ما يزال ميناء عدن متوقفاً عن العمل بسبب الإضراب الشامل لعمال الميناء للمطالبة بتحسين أوضاعهم بينما أصيبت الحركة التجارية في الميناء بالشلل. وذكر مراسل «المصدر أونلاين» في عدن مرزوق ياسين أن الإضراب مستمر منذ نحو أسبوعين، مشيراً إلى أن قيادة العمال عقدت اجتماعاً مع قيادة المحافظة لمناقشة المطالب العمالية. ويطالب العمال شركة موانئ دبي العالمية التي تشغّل الميناء جملة مطالب أبرزها تحسين أجورهم بالمساواة مع أجور العمال في الموانئ الأخرى التي تشغلها الشركة العالمية. وقال رئيس الاتحاد العام لنقابة عمال اليمن في عدن عثمان كاكو إن عمال ميناء عدن مستائين من عدم نزول المسؤولين إلى مواقع العمل من أجل التفاوض معهم لتلبية مطالبهم. وأشار في تصريح ل«المصدر أونلاين» إلى ممطالة وعدم اهتمام من قبل شركة موانئ دبي بشأن المطالب المشروعة للعمال، وقال إن مفاوضات جرت بين اللجنة النقابية في ميناء عدن وقيادة المحافظة وقيادة مؤسسة خليج عدن الحكومية اليمنية أفضت إلى الاتفاق على دفع مبلغ 150 ألف ريال لكل عامل كمقدمة لتعليق الإضراب، لكن لم تستجب موانئ دبي حتى الآن. وتسبب الإضراب الشامل في إيقاف حركة التجارة، وأخّر معاملات تجارية أو فعاليات كان يجري التخطيط لها. وتأخر افتتاح معرض تعز الدولي للكتاب إلى أجل غير معلوم بسبب احتجاز حاويات الكتب في ميناء عدن التي أرسلت من دور نشر عربية للمشاركة في المعرض، بينما تدخلت القنصلية المصرية لحل مشكلة دور النشر بلادها. وقالت صحيفة «المصري اليوم» إن القنصل حداد الجوهري اجتمع بنفسه مع العمال المضربين لمحاولة إقناعهم بتفريغ الحاويات المصرية، كما التقى مع محافظ عدنلتدبير حل للموقف، مشيرة إلى أن القنصل تمكن من التوصل إلى حل وسط مع المؤسسة الراعية للمعرض لتعويض خسائر الناشرين المصريين، حيث تم الاتفاق على تحملها لتكاليف تذاكر السفر والإقامة لحين المغادرة في حالة استمرار الإضراب حتى نهاية الأسبوع الجاري، مع قيام المؤسسة باستلام الحاويات عقب انتهاء الإضراب وتخزينها لديها حتى يتسنى للناشرين المصريين المشاركة في معرض ثانٍ سينظم خلال الأشهر المقبلة في العاصمة صنعاء. إلى ذلك، انتقد وزير النقل الدكتور واعد باذيب الاحتجاجات التي ينفذها عمال ميناء عدن للمطالبة بحقوق لهم والتي تسببت بإغلاق الميناء في وجه حركة الملاحة البحرية. وقال ان اغلاق ميناء او مطار لا ينم عن قوة حق او مطالب مهما كانت عادلة لان بذلك تطاولا على سيادة ومصالح شعب بأكمله. وقال الوزير باذيب في تصريح نشره موقع الوزارة على الإنترنت «انه مثلما لم نسكت الوضع المزري الذي وصل إليه الميناء بعد اتفاقية تشغيله مع موانئ دبي فلن نسكت عن تطاول عمالنا فيه وذلك بإغلاقه لأكثر 15 يوماً رغم كل المناشدات والحوارات والمعالجات التي تبنتها قيادة محافظة عدن ووافقت الوزارة عليها». واكد بان الحكومة «لن تضل متفرجة امام اغلاق الميناء كون المتضرر الاكبر والاوحد جراء ذلك هو الشعب اليمني». وقال ايضا «انه لا يكمن الحل العادل لعمال الميناء بمحاصرة حاويات تحمل اجهزة فشل كلوي او ادوية لمستشفى او كتب لمعرض كتاب او حليب اطفال». وخاطب باذيب العمال قائلا «لا نريد ان نخلق عذر لأي طرف كان بان سبب تعثر تدهور وعجز ميناء عدن التاريخي هي اضرابات العمال المتكررة وعليكم ان تعوا بان ما عليكم فعله الآن هو الالتفاف حول الهدف الأكبر المتمثل بالانتصار لميناء عدن, واعتقد بأننا لسنا بحاجة لإثبات نهجنا في ذلك».