قبل الشروع بأي عمل لا بد من تحديد الأهداف المطلوبة, وعلى ضوء ذلك يتم تحديد الوسائل المناسبة لتحقيق الأهداف المنشودة, وما رأيناه في السابع عشر من أغسطس من تشكيل للمجلس الوطني أشعرنا بنقلة نوعية وخلق وسيلة وأداة ثورية لتحقيق الهدف الذي تسعى الثورة لتحقيقه والمتمثل بإسقاط النظام, وتشكيل مجلس إنتقالي, وبهذا يكون المجلس الوطني حقق الهدف الرئيس وتسليم السلطة للشعب عبر إنتخابات شريفة, ينبثق منها حكومة وطنية تلبي رغبات الشعب وطموحاته, وتعالج القصور وتصحح المسار. بهذه الطريقة تكون الوسيلة حققت الهدف المنشود, ليس مطالب المجلس الوطني حاليا بغير ذلك , ومن أراد غير ذلك فإنه يشتت الجهود, ويهدر قوى الثورة. القضية اليوم هي قضية كل اليمن, بلا إستثناء, نحن نقدر إخواننا وأهلنا في الجنوب, ونشهد بأنهم ظلموا , ولكن علينا جميعا أن نعلم أن الفساد لا يفرق بين أي من الجهات الأصلية شمالا وجنوبا , شرقا وغربا, لا يؤمن الفساد إلا بمصلحته ونرجسيته, وهو لا يفرق بين الناس, فجميع البشر وممتلكاتهم عرضة لسطوته. لذا فإنه من مصلحة الوطن الإلتفاف حول المجلس لتحقيق الهدف الرئيس, لكي يتم معالجة كل القضايا والإشكالات التي أرقت وأرهقت الناس, فالتركيز على تحقيق الهدف بالوسائل المناسبة وتسخير كل الإمكانات والخبرات لتحقيق ذلك هو الأساس في معالجة قضايا جنوب وشمال الوطن, فالإنسان اليمني بكل شرائحه يعاني , ولكم أن تنظروا إلى معاناة الطفل اليمني , وكم عدد المتسربين من المدرسة من أجل تأمين لقمة العيش لأسرهم, وأما الشباب العاطلين عن العمل فحدث ولا حرج, ومنهم من حاول ويحاول التسلل إلى دول الجوار بحثا عن لقمة العيش حاملا معه معاناة وهموم أسرة يعولها. الوطن مجهد بالهموم والجراح , والثورة هي أمل الجميع كمخرج من هذا النفق المعتم والذي نظن أننا الأن قد أقتربنا من بوابته . إننا نأمل من الأخوة أعضاء المجلس الوطني أن يكونوا قدر المسؤلية , والوقت حرج بالنسبة لثورتنا , والحاجة ملحة للإلتحام وتوحيد وجهات النظر والأراء لتجاوز الجمود الذي أصاب الثورة بفعل عوامل عدة خارجية منها وداخلية. فليس من الحكمة إستباق الأحداث , والشروع بالإختلاف وتناسي أو هجر نقاط الإتفاق مع العلم أن ما نشاهده ونسمعه هو الإجماع والإتفاق على كل القضايا و في مقدمتها قضية الجنوب . وكما طالبنا سابقا من النظام الإتعاض بغيره من الأنظمة والإستفادة من تجاربهم , كذلك نطالب الأن من المعارضة والشخصيات الإجتماعية وأعضاء المجلس الوطني الإتعاض بتجارب الآخرين كتجرية الثورة المصرية وغيرها مع تباين شرائحها الديني, والثقافي والعرقي,وكيف أن هذا الإجماع حقق الهدف بوقت قياسي. أما عدم الإجماع والإتفاق وهدر الجهود في الظروف الحالية لا يحقق إلا نتائج عكسية وغير , مرغوبة, وعليه فإن نتائج الإختلاف بأقل تقديراتها ستكون مكلفة , ولنا بمن جادلوا واختلفوا عظة وعبرة.