توجهت نحو ساحة التغيير كما كل يوم بإحساس ثوري وحماس غير عادي .. وبداخلي صدى "ثورتنا لم تمت من قال ذلك.. ثورتنا حية ونحن موجودون .. باقون.. صامدون..." في الساحة وبالتحديد أمام المنصة المكان المخصص للنساء وجدت مجموعة من الأخوات في حركة مستمرة تنظيف للمكان ووضع الزينة والصور والملصقات المختلفة وطبق خيري والخ ...مكان اعتصامنا تحول إلى غرفة مغلقة إلا من سقف مفتوح ....! سألت عن سر ذلك فكانت الإجابة زغاريد وهتافات وفرح واحتفالات ورقص وغناء .. قلت وبإحساس غير الذي وصلت به إلى المكان هل هذا بمناسبة شفاء صالح وقرب عودته؟! لمَ لا وهو في الأول والأخير مواطن يمني والعشرة التي بيننا وبينه ليست بالشيء السهل سنوات تتعدي سنوات عمري هذه أخلاقيات اليمنيين كل شيء بحسابه وما اقترفه في حقنا سندع القانون هو الذي يحكم بيننا وبينه ... !! لا ..لا .. ربما هذه الاحتفالات والزغاريد بمناسبة قصف تعز الحبيبة وقتل الأبرياء من أبنائها، أو ضرب أرحب، لا لا ربما احتفالاً بما أصاب معتصمي محافظة الحديده من اعتداء من قبل قوات الأمن، أو بمناسبة عودة انقطاع الكهرباء بسبب قصف خط الكهرباء مأرب صنعاء!!. لا لا ربما تضامناً مع أبين ونازحيها ... ولعله استقبالاً لمساعد الرئيس الأميركي لشؤون مكافحة الإرهاب والأمن الداخلي جون برينان، ليرى بأم عينيه مدى تمدن اليمنيين وكيف هي ثورتهم ؟وما هو الظلم الواقع عليهم ...! حدثت نفسي "صحوا النوم علي بيرجع اليوم" ... أنقذوا ثورتكم ودعوا هذه الزغاريد وحفلات التخرج إلى ما بعد نجاحها وليكون فرحكم بانتصار ثورتكم وتخرجكم من دوراتكم وبرامجكم معاً". ثم قلت لنفسي أيضاً لو أني صرخت بهذا الكلام لقالوا عني مجنونة أو على الأقل مدسوسة!. وغادرت الساحة وأنا أتذكر كيف كانت بداياتنا.. وماذا كان يعني لنا هذا المكان... فهل الثورة قد انتهت وانتصرنا بدون أن اعلم ...من يخبرني لأرتاح من وجع الضمير ..؟ لك الله يا تعز، لك الله يا أبين، لك الله يا أرحب، لك الله يا يمن .