئن بالك ويُشرح صدرك    بعضها تزرع في اليمن...الكشف عن 5 أعشاب تنشط الدورة الدموية وتمنع تجلط الدم    توقيع اتفاقية بشأن تفويج الحجاج اليمنيين إلى السعودية عبر مطار صنعاء ومحافظات أخرى    فنانة خليجية ثريّة تدفع 8 ملايين دولار مقابل التقاط صورة مع بطل مسلسل ''المؤسس عثمان''    اكتشف قوة الذكر: سلاحك السري لتحقيق النجاح والسعادة    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



استراتيجية الرئيس صالح النفسية في مواجهة الثورة
نشر في المصدر يوم 22 - 03 - 2011


د. محمد المقرمي- استشاري الطب النفسي
ربما تردد سؤال هام في أذهان الكثير من المتابعين للأحداث الأخيرة في العالم العربي وهو لماذا لم يستفد مبارك مما حدث لبن علي فيرحل طواعية وبطريقة كريمة وفي الوقت المناسب؟ ولماذا أيضا لم يستفد القذافي لما حدث لبن علي ومبارك؟ ولماذا لم ولن يستفد الرئيس العربي الرابع والخامس مما حدث لبن علي ومبارك والقذافي؟ لماذا فشل الرؤساء السابقون في وضع تقييم صحيح للموقف وبالتالي اتخاذ القرار المناسب رغم أن المقدمات كانت تبدو واضحة للجميع والنتائج أيضا واضحة للجميع بمن فيهم الرئيس نفسه!؟

ومع وجاهة هذا السؤال وأهميته خاصة في ظروفنا الحالية إلا أنه لا يعتقد أن هناك أحدا «بمن فيهم الرؤساء المعنيون أنفسهم» يدعي القدرة على تقديم إجابة شافية كافية على هذا السؤال الذي يبدو بالغ التعقيد ولذلك من المهم دعوة الجميع للمشاركة في الإجابة عليه وبالذات المختصين في مجالات علم النفس الفردي والاجتماعي والسياسي والجنائي والإداري لعلنا نكتشف العلة فيتمكن بقية الرؤساء من التصرف الصحيح وفي الوقت المناسب فيدخلوا مع شعوبهم التاريخ من أوسع أبوابه.
يقول علماء النفس إن قدرة الإنسان (الرئيس) على تقييم خطورة المشكلة أو الأزمة (الثورة) والقدرة على التعامل معها يعتمد على ثلاثة عوامل أساسية وهي: طبيعة الشخصية والدعم الخارجي وطبيعة المشكلة أو الأزمة (الثورة).
وسيتم التركيز في هذا المقال على العامل الأول وهو طبيعة الحاكم المستبد وجوانب الضعف والقوة في شخصيته باعتبار أن القراءة الصحيحة لشخصية الخصم هو المدخل المناسب للتعامل معه وبهذا التقييم يمكنه اختيار أنجع الوسائل لحل مشكلته مع خصمه أو عدوه.
ربما تعود قصة الرئيس المستبد إلى سنين طويلة قبل توليه لمنصب رئاسة الدولة حينما تبدأ شخصيته في التشكل خلال المراحل الأولى من طفولته بل ربما تمتد إلى ما قبل ذلك قبل ولادته وهو لا يزال جنينا في بطن أمه يحمل الصفات الوراثية من أبويه. وقد يتعرض الطفل (الرئيس) إلى حرمان نفسي أو مادي شديد نتيجة لظروف أسرية واجتماعية واقتصادية قاسية خلال المراحل الأولى من طفولته. وقد لا تسبب هذه الظروف إلى حرمان فقط ولكن إلى إساءات أو انتهاكات لحقوقه النفسية والاجتماعية. ومن هذه الظروف الصعبة التي يمكن أن يكون قد تعرض لها الرئيس أثناء طفولته غياب أحد الوالدين أو كليهما ماديا بالموت أو المرض أو الهجرة أو غيابه معنويا نتيجة الإهمال أو الجهل أو الانشغال، ومن هذه الظروف أن ينشأ الطفل في وجود مشكلات عائلية كالخلافات المستمرة أو الشديدة بين أفراد الأسرة أو قد يتعرض مباشرة لسوء معاملة جسدية أو نفسية.
كل ذلك إضافة إلى تعرضه لمشكلات الجوع والمرض والجهل والفقر وعدم توفر الفرصة المناسبة للتعليم وضعف المستوى الاجتماعي أو القبلي. هذه الظروف غير الطبيعية التي لا تؤدي فقط إلى حرمانه من حقوقه الجسدية والنفسية والاجتماعية والتعليمية بل وإلى الانتهاك والإساءة إلى ما توفر لديه منها. وتكمن المشكلة عندما تتجمع وتتضافر هذه العوامل السلبية الوراثية والاجتماعية والاقتصادية في المراحل الأولى لتشكل شخصية الطفل فتؤثر على نفسيته تأثيراً عميقا مما يؤدي إلى حدوث تشوهات كبيرة في نموه النفسي والاجتماعي والأخلاقي والروحي. وبسبب شدة هذه الظروف البيئية المحيطة تتكون لديه بنية معرفية شديدة السلبية والغرابة عن نفسه وعن الآخرين وعن الحياة وعن العالم من حوله.
فحول نفسه تتميز هذه البنية المعرفية بوجود شعور عميق بالنقص والضعف وقلة الشأن وعدم الأهمية وعدم الكفاءة وبأنه غير محبوب وأنه لا أحد يهتم به، وبالنسبة للآخرين تتميز هذه البنية بمعتقدات من مثل أنه أقل من الآخرين وأن الآخرين أفضل منه وأنه ليس هناك أحد يثق به مع شعور بالاغتراب والاختلاف عمن حوله.
وبالنسبة للحياة يعتقد الطفل بأنها عبارة عن غابة وليس لها ولا فيها أمان وأنها فوضى ولا قيمة فيها إلا للقوي أو الغني.. تتعزز وتقوى هذه النظرة السلبية عن النفس والآخرين والحياة مع الوقت ومع تفاعل وتضافر واستمرار الظروف السلبية المحيطة بالطفل حتى تصبح بالنسبة إليه اعتقادات مطلقة ومفاهيم راسخة تسيطر على معظم تكوينه النفسي.

والمشكلة التي يواجهها الطفل من هؤلاء أن هذه النظرة الشديدة السلبية لا تسبب له فقط خللا وتشويها شديدا في علاقاته بالناس وانسجامه معهم ولا تؤدي فقط إلى ضعف قدرته على التكيف الطبيعي مع ظروف الحياة ومتطلبتها ولكنها فوق ذلك تسبب له عذابا نفسيا مريرا ومعاناة عاطفية شديدة لا يمكن وصفها ولا يمكن تحملها أو الصبر عليها، ولذلك تبدأ النفس باستخدام ميكانيزمات أو استراتيجيات لا واعية أو لا إرادية للتخفيف من آلامها وعذاباتها ومن هذه الاستراتيجيات:
استراتيجية الهروب: وتهدف النفس إلى التخفيف من معاناتها وآلامها عن طريق عدم الوعي بها باستخدام مواد مذهبة للعقل بأي شكل من الأشكال.

استراتيجية الاستسلام: وتعني الخضوع والعمل وفق ما تعنيه المعتقدات الراسخة من شعور بالنقص وقلة الشأن وعدم الكفاءة فيخضع ويطيع وينفذ الأوامر بأكثر مما يطلب منه ولو رغم أنفه (وقد يؤدي الانخراط في الجيش إلى تعزيز مثل هذه الاستراتيجية).

استراتيجية التعويض: وتعني أن الشخص يكرس كل حياته باندفاع غريب وبحماس منقطع النظير ليخفي عن الآخرين عقده النفسية الشديدة ومن هنا يأتي سعيه الحثيث واللامحدود للحصول على مصادر القوة والمال والنفوذ والتميز، (وقد يكون الانخراط في صفوف الجيش تعبيرا عن هذه الاستراتيجية، وبسبب شخصيته النفعية أو المصلحية واللاأخلاقية ومثابرته المستمرة واندفاعه الشديد يترقى في المناصب العسكرية حتى يصل إلى أعلى منصب في الدولة)، أي أنه يبحث عن أشياء تخفف عنه شعوره بالنقص والضعف وتعوضه وتكسبه الشعور بالقوة والعظمة، والفرق هنا بينه وبين الإنسان الطبيعي أن الإنسان الطبيعي لديه قدر كبير من الثقة بالنفس بحيث لا يحتاج كثيرا إلى الأشياء والمنجزات المادية ليشعر بقيمته وكفاءته وقيمته فإذا توفرت هذه الأشياء والمنجزات فنعما هي وإن لم تتوفر فليس هناك ثمة مشكلة كبيرة، أي أن ثقته بنفسه تأتي في الأساس من الداخل (واكتسبها ممن حوله أثناء نموه كطفل)، أما الإنسان (الرئيس) فثقته بنفسه لا تأتي من الداخل فداخله خواء وقلبه هواء لذلك فهو يبدأ في مراحل شبابه التعويض بطريقة طبيعية «إلى حد ما لا إرادية» ثم تتطور شخصيته إلى ما يسمى بالشخصية النرجسية المفرطة في الأنانية (إرادية ولا إرادية) ((Narcisstic Personality Disorder ثم ينتهي به الأمر إلى الشخصية الإجرامية أو الشخصية السكوباثية (ضد المجتمع) Anti Social Personality Disorder ، حيث يعمل المستحيل وبطريقة واعية وإرادية خبيثة وسرطانية للتعويض عن هذا الشعور بالحصول على أشياء خارجية ومنجزات مادية وملموسة وعلى قدر حصوله على هذه الأشياء المادية الخارجية تكون قيمته عند نفسه وقيمته عند الآخرين -بحسب تفكيره- وإن فشل في الحصول على هذه الأشياء ازدادت لديه مشاعر النقص والتعاسة والإحباط وربما الانهيار.
شخصية الرئيس بعد تسلمه الرئاسة
يعتبر وصول الرئيس المستبد إلى كرسي الحكم هو الفرصة الذهبية التي لا تقدر بثمن للتعويض عن كل عقد النقص التي لازمته وعانى منها طوال حياته فيبدأ بالتفنن في استخدام كافة الأنشطة والسلوكيات المنضوية تحت ما يسمى باستراتيجية التعويض النفسية ويمكن تقسيم هذه الأنشطة بحكم نتائجها إلى:

أ) تضخيم الذات (الأنا): وتتضمن الأنشطة التالية:
- السيطرة على مصادر القوة: حيث يبدأ الرئيس المستبد بضم وتجميع كل ما يستطيع من سلطات البلاد العسكرية والأمنية والسياسية والقضائية لتكون تحت يده ليسيطر على كافة عناصر القوة ويتفرد بها داخل البلاد، فالسيطرة المطلقة على مراكز القوة وصنع القرار هي التي تضمن له الحصول على قمة العظمة المفقودة والتفرد المنشود كما أنها أفضل وسيلة للتعويض عن ما يحمله من مشاعر وعقد نقص طاغية موروثة ومكتسبة، وكلما اكتسب المزيد من المناصب زادت نفسه إعجابا بذاتها وقلت عقد نقصها، كما أن وجود شخصيات قيادية قوية يعني أنها ستقلل من قيمته وبالتالي لا فلن تكتمل العظمة والتفرد إلا بتهميش أو إبعاد كل شخصية قوية أو تاريخية

- السيطرة على الموارد المالية: يبقى الشغل الشاغل للرئيس المستبد هو السيطرة على كل ما يستطيع من موارد البلاد المالية وثرواتها الطبيعية وتعاملاتها الداخلية والخارجية بكل الطرق المشروعة منها وغير المشروعة وبشكل لا يمكن أن يصدقه أو يتصوره أحد حيث لا يكون هناك حد لطمعه وجشعه وهوسه في جمع الأموال والممتلكات ولا يقتصر سلوكه الاستحواذي على الكم ولكن على الكم والكيف معا حيث يسعى بطريقة ملفتة لأن يكون له آخر موديلات السيارات وأحدث الأجهزة وأضخم القصور وأتحف المقتنيات وأفخر الملابس.. إلخ. وكل ذلك لأن بنيته المعرفية الشديدة السلبية التي تكونت أثناء طفولته تجعله يعتقد أن قيمته عند نفسه وعند الناس تقاس فقط بمقدار ما يملكه من أرصدة مالية وممتلكات مادية ويصبح أكثر اهتمامه أن لا يملك أحد مثل ما يملك فإن وجد أحد يملك أكثر أو أجمل أو أفضل منه فمعنى ذلك أنه أقل منه وهذا غير مقبول لديه.

ب) احتقار الآخرين والتقليل من شأنهم وإلغائهم:
يتعامل الرئيس المستبد مع أفراد شعبه وكأنهم مجرد أشياء أو أرقام أو أدوات فقط تكتسب أهميتها بقدر ما تقدم له من فائدة ومصلحة.
ولذلك: فالرئيس المستبد لا يلقي بالاً لمشاعر وانفعالات شعبه النفسية ولا يتعاطف مع احتياجاتهم المادية وحقوقهم المشروعة ولا يهتم بمشكلاته الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية بل هو يحسها ولا يستشعرها فالأولوية عنده لمشاعره واحتياجاته وحقوقه وحده وقد لا يكتفي بتجاهل مشاعر شعبه وعدم سماعه لمتطلباتهم بل يقوم بالاستخفاف بهم وتحقيرهم وإهانتهم وإذلالهم وتهديدهم وترويعهم وإشاعة الخوف بين أوساطهم وحرمانهم من أبسط حقوقهم. كما يقوم بالكذب المستمر عليهم وخداعهم وإثارة الفتنة بينهم وإشاعة الفوضى والشقاق بين صفوفهم ولا تقتصر إساءاته لشعبه على الوسائل النفسية فحسب بل يستخدم حتى الوسائل الجسدية والاجتماعية بغرض الانتقام منهم واضطهادهم وتمزيقهم والتجسس عليهم وخطفهم وتعذيبهم وسجنهم وتشريدهم وقتلهم إن لزم الأمر وقد يشعر بمتعة بالغة ونشوة غامرة عندما يقوم بكل تلك الاعتداءات على أبناء شعبه فهذه التصرفات الإجرامية تعكس بالنسبة إليه مدى قوته وسيطرته وعظمته وسطوته وتأثيره على الآخرين وهو ما يسمى بالسلوك السادي Sadistic behaviors.
ونظرا لشعوره العميق بالنقص يشعر الرئيس المستبد بحنق شديد وغيرة قاتلة عندما يجد شخصا أفضل منه سواء كان أفضل منه بالمستوى التعليمي أو القبلي أو الأخلاقي أو السياسي ولذلك فمثل هؤلاء يبعدهم عنه فوجودهم أمامه يثير توتره وانزعاجه ولذلك فهو لا يقرب إلا من هو أقل منه حتى يكون هو الأفضل بينهم وإن احتاج لشخصية قوية فلابد أن يفسدها حتى لا يشعره وجوده بالنقص وإذا قام أحد أو كيان ما في وطنه بعمل علاقات معينة مع كيانات أو نظم داخلية أو خارجية أو عندما يتجمع عدد من الأقوياء ليشكلوا بينهم علاقة تضامنية أو سياسية فقيامهم بعلاقات مع بعضهم البعض أو مع الآخرين يعني أنها ستكون على حسابه وستخطف عنه الأضواء وستقلل من قيمته ومكانته وستشكل خطرا عليه وهو ما لا يمكن تحمله وقبوله ولأنه يعتبر كل شخص ناجح وكل كيان موحد منافسا له فهو يقوم بإضعاف كل متفوق ويعمل على تفكيك كل كيان اجتماعي أو سياسي أو اقتصادي قوي وموحد، وقد يقوم الرئيس المستبد نتيجة سوء ظنه بشعبه بعقد تحالفات مع قوى داخلية وخارجية لضمان الحماية والتآمر على أبناء شعبه ونهب ثرواته دون وازع من ضمير أو رادع من رقيب.
ولأن الرئيس المستبد لا يثق حتى في نفسه فهو أيضا لا يثق في الآخرين وبالتالي لا يثق بأحد من أفراد الشعب، ولذلك فهو لا يقوم بإسناد المراكز الحساسة في الدولة إلا لأفراد أسرته والمقربين جدا منه وإن بقي منها شيء فلمن يستطيع التحكم به والسيطرة عليه.

ج) التعامل مع الحياة ومتطلباتها:
يتميز الرئيس المستبد برفضه المطلق التقيد بأي ضوابط أو معايير قد تحد من قدرته على التصرف بما يشاء وكيفما يشاء كما أنه يعتبر أن التزامه بالقانون يعني أنه ضعيف، والالتزام بالقانون لا يتناسب مع مكانته العظيمة ولذلك فهو فوق الدستور والقانون والأخلاق والأعراف والقيم. كما إنه لا يلقي بالاً لآراء الآخرين وملاحظاتهم ونصائحهم فهو أكثرهم ذكاء وحكمة وخبرة وعلما وهو وحده القادر على فهم ما يصلح للشعب والبلاد وعلى المعارضة والخبراء ترك هذا له وأن لا يتدخلوا في مالا يفهمونه ولا يحسنونه ولا شأن لهم به، فآراؤه هي الصحيحة والحكيمة وإن كانت مناقضة لقواعد العلم وشواهد الواقع ومنطق العقل وقوانين السماء.
كما يتميز سلوكه بالاندفاع والتهور والميل للفوضى والكره الشديد للنظام: فهو يقوم بالتصرف ثم يفكر بعد ذلك. كما يسيء تقدير المخاطر التي يمكن أن تحدث فيراها بعيدة وبسيطة، ويعتقد أنه يمكنه التعامل معها بكفاءة لأنه العظيم المتميز الذي يملك شخصية استثنائية نادرة ولذلك فهو يقوم بتحوير الأدلة القوية والبراهين الواضحة والدالة على هذه المخاطر وذلك لاعتقاده الشديد بأنه مستثنى من هذه المخاطر وأن الوضع في بلاده مختلف عن غيره من البلدان وأن ما ينطبق على الآخرين لا ينطبق عليه.
وفي الأخير يشكل الشك أو التوهم صفة أساسية وجوهرية في شخصية الرئيس وقد ذهب كثير من علماء النفس إلى أن شخصية الرئيس هي شخصية مركبة ومعقدة تتجمع فيها الشخصيات والاضطرابات التالية:
1) الشخصية النرجسية السرطانية (الخبيثة)
Malignant Narcissitic Personality Disorder
2) الشخصية عدوة المجتمع (السيكوباثية)
Anti Social Personality Disorder
3) أعراض نفسية ذهانية أهمها التوهم (كجنون العظمة وتوهم المؤامرة).
لذلك يعتقد علماء النفس أنه عندما تندلع ثورة ضد رئيس طاغية مستبد فإنها تشعل في نفسه صراعات نفسية رهيبة لم يسبق لها مثيل في حياته وتحتدم في أعماقه صراعات عنيفة ومتناقضة بين مشاعره الطاغية بالقوة والعظمة والتفرد (الذي اكتسبها من الحكم) وبين معتقداته العميقة والقديمة بالنقص وعدم الأهمية وقلة الكفاءة (الموروثة منها والمكتسبة أثناء طفولته) فالثورة من أول وهلة تصدم كل قناعات ومعتقدات السيد الرئيس عن نفسه وعن تقدير الجماهير له وعن نظرة العالم إليه. فالثورة لا تشكل فقط خطرا مباشرا لمكانته وممتلكاته بل تشكل تهديدا خطيرا لوجوده النفسي والمادي ولذلك لا بد من رفضها وقمعها، فالثورة تطالبه بالرحيل عن العرش أو عن كرسي الحكم وهو المكان الذي يحفظ له قوته ومكانته ونفوذه وعظمته وجبروته وبدونه لن يكون له قيمة ولا وزن ولا شأن كما أنها الوسيلة الوحيدة التي تخفي عن نفسه وعن الآخرين شخصيته الهشة المزيفة ونفسيته المنهزمة الضعيفة المسكينة التي ظل خلال عقود طويلة يعمل بكل ما أوتي من قوة على إخفائها وإبراز عكسها، وبوضوح أكثر فهو لا يستطيع -بحسب تصوره- أن يرجع عبدا بعدما أصبح إله أو كاد!!
ويمكننا هنا تلخيص الأسباب الشخصية المحتملة التي تعيق الرئيس عن الرحيل في الوقت المناسب وبالطريقة المناسبة بالنقاط التالية:
- وجود شخصية لرئيس مستبد تتضخم لديه مشاعر العظمة والكبرياء والأحقية بالحكم إلى أقصى حدودها من الطغيان.
- تخفي مظاهر العظمة البارزة عقد نقص تصل إلى أدنى مستوى ممكن لها.
- التبلد العاطفي تجاه الآخرين وعدم قدرته على الإحساس والتعاطف مع مشاعر أبناء شعبه وبالتالي تلبية مطالبهم حيث يصبح القلب كالحجارة أو أشد قسوة نتيجة تطور نمو شخصيته من الشخصية الطبيعية إلى النرجسية إلى الإجرامية حاليا.
- تمتعه بشخصية لا تعير اهتماما إلا للقوة (التقليدية) والقوة المباشرة أيضا وليس هناك قوة مباشرة تستطيع إجباره على الرحيل بل إن ميزان القوى بحسب تقديره يميل إلى الآن لصالحه فالحكم لمن بيده السلاح وليس للشارع.
- ضعف قدرته على إدراك الواقع وقياس التغيرات الحالية لموازين القوى المادية والمعنوية (ربما إلى حد الإنكار) وتصوره بأنه قادر على احتواء الثورة أو سحقها إن لزم الأمر.
- ضعف الحاشية أو البطانة الواعية والقوية الشخصية والمخلصة التي تساعده على التقييم الصحيح والقرار المناسب.

4) الشخصية النرجسية السرطانية (الخبيثة) Malignant Narcissistic Personality Disorder: حيث تتمثل في شخصية الرئيس المستبد أعلى درجات الأنانية وحب الذات مع الإحساس الطاغي بالعظمة والقوة والقدرة على التأثير يقابله شعور كبير بتفاهة الآخرين وعدم أهميتهم وقلة شأنهم . تخفي مظاهر العظمة هذه شعوراً عميقاً بالنقص والضعف وعدم الكفاءة.

5) الشخصية عدوة المجتمع (السيكوباثية) Anti Social Personality Disorder: وتتضمن هذه الشخصية تبلداً عاطفياً شديداً تجاه الآخرين مع الاستعداد لارتكاب أبشع الجرائم من أجل تحقيق ما يريد.
إن اندلاع مظاهرات شعبية ضد رئيس مستبد ذي شخصية هشة يؤدي إلى شعوره بصدمة نفسية رهيبة تزلزله من أعماقه وذلك لأنها لا تتعارض فقط مع معتقداته ونظرته الحالية المتضخمة جدا نحو نفسه والمتدنية جدا نحو مواطنيه (النرجسية الخبيثة) ولكن لأنها تصل إلى أعماقه فتنشط لديه وبقوة المعتقدات السلبية القديمة حول نفسه والمتعلقة بمشاعر النقص والضعف وعدم الكفاءة والفشل التي حاول العمل بكل ما يستطيع وطوال حياته على طمسها وإخفائها عن نفسه وعن الآخرين. كما تؤدي المظاهرات إلى حدوث اضطراب في استقراره النفسي ويتمثل ذلك في حدوث العديد من الانفعالات الشديدة والمشاعر المريرة والتوترات العصبية المزعجة له كالذهول والقلق والخوف وخيبة الأمل والضيق والغضب والكره والحقد والعدائية والرغبة الملحة في الانتقام، وتبدو تلك الانفعالات واضحة على تعبيرات وجهه ونبرات صوته وإشارات يديه ووضعية جسمه عند إلقائه لخطاباته المتعلقة بالثورة. كما تؤدي هذه الصدمة الحادة والانفعالات الشديدة إلى شل قدرته على التفكير السليم والاستنتاج الصحيح لمعنى هذه المظاهرات وخطورتها وأهدافها ووسائل التعامل معها، وبدلاً من ذلك يلجأ إلى استخدام طرق تفكير خاطئة وسلبية تزيد من أزمته وتضعف قدرته على التقييم الصحيح واتخاذ القرارات والوسائل المناسبة للتعامل مع هذه المظاهرات. ومن طرق التفكير السلبية التي يتبناها الرئيس في مواجهة المظاهرات الشعبية ما يلي:
1) التعامل بشكل شخصي بحت: فهو يتعامل مع المظاهرات وكأنها اندلعت لتستهدفه هو شخصياً وليست تعبيرا عفويا وتلقائيا عن مشاعر الناس ومعاناتهم ومشاكلهم وحقوقهم المشروعة، وأنه كان من الطبيعي أن تندلع سواءً كان هو أو غيره في السلطة خاصة في ظل التطورات والمتغيرات الحالية التي يشهدها العالم بشكل عام والمنطقة العربية بشكل خاص، ويعكس هذا التفكير نرجسيته المطلقة وكونه لا يفكر إلا في نفسه ومصالحه فقط كما يعكس غياب الشعب وحقوقه وأهميته.
2) التضخيم الشديد لخطورة المظاهرات: فبحسب المعاني التي يتصورها الرئيس المستبد فهو يقيم المظاهرات بطريقة كارثية فقد يظن مثلاً أنها تشكل خطراً حقيقيا وداهما على احتياجاته النفسية (كشعوره بالعظمة والتميز والشهرة والقدرة المطلقة على السيطرة والتأثير) كما أنها تهدد احتياجاته الاجتماعية (بكونها تنتقص من كرامته ومكانته وهيبته وشرعيته وسمعته) في الداخل والخارج وقد يعتقد أنها تهدد حياته الجسدية ووجوده المادي هو وأسرته, ولذلك فكلمة "ارحل" ينظر إليها وكأنها خطر ماحق سيدمر كل شيء، ماضيه وحاضره ومستقبله، مع أن الأمر قد لا يحتمل كل هذه المآسي التي يتصورها.
3) التفكير الثنائي: إذا لم أكن على القمة فسأكون في الحضيض, من ليس معي فهو ضدي, إذا لم أسيطر عليهم فسيسيطرون علي, إذا لم أتمكن من إنهاء المظاهرات فمعنى ذلك أنني عاجز وضعيف, إما النصر وإما الهزيمة, إما أن أحكمهم أو أن أقتلهم.. الخ.
4) تقليل القدرة على تحمل التنحي: إذا نجحت المظاهرات فسأفقد كل شيء, لن تبقى لي قيمة ولا أهمية, لن يسمعني أحد, سأعيش بقية عمري وحيدا, سيتخلى عني جميع الناس, سأعيش في فراغ قاتل, سيشمت بي كل الناس خاصة من تكبرت عليهم وظلمتهم, وأنا لا أستطيع تحمل ذلك.
5) التعامل وكأنه الضحية والشعب هو الجلاد: يتعامل الرئيس المستبد مع لشعب وفقاً لقانونه الشخصي الذي وضعه لهم فهو يحدد لهم ماذا ومتى وكيف وأين يتكلمون ويفعلون، فإن مالوا عن هذه القوانين الخاصة فمعنى ذلك أنه اعتداء صارخ عليه ولأنه هو الوطن وهو الشعب وهو الدستور وهو الشرعية، فكل من يعتدي عليه فهو يعتدي على الوطن ويجب وقفه عند حده وجعله عبرة للآخرين من بعده للحفاظ على الوطن وأمنه واستقراره.
5) الشك وتوهم المؤامرة: من صفات الرئيس المستبد خاصة عند اندلاع المظاهرات أنه لا يلوم نفسه أبدا، وبدلاً من ذلك فهو يعتقد المظاهرات تعكس مؤامرة خطيرة ضده، ولا شك أن هذه المؤامرة –في نظره- كبيرة ومقصودة وتنفذ بشكل منظم ويخطط لها الأشرار (المعارضة) في الداخل أو جهات أجنبية في الخارج وينفذها الخونة والعملاء (المتظاهرون) ولذلك فهو يشك في كل شيء وفي كل أحد ويفقد الثقة في الجميع ويتعامل مع المتظاهرين وكأنهم أعداء وكل الذين يحاولون التوضيح له بأن هذا الأمر غير صحيح يعتبرهم ضده ومشاركين في المؤامرة ويحاولون خداعه.
6) التصلب في التفكير: المشكلة الكبرى في تفكير الرئيس المستبد أنه لا يتعامل مع أفكاره وتصوراته للوقائع والأحداث بما فيها المظاهرات على أنها مجرد تخمينات أو ظنون أو احتمالات أو اجتهادات قد تعكس عقده الشخصية أو مخاوفه النفسية أو طموحاته الخيالية، بل يعتبرها حقائق مطلقة و ومعلومات مؤكدة، ومما يزيد الطين بلة أنه لا يعجبه مناقشة رأيه على الإطلاق، كما أنه يرفض دائماً أي محاولة لتوضيح خطأ تقديراته أو قراراته، ولذلك من الصعب جدا إن لم يكن مستحيلا تغيير قناعاته ومعتقداته، ولذلك –أيضاً- فعندما يتعامل مع المظاهرات فإنما يتعامل بناءً على هذه التصورات الشخصية والاجتهادات الفردية، وليس حسب واقعها الحقيقي.
7) التفكير الانتقائي: ويعني أن الرئيس المستبد عندما يتعامل مع الواقع فإنه يركز فقط على ما يؤيد تصوراته وأفكاره وتحليلاته، أما ما يناقضها فهو لا يلقي له بالا، ولذلك فهو لا يتمكن من التعرف على الاحتمالات الأخرى للمشكلة، فعندما يعتقد أن هناك مؤامرة يقوم بالتركيز فقط على كل ما يدل عليها من أحداث وأقوال وأفعال.

استراتيجيات التعامل مع المتظاهرين:
- تعكس الوسائل التي يستخدمها الرئيس المستبد ما يسمى بالانجليزية loss of touch وتعني فقدان القدرة على إدراك الواقع، وبالتالي فقدان القدرة على التعامل المناسب وهذا هو سبب ما يلاحظه المراقبون من أن المبادرات والحلول التي يقدمها الرئيس تأتي متأخرة جدا عن تطورات الأحداث.
- عندما يقتنع الرئيس اقتناعا كاملا بأن المظاهرات تشكل عليه وعلى أسرته خطراً ماحقا وعندما يظن أن موازين القوى تميل لصالحه، فإنه يقرر العمل على مواجهتها وتصفيتها وهو عندما يسعى لتحقيق هذا القرار فإنه يعمل بشكل استراتيجي ودائم على انتهاك حقوق المتظاهرين وارتكاب أفظع الجرائم ضدهم دون أي رادع من دين أو وازع من خلق ودون أي اعتبار لقانون أو شريعة أو دستور أو عرف ويتمثل ذلك باستخدام الوسائل التالية:
1) الخداع الدائم للشعب وللمتظاهرين وللمعارضة والكذب المستمر عليهم والمراوغة لهم والاحتيال عليهم وتزييف الحقائق عنهم بكل الوسائل الإعلامية.
2) استخدام كل وسائل الحرب النفسية ضد المتظاهرين واتهامهم بأنهم بلاطجة ومرتزقة وخونة وعملاء ومخربون وإرهابيون ومندسون, إضافة إلى تهديدهم وترويعهم وإرهابهم وبكل الوسائل .
3) استخدام كل وسائل الأمن القومي التقليدية والتكنولوجية للتجسس على المتظاهرين وإضعاف معنوياتهم والتفريق بينهم والتحريض ضدهم.
4) السعي المتواصل لعزلهم عن القوى السياسية والاجتماعية المؤثرة من أجل الاستفراد بهم وضربهم.
5) اللجوء المتكرر لضرب المتظاهرين وخطفهم وسجنهم وتعذيبهم والتنكيل بهم وقتلهم واستخدام كل وسائل القمع والعنف ضدهم حتى المحرمة منها دوليا.
6) الاستخدام المنهجي والمنظم للعصابات غير الرسمية والمليشيات الإرهابية وتزويدهم بمختلف أنواع الأسلحة لاستخدامها ضد المتظاهرين.
7) إعطاء الأوامر لوحدات من الأمن والجيش لضرب المتظاهرين وتصفيتهم.
8) التنسيق الكامل مع منظمات حماية دولية للتعامل الشامل مع المتظاهرين وكفالة حمايته وأفراد أسرته.
9) التفريط بالخزينة العامة والاستخدام المفرط للمال ضد المتظاهرين دون أي اعتبار لمصلحة الشعب الوطن.
10) الإنكار: يقوم بإعفاء نفسه من أي مسؤولية عن الأخطاء والجرائم، فمن يقوم بها –كما يرى- ليس هو وإنما آخرون لا علم له بهم وربما أن المتظاهرين أنفسهم هم من يقتلون أنفسهم.
11) لا يرقب في المتظاهرين إلاً ولا ذمة وليس عنده أدنى شعور بالمسئولية تجاه حمايتهم أو توفير الأمن لهم وليس لديه أي شعور بأي مسئولية أخلاقية أو دستورية أو قانونية أو اجتماعية أو إنسانية تجاه المتظاهرين.
12) لا يشعر بأي ندم تجاه جرائمه التي يرتكبها ضد المتظاهرين وليس لديه أي رحمة تجاه الضحايا منهم.

والخطأ الفادح الذي يرتكبه الرئيس المستبد هو أن كل وسائل العنف التي يستخدمها لقمع المتظاهرين تؤدي في النهاية إلى نتائج عكسية، فكلما مارس العنف ليشعر بالأمان زاد خوفه أكثر، وكلما زاد استعماله للعنف لاستعادة مكانته وهيبته سقطت هيبته وقلت قيمته أكثر، وكلما حاول إضعاف المتظاهرين تضاعفت قوتهم وكثر عددهم وزاد إيمانهم بقضيتهم وقوي صمودهم وتعززت فكرتهم السيئة عنه واكتشف الناس مساوئه وعوراته وتعاطف الناس في الداخل والخارج مع المتظاهرين وعرض نفسه وأسرته لمخاطر أكبر وأضاع على نفسه وعلى أسرته كل شيء بالفعل، وما كان يخاف أن يحدث حدث بالفعل ولكن بيده هو وليس بأيدي المتظاهرين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.