استغرب رئيس الحكومة محمد سالم باسندوه ما وصفها «بالحملة الإعلامية الممنهجة» ضده والاستهداف الموجه لأداء الحكومة والتي يتبناها أحد أطراف العملية السياسية في البلاد. وأبدى خلال كلمة ألقاها بصنعاء اليوم الأربعاء استعداده للمسائلة في أي تصرف فيه إساءة لاستخدام المال العام، قائلاً إن ما يتعرض له من استهداف «يهدف للاساءة إلى تاريخه النضالي وسمعته ونظافة يده». وتتعرض حكومة الوفاق الوطني لحملة إعلامية يقودها المؤتمر الشعبي العام الذي يمتلك نصف أعضاءها، وتتضمن اتهامات بإهدار الحكومة للمال العام. لكن باسندوه رد قائلاً «ان مثل هذه الأبواق والاتهامات الباطلة لن تزيدني إلا إصراراً وعزيمة على مواصلة مهامي في كل ما يصب بمصلحة البلد والخير لأبنائها». وأكد استعداده التام لأي مسائلة عن أي تصرف فيه إساءة لاستخدام السلطة أو أموال الدولة، وانه سيتعامل بكل شفافية وصدق مع الشعب اليمني في هذا الجانب. وقال باسندوه إنه يشعر بالألم وهو يرى الوطن في حال الفوضى، وانتشار المظاهر المسلحة، واستمرار الاعتداءات على خطوط نقل الكهرباء وتفجير أنبوب النفط، وكذا تخلف اليمن عن ركب الحضارة والتطور رغم تاريخها العريق ومجدها الجدير بالاعتزاز. وأضاف في ما يشبه الرد على منتقديه « بكائي على وطني ليس نابعاً من ضعف، ولكن من قوة إيماني وشجاعتي وحبي الشديد لوطني، الذي أقدمه على حب أسرتي ونفسي، وسأعمل كل ما بوسعي حتى أرى وطني آمناً ومستقراً ومزدهراً ويضاهي بتطوره الدول المتقدمة». ولفت في رسالة إلى الشباب بالحفاظ على البلد داعياً إياهم إلى تكوين موقف واحد وكلمة واحدة من اجل اليمن،وأن يتناسوا الماضي، كما حثهم على المشاركة الفاعلة في وضع الحلول للقضايا الوطنية، قائلاً «انهم المحرك الاساسي لبناء اليمن الجديد». وأوضح باسندوه إن حكومته تواجه تحديات كبيرة كونها ورثت تركة ثقيلة من النظام السابق، لكنه أكد استعدادها لتحملها وتجاوز عقباتها. وقال «صحيح إن التحديات كبيرة والتركة الثقيلة التي ورثتها الحكومة والمخاطر والتحديات التي تواجهها البلاد وما يعانيه غالبية الشعب اليمني من الفقر جراء الفساد الذي انتج كل هذا ، لكن إرادتنا أكبر بفضل الله تعالى لتجاوزها، وصنع الواقع الأفضل إن شاء الله لوطننا وشعبنا العظيم». وتعهد باسندوة بعمل كل ما بوسعه لاستئصال «شأفة الفساد» الذي قال أنها أصبحت ظاهرة، داعياً كافة الأطياف السياسة والمجتمعية إلى التعاون لإصلاح وإعادة البلاد إلى المسار الصحيح للانطلاق نحو النهوض بالوطن. وأوضح إنه كان له الشرف الكبير في مشاركة عمال النظافة في تنظيف شوارع وأحياء العاصمة صنعاء، «لأن علينا إدراك ما تتحمله شريحة «عمال النظافة» من أعباء عدم التزامنا بآداب النظافة واستهتارنا بالمظهر العام لشوارعنا وأحياءنا ». وأشار إلى الدور المعول به على الشباب في الحفاظ على البيئة والمظهر الحضاري للمدن، والمساعدة في تغيير ثقافتنا العامة وتطويرها. وأردف: «الوطن يراهن عليكم، فالوطن أمانة في أعناقنا جميعا فكلنا فانون وسيبقى الوطن، ويجب ان يكون شعارنا دائما بالروح بالدم نفديك يا يمن، فلسنا مستعدين لان نفتدي اي شخص، ولكننا مستعدون لافتداء الوطن والتضحية في سبيله، فهو حاضرنا ومستقبلنا، ونريد ان نراه مستقرا ومتطورا مثل الدول المتقدمة». وكان باسندوه قد حضر صباح اليوم ثلاث فعاليات مختلفة دشن خلالها المرحلة الرابعة من حملة الإغاثة للمتضررين من الأحداث وكذا حفل اختتام المرحلة الأولى من مشروع جيل السلام، وتدشين المؤسسة الأهلية اليمنية التركية للتنمية.