لم يكن الإمام يحي يتوقع يوما أن يسقط لمجرد ثورة بسيطة بدأت بقليل من الشباب الواعي وبعض أفراد الجيش المثقف , فكتب العبارة القرآنية المبشرة بمليك يأتي من بعده " يأتي من بعدي اسمه أحمد " في يافطة ما تزال مخلدة إلى اليوم في متحف تعز , لكنه في النهاية سقط وسقط من بعد ه أحمد الذي بشربه . واليوم في ظل زخم ثوري شعبي شبابي ما يزال صالح يصر على البقاء جاثما على صدر شعب مله وقد كان قبلا يحلم كالإمام أن يأتي من بعده " أحمد " لذا بقى يعمل على تحويل الجمهورية إلى نظام جمهوري شبه ملكي من خلال عدد من الإجراءات التي كان آخرها تصفير عداد الرئاسة في اكتو بر 2010م وإصراره على تعديل مواد الدستور بما يمنحه حق الحكم مدى الحياة . اليوم ومع انتهاء المبادرات القاتلة للثورة والتي ساعدته على البقاء ومدت في عمره كثيرا وأعادت له الثقة بنفسه بعد أن كاد يتساقط كأوراق خريف أمام ينوعة الزخم الثوري النزق المترع بالاتقاد والشبابية والنضوج والحيوية , بات في حيرة إذ لم تفده كثيرا مراوغاته وتلاعبه واشتراطاته وحذفه وإضافاته على المبادرات الخليجية واحدة تلو الأخرى حتى خرجت بصورها الركيكة الميتة , بل إنها عرته أمام المجتمعات الخليجية والإقليمية والعالمية , وكشفت زيف ادعاءاته وجنون ألاعيبه التي لا تفضي إلى نتيجة وأحرقت كافة أوراقه حتى أنه لم يجد من ملجأ إلا الاستجداء بتركيا لجرها للعب دور جديد في محطة من محطات كذبه فربما يزيد ذلك من عمر نظامه المترنح أياما أخر . لم يدرك بعد أن انتهاء المبادرات يعني اقتراب ملكه من الزوال وسقوطه أبديا , وموت آخر شفيع كاد ينجيه وأفراد عائلته المتخمة بالظلم والمال والدماء من سيف عدالة الشرعية الثورية . كالقذافي مازال يتصرف كزعيم لوطن لفظه ولشعب لم ينس يوما أن قاتله كطفيلي يقتات من دمائه وينصب نفسه وصيا عليه بالإكراه , لم يتعظ بمن أسلفوه من الحكام الذين تهاووا أمام غضبات شعوبهم , بل نسي أن نظام الإمامة سقط في لحظة لم يكن يتوقعها ولم تدر بخلده , وأن نهايته هي كذلك إذا لم يكن مبادرا لإنقاذ نفسه وإراحة شعبه . لقد سقط الإمام وسقطت معه أحلامه وتطلعاته في البقاء المستبد أمام وعي قلة قليلة , فماذا يمكن أن يحدث أمام وعي شعبي طاغ وتغيرات قلبت كل المعادلات والتوقعات , لاشك أن جحافل من الأئمة ستتساقط ذليلة خانعة . المصدر أونلاين