الحركات الإسلامية ومحاولات فض الاشتباك هو حديث الساعة والقرن، ثورات الربيع العربي أنتجت خليط من التيارات الإسلامية المترنحة مابين الراديكالية والتجديد ،كون الحركات اللبرالية واليسارية قد فشلت ولو نسبيا في طرح مشروع يتلاءم ومتطلبات المرحلة ومتغيراتها . الفكر الإسلامي السياسي يختلف أيضا مابين الفرقتين (السنة والشيعة ) حيث يقول الفكر الإسلامي السياسي بأن الحاكم يُختار شعبويا سوى عن طريق البيعة او طرق اخرى منها الديمقراطية أما الفكر الإسلامي السياسي الشيعي فيقول بأن الملك يوهب والحاكم لابد أن يكون من سلالة آل البيت لأنة سيكون بمثابة الوكيل للإمام الغائب وهذا يعطيه حصانة او قداسة معينة ،لكن الأمر يختلف عند الزيدية الشيعية فنظام الحسبة عندهم يشترط العدالة أولا على شرط ولاية الفقيه والبطنين، والسلفية السنية تقول ان على المسلم طاعة الحاكم مهما كان جوره حتى لو كان يزيد بن معاوية يعني ان الطرفان متشابهين أيدلوجيا في طرحهما السياسي وفقط تخطئهم الوسيلة . مبدأ التكفير هو سلفي وهابي النشأة والرضاعة حيث لا تؤمن السلفية بسوى حديث الفرقة الناجية من بين سبعين فرقة وهذا ما دعاهم لإطلاق مصطلح الروافض والتكفير، سواء بسواء الحوثيون يقولون بأن مصائب الأمة هي كلها بسبب التيار السلفي الوهابي الذي أسسه محمد بن عبد الوهاب وقام بنشرة آل سعود في العقود الأخيرة بفضل الطفرة النفطية الحاصلة هناك . صعدة مقر الزيدية ومرقد الإمام الهادي يحي بن الحسين إمام الهادوية الزيدية ومقر الدولة القاسمية وكل دويلات بني هاشم لأحد عشر قرنا من الزمن، قام المسخ علي عبدالله صالح بزرع وإنشاء مركز للسلفية في دماج نكاية بالحوثيين ولترجيح موازين القوى لصالحة، من حق السلفيون ان يقومون بإنشاء مراكزهم الدينية وتدريس ما يريدون من العلوم فاليمن لليمنيين كلهم بما فيهم يهود عمران وصعدة، لكن ألاعيب السلطة كانت سيدة الموقف بين الجماعتين المشتاقتين على أرض هي الاحوج للسلام تسمى صعدة. المشروع الإيراني وبناء الإمبراطورية الفارسية العظمى مشروع سياسي تنفذه إيران في المنطقة وتنجح إلى حد كبير لغياب المشروع الإسلامي العربي او حتى القومي العربي الواحد لذلك إيران ستسخر كل جهودها لهذا المشروع العملاق، السعودية حامية لأهل السنة والجماعة حد قولها أيضا تسعى لفرض فلسفة الوهابية وأدبياتها ونشر هذا أيضا عن طريق السلاح الأقوى (الذهب الأسود) وكل ما يهمها هو الاستقرار السياسي والأمني في المملكة ودول الخليج والحفاظ على حكم النبلاء من آل سعود ، وهذا أيضا بسبب غياب ما تبقى من قوة مصر الناعمة في المنطقة كحامي للمشروع القومي الوحدوي العربي فمصر كامب ديفد ليست مصر اللاءات الثلاث وهذا أحدث فراغا قاتلا في مشروع بناء الامة. الحركة الحوثية كما يقول الدكتور احمد الدغشي والأستاذ عادل الاحمدي في كتابيهما (الظاهرة الحوثية) و(الزهر والحجر) ان احركة الحوثية متأثرة بالثورة الإسلامية في إيران تأثر سياسي كمشروع سلطة لا فكر حياة ، ففكرهم الحياتي يميل الى الطائفة الجارودية المخالفة للإمام زيد ابن علي وهذا ما جعلهم يتخفون بشعارات بلاستيكية قديمة حديثة كشعار (الموت لامريكا وإسرائيل) وخلافة لكن الربيع العربي عرى كل هذه الأقاويل. الحركة السلفية سلطة يسيل لها لعاب الطغاة وحكام العرب خصوصا ففتاوى طاعة ولي الأمر بل وفتاوى قتل المتظاهرين السلميين بحجة إقلاق السكينة العامة لكن السكينة العامة لا تقلق من الظلم والجوع والقهر والحرمان طالما ومنشورات وكتب التيار السلفي تطبع في مطابع التوجيه المعنوي ،والمشكلة أيضا انهم جميعهم يحاربون باسم الله ودفاعا عن الدين والعقيدة ،يا الله اليمن تحارب اليمن من اجل اليمن والإسلام .
ما حصل في صعدة هو عبارة عن مواجهه مؤجلة منذ زمن كان يعد لها الطرفان لإبراز عضلاتهما في الدفاع عن الدين حسب زعمهم فأحدهم جند الله والأخر أنصار الله ،كما قال التقرير الأخير لبعض المنظمات الحقوقية بأن سبب المواجهات كان الاعتداء على شاب من الحوثيين فكانت القشة التي قصمت ظهر الحوثي ليبرز عضلاته ويحاصر الناس في هذه المنطقة المنكوبة ويدعو كل منهما للجهد ضد الاخر مع تحميل المسئولية الأكبر على الحوثيون كونهم من يملك السلطة والقوة في صعدة ، الآن التحدي امام الطرفين هو بمدى قول كل منهما بالأخر وتعديل الأبجديات التكفيرية وإرساء مفهوم التعايش على أساس ان يمنية اليمني هي المعيار في تأدية الحق واخذ الواجب مالم فالثورة لها أساليبها في التعامل مع هكذا جماعات ،قطار التعايش والدولة الراعية سيستمر ومن ركبة فهو آمن .