عندما تلتحم الأجسام وتنصهر الخلافات وتبتعد القبلية وتختفي المناطقية والعنصرية وتندمج جميع فئات المجتمع وتنهزم الأحقاد والإشكالات ويلتقي الجميع، الشاب والشيبة، المثقف والأمي، الصغير والكبير، الطالب والأستاذ، الرجل والمرأة، المواطن والوطن تحت شعار واحد، نحو يمن جديد، فهنا سيكون النصر المبين وسينصهر ويذوب الفساد وأتباعه وستعلو كلمه الشعب وتتراجع كلمه الظالمين، ويتوارى ويتقهقر الفساد والمفسدون معا، نعم ستشرق شمس ناصعة وينجلي ظلام دامس حل علينا منذ سنيين، لقد تولوا علينا أراذل القوم وساروا هم واجهة اليمن وكانوا سببا في نقل صوره سيئة سلبية عنا حول العالم، لقد جعلوا اليمن والسرقة والفساد صفة ملاصقة لبعض. نعم، لقد أهانونا وداسوا على كرامتنا وكأن لم يخلق الله بالأرض إلا هم أطهاراً.. فسحقا لهم، وأقسم أن كل اليمنيين أشرف وأطهر أمه إلا أولئك الذين يدعون الكمال لأنفسهم فهم أراذل القوم وسفهائه، فليرحلوا وسوف يرون أن في اليمن من هو أجدر بها منهم، فليرحلوا قبل أن يتخذ الشعب منهم سخرية ويجعلهم عبرة للتاريخ، فليرحلوا قبل أن ينبذهم الشعب ويرميهم بمزبلة التاريخ وما أدراك ما مزبلة التاريخ لقد وصلها بن علي ومبارك ولعلهم ينتظرونك أيها الجبان. نعم، فاليوم لن تنفعك ملياراتك ولن ينفعك بلاطجتك أمام الشعب الثائر، فالشعب يدافع عن قضيه، يدافع عن حقه المغتصب، أما أنت وأعوانك لا قضية لكم إلا السطو على ممتلكات العباد والبلاد. نعم، لقد طفح الكيل وبلغ السيل الزبى ولا مناص ولا مفر لك أيها الطاغية من محاكمة قاسية نستعيد من خلالها كرامتنا وعزنا. نعم، لن تفر من أيدي الشعب ولن يتركوا شهدائهم وجرحاهم ودمائهم تذهب سدى، لن يرأفوا بك أبداً، سينالوا منك، سيحاكمونك محاكمة عادله، سيرموا بك وبتاريخك الذي يعترف به البعض إلى الجحيم. فلن أتذكر من تاريخك إلا الجوع والفقر والبطالة والفساد النصب والاحتيال، لن أتذكر من تاريخك إلا كلماتك المجوفة بلسان الكذب وعباراتك المقنعة بالتضليل ومقابلاتك التلفزيونية المزيفة كحياتك. لقد أستهزئ بخطاباتك الحجر قبل البشر، والجماد قبل الحي، والحيوان قبل الإنسان والسماء قبل الأرض، نعم فالسماء أرسلت غضبها علينا بسبب دجلك ونفاقك وافتراءاتك، فأرسلت علينا غبارا متراكم أعمى بصرنا وكتم أنفسنا. بالله عليكم أهذا خطاب القائد المغوار أم القائد المغواد؟، أهذا خطاب الرجل الحكيم أم الرجل السخيف؟، أهذا خطاب رئيس الدولة أم زعيم العصابة؟، أفتوني بكلامي إن كنتم للواقع تعلمون. لقد فاتت عليك الفرصة لخروجك بسلام لقد فوتتها أنت بنفسك وستدفع ثمن ذلك غاليا، لقد بدأت خطابات الشارع تشتد من الشعب يريد أن يسقط النظام إلى الشعب يريد محاكمة الرئيس ومن خروج آمن إلى محاكمة عادلة. لكننا سنقول لك كما قال الله لفرعون (اليوم سننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية) سندخلك ضمن عجائب اليمن التي لا تعد ولا تحصى وأولها استمرار نظام فاسد كالمؤتمر لمدة أكثر من ثلاثين سنة، وآخرها عجائب الجوع والفقر والظلم والاستبداد وووو.. أليس ذلك من العجب!. ماذا تريد من شعب صامد.. هل يعود إلى المنازل كالثكالى والنائحات؟، أتريدنا أن نعود بخفي حنين؟! ولا والله لن نتراجع أبداً ما دام وكتب لنا في الحياة الاستمرار حتى لدقيقة واحدة.. لن نعود ما دام والوطن ينادينا ويتمسك بنا ويقول فكوا أسري من الظلمة المستعمرين. نبشرك بأننا منصورون لا محالة ما دام وشعارنا السلم وزادنا القرآن وطريقنا اليقين وتراب أرضنا اليمن. أقسم بأنا لن نفرط بترابك يا يمن..