تشير كل الدلائل حتى اللحظة أن الرئيس هادي عاقد العزم على المضي قدماً في تحمل واجباته الوطنية الجسيمة بإقتداروحكمة مقترنة بالكثيرمن الصبروالتريث في إتخاذ القرارات الصائبة والتعاطي مع أوراق الملف اليمني الشائك متحاشياً بذلك الكثير من الأزمات والمواقف التي يحاول مفتعلوها جره إليها محاولة منهم إستفزازة لإتخاذ خطوات تبرر لهم تفجير الموقف عسكرياً، وعلى الرغم من أنه قد طال الرجل طيلة الأيام السابقة الكثير من الإتهامات والشكوك من قبل الغالبية العظمى في الشارع اليمني حول عدم جديته في إحداث تغييرات جذرية وسريعة أهمها إستبعاد بقايا النظام العائلي من المشهد السياسي واستئصال شأفة هذه الطغمة الحاكمة التي لم تعد صالحة متناسيين بذلك معطيات واقع يختلف فيه التطبيق على الأرض عن التنظير في الغرف والصالات المغلقة، إلا أن الأيام تثبت لنا أن إختيارهادي كان هوالإختيارالصائب لقيادة دفة السفينة في هذه الرحلة الملبدة بأجواء عاصفة تتهددها بين الفينة والأخرى وذلك لحنكته إلى جانب تمتعه بسياسة النفس الطويل في التعاطي مع القضايا الحساسة المطروحة على مكتبه وما أكثرها فمن أزمة إقتصادية تكاد تعصف بالبلاد إلى صراعات سياسية وتطرف وإرهاب..إلخ. قد لانختلف على حقيقة مؤداها أن قتل الأفعى والتخلص منها نهائياً يكون بإستهداف الرأس كون البترللذيل مايلبث أن ينمو مجدداً ، إلا أن معطيات الواقع تقول بخلاف ذلك فالأمر ليس مجرد إصدار قرارجمهوري ونشره في الجريدة الرسمية، إذ تقتضي معالجة مثل هذه الأمور الحكمة والهدوء في إتخاذ القرارات المناسبة و في الوقت المناسب وبما يضمن تنفيذ تلك القرارات، ولعل الجميع قد لاحظ بعض القرارت الجمهورية الأخيرة التي جُوبهت في البداية ببعض الرفض والتمنع كقرارإقالة حافظ معياد من إدارة المؤسسة الاقتصادية وأخيراً قرارإقالة قائد القوات الجوية الأحمرعلى سبيل المثال في وقت يحتاج فيه القرارإلى قوة لتطبيقة وفرض هيبته وهو مالن يتأتى إلا من خلال إحكام سيطرة الرئيس على المؤسسات الأمنية والعسكرية بشكل كامل ، وهذه نقطة هامة ينبغي أخذها بعين الإعتبار سيما وأن ثمة العديد من القيادات العليا والوسطى داخل المؤسسة العسكرية التي لاتزال تدين بالولاء المطلق للعائلة لأسباب أهمها تقاطع المصالح إلى جانب الولاء العشائري والمناطقي. إن أهم المآخذ التي يأخذها البعض على الرئيس البطء في تنفيذ تلك الإصلاحات المتوخاة، علاوة على إنتهاجة لسياسة تدويرالمناصب في هذه المرحلة الحرجة والتي تقوم على إستبعاد القادة المغضوب عليهم من مناصبهم وتعيينهم في مناصب أخرى أقل أهمية ، إلا أننا نرى - فيما نعتقد- أن هذه السياسة هي الأفضل لإدارة التغييرعلى الأقل في هذا المنعطف التاريخي الذي تمر به البلاد وذلك لسببين ،الأول هو أن الرئيس هادي تسلم السلطة على إثرانتخابات كنتاج لتسوية سياسية تقوم على إقتسام السلطة بين طرفي الصراع ولولم تتم تلك التسوية لكانت البلاد اليوم في وضع أسوأ مما هي عليه الآن لاتُحسد عليه، وهذا ما يتناساة الكثيرون، وكلنا يعرف أن أحد طرفي الصراع يتمثل في نظام العائلة وأنصاره ، وهو مايعني صعوبة إستبعادهم من المشهد بشكل مباشروسريع ، وهذا العامل في إعتقادي من أهم العوامل التي تقيد مساحة حرية الرئيس في إتخاذ القرارات ، الأمرالذي يجعل من سياسة تدوير المناصب هي الحل الوسط والعقلاني لبلوغ التغيير المنشود بأقل الخسائر، وهاهو قد بدأ بالفعل تطبيق تلك السياسة إبتداء بإقالة قائد القوات الجوية وقائد الحرس الخاص وغيرهم ،وأما السبب الثاني الذي لايقل أهمية عن سابقة هو أن نقل السلطة بشكل سلس يضمن عدم إنهيار المنظومة للمؤسسات والإدارات المختلفة يتطلب مثل ذلك الإجراء تحاشياً لمزيد من الإنفلات الأمني والفوضى والتي لم يعد الشارع قادراً على احتمالها فحالة الناس المعيشية يُرثى لها ، وهذه النقطة تحديداً أكد عليها نيلسون مانديلا رئيس جنوب افريقيا الأسبق في رسالة وجهها قبل فترة إلى الشعوب العربية يحثهم فيها على ضرورة التعاطي مع الموقف بحكمة وعقلانية وعدم الإنجرار وراء استبعاد الآخر ليس حباً فيه بقدرماهو إتقاء لشره وخطره وهوما يقتضي التدرج في التغييرتجنباً للمزيد من الخسائر. ما يلمسه الشارع اليمني اليوم هو تطبيق جرعة من التغييرات الجريئة والشجاعة تتوالى تباعاً من أسفل الهرم الإداري في المؤسستين المدنية والعسكرية إلى أعلاه إبتداء ببعض القرارات الجمهورية التي استهدفت بعض المؤسسات الحيوية في الأسابيع المنصرمة ،وإنتهاء الليلة الماضية بتغييرات نعتبرها هامة على طريق هيكلة القوات المسلحة والأمن طالت العديد من القادة العسكريين أبرزهم قادة كل من الحرس الخاص والقوات الجوية بالإضافة إلى بعض المحافظين على رأسهم محافظ تعز، وهو مايمهد لإتخاذ قرارات أكثر جرأة في الأيام القادمة تطال البقية ،ولعل مايشهده محيط مطار صنعاء الدولي من إنفجارات تستهدف تعطيل سير الحركة في المطار تؤكد أن الضربة كانت موجعة للقوى المناهضة للتغيير ،ولذا فإن كل ماجرى ويجري يؤكد أن الرئيس يسلك الطريق الصحيح بحنكة وبرود أعصاب ،موجهاً في ذات اللحظة صفعة لكل المشككين في جديته في القيام بعملية الإصلاح والتغيير،فإلى الأمام يافخامة الرئيس وبإنتظار المزيد، ولاننسى أن نترحم على أرواح شهداء الثورة والذين قدموها رخيصة في سبيل إرساء دعائم دولة النظام والقانون.
برقية عاجلة إلى حاضرة سبأ: لقد أثلج الصدورالقرار الجمهوري القاضى بتعيين الشيخ سلطان العرادة محافظاً لمأرب فهو الرجل المناسب في المكان المناسب ، ولذا انتهزالفرصة وابارك لمأرب التعيين ، وأهنئ الشيخ سلطان على الثقة التي نالها وهو الجدير بها بكل تأكيد كونه يمتلك مقومات الشخصية القيادية الفذة و يحظى بإحترام الجميع ، ونحن إذ نهنئة بذلك المنصب نطلب من الله أن يعينه على المتاعب والصعوبات التي سيواجهها خصوصاً ما يتعلق بالجانب الأمني بالمحافظة والذي نال من سمعتها وسمعة أهلها متمنياً من جميع أبناء حاضرة سبأ الإلتفاف حول المحافظ الجديد ودعمه بشتى السبل بعيداً عن الحزبية والنظرات الضيقة ولما فيه خدمة الصالح العام.